هذا الحبيب 139  –  مقدمة غزوة أُحد ، سرية زيد بن حارثة ، واستعداد قريش

هذا الحبيب 139  -  مقدمة غزوة أُحد ، سرية زيد بن حارثة ، واستعداد قريش

هذا الحبيب 139  –  مقدمة غزوة أُحد ، سرية زيد بن حارثة ، واستعداد قريش

____
نحن الآن في
{
{ السنة الثالثة للهجرة }}

لم تكن مشكلة بدر بالنسبة لقريش هو فقط هذه الهزيمة المدوية التي هزت هيبتها في كل الجزيرة العربية

ولكن المشكلة الأكبر هي أن المسلمين قد نجحوا نهائيا في قطع طريق تجارة قريش إلى الشام

وقريش تعيش على التجارة ، لأنها
{
{ بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ }}

فإذا لم يكن لديها تجارة فقد قُتلت وخُنقت اقتصادياً

_____
وكما قلنا لقريش رحلتين كل عام

وهم طريقين رئيسيين للتجارة
١_ تجارة الى الشام
٢_وتجارة الى اليمن

وعندما تتأثر تجارة قريش إلى الشام ، فإن تجارتها إلى اليمن تتأثر أيضاً

لأن التجارة التي تأتيها من
{
{ اليمن والهند والصين }}
تقوم هي بحملها إلى الشام والعكس

ولذلك كان انتصار المسلمين في بدر ، ومن ثم نجاحهم في قطع طرق تجارة قريش، كارثة اقتصادية على قريش

________
وفكرت قريش كيف يمكن مواجهة هذه المشكلة

فقررت أن تبحث عن طريق آخر للتجارة؟؟

ليس هو الطريق المعبد العادي الذي تمر به على المدينة

ولا حتى الطريق الغير معبد بمحاذاة البحر الأحمر

وكان اسمه في ذلك الوقت بحر
{
{ القلزم }}
ولكن قررت أن تسلك طريقاً جديداً تماما

وهي أن تتجه إلى منطقة {{نجد }}
شرقاً ، ثم إلى العراق شمالا، ثم بعد ذلك تتجه إلى الشام غرباً

[[ يعني يأتون الشام من مكة عن طريق العراق ]]

_____
وكان هذا الطريق طريق طويل جدا، ربما ضعف مسافة الطريق القديم، وهو طريق لا تعرفه قريش، ومخاطره كبيرة، وتكلفته كبيرة، وكل هذا يعني أن تقل أرباح قريش من تجارتها، ومع ذلك لم تجد قريش حلاً غير هذا لاستمرار تجارتها

______
وبالفعل انطلقت تجارة ضخمة لقريش فيها كثير من الفضة بقيادة
{
{ أبو سفيان بن حرب }}
وسلكت هذا الطريق

في هذا الوقت كان النبي صلى الله عليه وسلم

يبث العيون ترقب قريش في حركاتها وتجارتها

فبلغه خروج
{{
أبو سفيان وصفوان ابن أمية }}

فلم يخرج بنفسه هذه المرة
بل عقد لواء لمولاه
{
{ زيد بن حارثة }}
وأرسل مع زيد عدد من الصحابة عددهم
{
{ ١٠٠ مقاتل }}

أميرهم زيد بن حارثة ، عقد له لواء
وقال :
له أرقب تجارة قريش ثم أغنمها

_____
فخرج زيد
فلما وصل وراقب الطريق
حتى إذا دنت القافلة أحاطوا
بهم ففر
{
{ أبو سفيان وصفوان }}
ومن معهم

ومن عجز عن الفرار كان من ضمن الغنيمة في التجارة فغنموها وعادوا إلى المدينة

كانت تلك التجارة أعظم تجارة لقريش بعد بدر

ولأول مرة يغنم المسلمون غنيمة ذات قيمة

فلما خمسها النبي صلى الله عليه وسلم
فكان خمسها
{
{ ٢٥ ألف ينار ذهبية }}

[[ لأن قريش لسه ما معهم بضاعة معهم مصاري كاش ورايحين يتاجروا من الشام ]]

_________
هكذا قطع الرسول صلى الله عليه وسلم ، على قريش كل طرق التجارة
[[
أمسك النبي بعصب قريش الإقتصادي ]]

ولذلك فإن هذه السرية كانت سبباً مباشراً
لوقوع {{ غزوة أحد }}
لأنه بعد هذه السرية فكرت قريش جدياً في السير إلى المدينة لحرب المسلمين

ليس فقط للإنتقام لقتلاهم في بدر ،واستعادة هيبتها في الجزيرة ، كما كانت تقول

ولكن الهدف الأساسي كان هو قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، لإسقاط الدولة الإسلامية بالكامل

وإنقاذ تجارتها ومصدر أموالها الوحيد

_________
فأخذت قريش قرارها بعد بدر

هو أن يجعلوا أرباح القافلة التجارية الضخمة التي قامت بسببها معركة بدر ، عندما هرب بها أبوسفيان عن طريق الساحل قبل غزوة بدر

قالت قريش : هذه القافلة كانت سبب في غزوة بدر

سنخصص أرباح هذه القافلة لتجهيز جيش ضخم لحرب المسلمين والثأر لهزيمتهم المُرة في بدر

_______
وكانت قيمة البضاعة التي في القافلة تقدر
{
{ ٥٠ ألف دينار ذهبية }}

وكان ربحها ١٠٠%
[[
يعني ربحها لكل دينار … دينار ]]

فسلموا لأصحاب المال رؤوس أموالهم، وأخرجوا الأرباح لتجهيز الجيش

ونزل في ذلك قول الله تعالى :
{
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ‏ }}

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة 140  …