هذا الحبيب 140 – تجهيز قريش لمعركة أحد
_____
قريش بدأت منذ بدر في السنة الثانية للهجرة تجهز لغزو المدينة ، والآن نحن في السنة الثالثة للهجرة
وبدر كانت في رمضان ، والآن نحن في أواخر رمضان
عام كامل ، إلى أن حصلت سرية زيد بن حارثة
فقررت قريش غزو المدينة المنورة
طبعاً كانت طوال هذا العام تشن حرب إعلامية مكثفة في كل أنحاء الجزيرة
تشجع القبائل على القتال ، والإنتقام من المسلمين، والثأر لقتلاهم
______
وكان على رأس المحفزين على القتال شاعر اسمه
{{ أبو عزة الجمحي }}
أتذكرون هذا الإسم
أخبرتكم عنه من قبل ، الذي كان قد أسر في بدر، ولم يكن عنده مال ليفدي نفسه، وكان ضكثير العيال
فقال للنبي : من للصبية يا محمد ؟
فمنّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، واطلقه من غير فداء
بشرط أن لا يهجو المسلمين ولا يرفع سيفه عليهم
كان أول المحفزين في شعره على المسلمين في أحد ، وكان للشعر تأثير
______
وبدأت قريش بعد ذلك في حشد قواتها من داخل مكة وأيضا من القبائل المتحالفة معها وهي قبائل
١_كنانة
٢_ثقيف
٣_الأحابيش
[[ والأحابيش هم مجموعة من القبائل المتحالفة مع بعضهم البعض، وقد أطلق عليهم الأحابيش لتحبشهم أي تجمعهم وقائدهم اسمه {{الحليس}} ..]]
هكذا استطاعت قريش أن تحشد
{{ ٣ آلاف مقاتل }}
من قريش
{{ ١٠٠٠ مقاتل }}
من خارج قريش {{ ٢٠٠٠ مقاتل }}
وكان في الجيش
ض {{ ٣ آلاف بعير }}
وكان معهم
{{ ٢٠٠ فارس }}
يعني ٢٠٠ رجل يركبون على الفرس
وكان معهم
{{ ٧٠٠ دارع }}
والدارع هو الذي يلبس لباس الحرب كامل
وخرج جيش قريش بالفعل في أواخر شهر رمضان من السنة الثالثة من الهجرة، أي بعد بدر بعام كامل
_______
كانت القيادة العامة للجيش لسيد قريش
{{ أبو سفيان بن حرب }}
الذي نظم جيشه تنظيماً جيداً فوضع
{{ خالد بن الوليد }} على ميمنة الفرسان
و{{عكرمة بن أبي جهل }}
على ميسرة الفرسان
و {{صفوان بن أمية }}
على المشاة
ووضع
{{ عبد الله بن ربيعة }}
على رماة السهام
وأعطي اللواء لبني عبد الدار، وكانوا هم الذين يحملون اللواء لقريش
وخرج مع الجيش
{{ ١٥ امرأة }}
من زوجات أشراف مكة
على رأسهن سيدة مكة الأولى في ذلك الوقت
{{ هند بن عتبة }} زوجة {{ أبو سفيان }}
هند هذه
التي فقدت أباها
وعمها
و ولدها يوم بدر
وأخذت على عاتقها أن تلهب مشاعر قريش ، للثأثر بهذا اليوم
وذلك لتحميس وتحفيز الجيش
وخرجنّ ومعهن الدفوف يضربن بها
_______
وكان من ضمن الجيش عبد حبشي اسمه
{{ وحشي بن حرب }}
ش
ووحشي هذا كان ممن يتقنون الرمي بالحراب ، وكان رامياً ماهراً قل ما يخطئ
وكان عبدًا لرجل من قريش اسمه
{{ جبير بن مطعم بن عدي }}
والده
{{ المطعم بن عدي }}
تذكرون هذا الإسم الذي دخل النبي صلى الله عليه وسلم ، في جواره يوم رجوعه من الطائف ، ابنه جبير هذا
قُتل عمه في بدر ، أما والده
{{المطعم }} مات قبل بدر
_______
فقال جبير لوحشي
[[ وكان وحشي يكنى أبا دسمة ]]
قال : يا أبا دسمة ، إن أنت أصبت حمزة بن عبدالمطلب عم محمد بعمي طعيمة فأنت حر
[[ اقتل حمزة بحربتك يا وحشي واعتبر نفسك حر طليق ]]
و الأحباش كانوا معروفون بالمهارة الشديدة والدقة في رمي الحراب
وكانت لهم حتى ألعاب ورقصات بالحراب
وكان {{ وحشي }} هذا كما قلنا من أمهر الأحباش في رمي الحراب
وقريش تعلم أنه لن يستطيع أن يقتل أحد حمزة في مبارزة وأنه لا يمكن أن يقتل حمزة
إلا أن يرميه أحدهم بحربة من مسافة بعيدة
فخرج وحشي لمهمة واحدة فقط ، مهمة خطيرة
وهي قتل أقوى فارس في صفوف المسلمين وهو
{{ حمزة بن عبد المطلب أسد الله ورسوله }}
رضي الله عنه وأرضاه
______
وكانت هناك في قريش مراسيم تعدها قريش ليالي ، يضربون فيها على الدفوف ويرقصون فيها رقص الحرب
[[ تحميس للجيش ]]
وينتظرون
{{خالد بن الوليد }}
لإنه كان خارج مكة وهو لم يشهد بدر
وأثناء إعداد هذه التجهيزات ، أخذ الأحبيش يرمون بالحراب فلما رأت
{{ هند }}
وحشي ومهارته ، وقفت تزيده حماس على حماسه
وتقول له : ويّهن أبا دسمة ، أشّفي وأسّتشفي ، فإن كان جبير قد وعدك بالعتق ، فأنا
{{ هند بنت عتبة }}
أعدك بوزنك ذهباً وفضة ، إن أنت مكنتني من كبد حمزة
________
وانطلق جيش قريش
فلما وصلوا إلى الأبواء
[[ عند قبر أم النبي صلى الله عليه وسلم ، آمنة بنت وهب ]]
قالت هند للجيش :
لو بحثتم قبر أم محمد
[[ أي إنبشوا قبرها ]]
لو بحثتم قبر أم محمد ، فإن أسر منكم محمداً أحدا
فديتم كل أسير بجزء من أجزائها
فرفض أبو سفيان رأيها وكذلك سادة قريش
وقالوا : لا يفتح هذا الباب وإلا نبشوا موتانا عند مجيئهم
[[ يعني رح تفتحي علينا باب عواقبه وخيمة ]]
بهذه المعنويات بالأخذ بالثأر ، خرجت قريش ، وهي تعتقد أنها ستباغت المسلمين في المدينة
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة 141 …