في قصصهم عِبرة ٣٧ – نتائج متفاوتة!

في قصصهم عِبرة ٣٧ - نتائج متفاوتة!

في قصصهم عِبرة ٣٧
نتائج متفاوتة!

يروي الأديبُ الصيني “لي تزو” في كتابه “في المنظار الصيني” أنه كان للسيدِ “شيه” ولدان، أحدهما يُحِبُّ العِلم، والآخر يُحِبُّ الحرب، فقدَّمَ الأولُ تعليماتِهِ الأخلاقيةِ عند ملك “شئي” الذي أُعجبَ بها، وعيَّنه وزيراً للتعليم. وتحدَّثَ الثاني عن خبرتهِ العسكريةِ عند ملك “شؤو” فعيَّنه جنرالاً في الجيش!
وعندما علمَ السيدُ “مينغ” بما ظفرَ به ولدا السيدِ “شيه” أرسلَ ولديه على خُطى ولدي “شيه”!
فعرضَ الأولُ تعليماتِه الأخلاقيةِ في بلاطِ ملكِ “شئي” القوي والميَّال للحرب، فقالَ الملك: إن الدول تتنازعُ بعنفٍ الآن، وكل ملك منهمك بتسليحِ جيشه، فإذا سمعنا لثرثرةِ هذا الشابِ عن الأخلاقِ والسلامِ فسنتعرضُ للإبادة!
وأمرَ بجلدِ الشابِ مئةَ جلدة، وطردَهُ من المملكة!
وفي تلك الأثناء عرضَ أخوه على ملكِ “شؤو” عبقريته العسكرية.
فقال َالملك: إن جيشي ضعيف، فإذا اعتمدتُ على القوةِ بدل الدبلوماسيةِ فسوف نتعرضُ لِلمحقِ بسرعة، وإذا تركتُ هذا الشاب العسكري يذهبُ إلى ملكٍ قوي فسوف يستفيدُ من خبرته، ويُسرِعُ في سحقنا!
فأمرَ بقتلِ الشابِ خوفاً من شره!

لا يكفي أن تملكَ البراعة في مجالٍ ما لتنجح، عليكَ أن تعرفَ أين ومتى وكيف تضعُ هذه البراعة!
فعلى سبيلِ المثالِ إن الشعراء العرب الذين كانوا يحصلون على أموالٍ طائلةٍ من مُسَامَرَةِ الخُلفاء، ومن سِجالاتهم الشعرية في البلاط، كانوا سيُعلَّقون على أعوادِ المشانقِ لو قَرضوا شِعراً عند “جنكيز خان” والسبب أن الخلفاء كانوا شغوفين بالشِعر، يُقَدِّرون منزلته، ويتذوَّقون بلاغته، أما “جنكيز خان” فكانَ همجياً لا يفكر أبعد من سيفه!

تجني شركاتُ مستحضراتِ التجميلِ ملياراتِ الدولاراتِ كل عام، ولكننا لو نظرنا أين تبيعُ هذه الشركاتُ منتجاتها لعرفنا السبب، لا يُوجد فرعٌ واحدٌ لكريستيان ديور، أو شانيل، أو إيف سان لوران، أو ريفلون في كابُل، ولا مقديشو، ولا كراتشي، ولا داكار لأنَّ سُكان هذه المُدن بالكادِ يجدون اللُّقمة، إن الرفاهية تُباعُ في أماكن محددة، تعرفُ هذه الشركات أين ولمن تبيع!

من أمثالِ العربِ الشهيرةِ التي يضربونها عن الجهلِ بالسوق: كجالبِ التمرِ إلى هجر!
وهجر مدينة كانتْ كثيرة التمر، بحيث لو جاءَ تاجرُ تمرٍ إليها فلن يبيعَ تمرةً واحدةً، بينما كانتْ تُوجدُ أماكن تجارة التمر فيها أشبه بتجارةِ النفطِ اليوم!

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية