هذا الحبيب 142  – غزوة احد ، انسحاب ثلث الجيش ، وخطة النبي للمعركة

هذا الحبيب 142  - غزوة احد ، انسحاب ثلث الجيش ، وخطة النبي للمعركة

هذا الحبيب 142  – غزوة احد ، انسحاب ثلث الجيش ، وخطة النبي للمعركة
____________
خرج جيش المسلمين لغزوة أحد لملاقاة جيش قريش
بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد صلاة الجمعة
وكان عددهم (( ١٠٠٠ مقاتل ))
فلما سار الجيش قليلاً وجد النبي صلى الله عليه وسلم بين صفوف المسلمين
كتيبة خشنة [[ أي كثيرة السلاح ]]
عددهم حوالي {{ ١٠٠ مقاتل }}
فسأل النبي صلى الله عليه وسلم :_ من هؤلاء ؟؟ فإنهم ليسوا من أصحابنا
فقال له الصحابة :_ إنهم حلفاء من اليهود لأبني سلول
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ هل أسلموا ؟؟
قالوا :_ لا
فقال:_ إنا لا ننتصر بأهل الكفر على أهل الشرك
[[ استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم ، في وصف اليهود كلمة كفر ]]
وردهم ورفض الاستعانة بهم
فغضب لرجعتهم ابن سلول وقال كلمته القبيحة
قال :_ عصاني وأطاع الولدان [[ يقصد الشباب من الصحابة المتحمسين للقتال ]]
عصاني وأطاع الولدان و ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا، ارجعوا أيها الناس
أعلن {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} أنه سيعود الى المدينة، بل ودعا الجيش كله الى الانسحاب والعودة للمدينة
واستجاب له {{ ٣٠٠ }} من جيش المسلمين من المنافقين
[[ هل رأيتم عدد المنافقين بالمدينة من ألف مسلم فقط ، خرج ٣٠٠ منافق ]]
فقام لهم الصحابي الجليل {{ عبدالله بن عمرو ابن حرام }}
وكان من الخزرج وله مكانة كبيرة بينهم ، وابن سلول من الخزرج ايضاً
فقال عبدالله بن حرام
قال :_يا قوم أذكركم الله أن تخذُلوا قومكم ونبيكم !!
فقالوا:_لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ، ولكن لا نرى أنه يكون قتالا
[[ أي لن يكون هناك قتال حكي فاضي لو في قتال نبقى معكم ]]
واصروا على الإنسحاب ، فلما يئس منهم
قال لهم: _ أبعدكم الله ، أعداء الله
فسيغني الله تعالى عنكم نبيه
فأنزل الله فيهم قرآن يتلى الى يوم القيامة
قال تعالى
{{ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ }}
_____________
و لم يقتصر الأمر على المنافقين فقط بل كاد أن يتأثر بانسحاب هذا العدد الكبير من الجيش ، عدد آخر من المؤمنين
ولكن الله تعالى أنزل السكينة في قلوبهم
وتولى أمرهم ، وثبتهم
يقول تعالى
{{ إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‏ }}
___________
عدد جيش المسلمين
١٠٠٠ _ انسحب ٣٠٠ = ٧٠٠
اصبح عدد جيش المسلمين ٧٠٠
وعدد جيش قريش ٣ آلاف
تخيلوا يعني اربعة أضعاف جيش قريش ، ومجهزة قريش بالعدة والعتاد والفرسان والدروع
والمسلمون خرجوا مشي على الأقدام ، ليس معهم إلا فرس واحد يركبه النبي صلى الله عليه وسلم
ولذلك سنرى كيف وضع النبي صلى الله عليه وسلم
{{ خطة }}
يستطيع من خلالها التقليل من آثار تفوق قريش الكبير جداً على المسلمين سواء من ناحية عدد المقاتلين أو عدد الفرسان
___________
في الطريق وقف الرسول صلى الله عليه وسلم ، يستعرض الجيش
فوجد بين الصفوف صغار بالعمر اعمارهم بين {{ ١٣ و ١٤ }} عام
فردهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يسمح لهم بالمشاركة
فكان ممن ردهم
{{ عبدالله بن عمر }} و {{ وأسامة بن زيد }}
وكان هناك غلامين
أحدهما إسمه {{ سمرة }} والآخر اسمه {{ رافع }}
فلما ردهما
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم
يا رسول الله
إن رافع رامياً جيداً ، قل أن يخطئ
فلا بأس يا رسول الله لو انك أجزته
[[ فبشهادة الصحابة علم النبي انه رامي جيد ، والحرب بحاجة لرامي يقف في مكانه فيرمي بالنبل فسمح له ]]
فبكى سمرة
وكان يتيماً
فقال له عمه :_ ما يبكيك يا سمرة
فقال :_ أجاز النبي رافع و ردني وأنا اصرعه إذا تصارعنا
[[ يعني انا اقوى من رافع بالمصارعة ]]
فسمع هذه الجملة النبي صلى الله عليه وسلم ، فسُر لها وأبتسم
قال له النبي :_ أ أنت تصرعه ؟!!!
فكفك دموعه سمرة
و قال :_ نعم يارسول الله
قال له النبي :_ تصارعا أمامي ، فتصارعا فصرع سورة رافع فاأجازه النبي صلى الله عليه وسلم
____________
فرغ النبي صلى الله عليه وسلم ، من استعراض الجيش وقد غابت الشمس
فأذن بلال لصلاة المغرب
فصلى بأصحابه صلى الله عليه وسلم ، ثم أذن بالعشاء فصلى بهم وبات الجيش في هذا المكان
واختار النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٥٠ رجلاً }}
ليحرسوا المعسكر يتجولون حوله
وكان هناك حراسة خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم
_________
سار صلى الله عليه وسلم بجيشه في اتجاه جبل أحد
وهو يبعد عن المدينة حوالي {{ ٥ كم }}
وقيل أن فيه قبر هارون أخو موسى على نبينا وعليهما الصلاة والسلام
[[ لأنه قدما حاجين أو معتمرين فمات هارون في هذا المكان، فدفنه موسى هناك ]]
وكان مسار الجيش من بين المزارع والبساتين في الليل قبل طلوع الفجر
وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى جبل أحد وتمركز بجيشه
بحيث أصبحت المدينة في وجه الجيش
وجبل أحد في ظهر الجيش وعلى يمينه
وجزء من الجبل على يسار الجيش
وهو الجزء من الجبل الذي سيقف عليه الرماة ، وجيش مكة أصبح فاصلا بين المسلمين والمدينة
لما نظر النبي صلى الله عليه وسلم ، ورأى جيش قريش أمامهم تفحص ساحة المعركة {{ ببصيرته }}

{{ وانظروا للصورة المرفقة لتفهموا تماما خطة النبي }}
_________
١_جعل جبل أحد خلف المسلمين وعن شمالهم
[[ حتى لا يستطيع جيش قريش تطويق المسلمين ]]
____________
نظر النبي صلى الله عليه وسلم
فرأى ان في جيش قريش {{ ٢٠٠ }} فارس
يقودهم خالد بن الوليد ، وعكرمة بن ابي جهل ، تنحوا عن الجيش [[ أي ليست مهمتهم القتال وقفوا على جانب ]]
فعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء الفرسان بقيادة خالد بن الوليد ، مهمتهم فقط تطويق المسلمين والألتفاف حولهم
٢_ فجعل عدد من الرماة على الجبل على يسار المسلمين يقومون برمي السهام في اتجاه خيل المشركين
وبذلك يقلل من آثار امتلاك قريش لعدد كبير من الفرسان، لأن الخيل تخاف وتتراجع أمام النبل
____________
٣_ أن يقف المسلمون صفا واحدا في أضيق مسافة بين جبل الرماة وجبل أحد وهي مسافة حوالى {{ ٦٥٠ متر }}
وبذلك تحارب قريش المسلمون بنفس عددهم تقريبا، ويستطيع النبي صلى الله عليه وسلم التقليل من آثار التفوق العددي لجيش قريش
{{أريتم خطة الحبيب انظروا للصورة }}
_________
٤_ أن يكون هناك مكان آمن في الجبل يمكن أن ينسحب اليه المسلمون، اذا وقعت الهزيمة بالمسلمين، ولا يلجئوا الى الفرار من أمام العدو، فيتعرضوا للقتل أو الى الاسر
{{ وهو الشعب }}
____________
هكذا تمركز الرسول صلى الله عليه وسلم ، في أفضل مكان في أرض المعركة
مع أن النبي صلى الله عليه وسلم وصل لساحة أحد ، وقد وصلت قريش قبله
ومع ان قريش يوجد فيها خبراء عسكريين
فيها الداهية {{ ابو سفيان}}
وفيها العبقرية العسكرية الفذة {{خالد بن الوليد }}
_____________
عندما كون النبي صلى الله عليه وسلم ، كتيبة الرماة الذين سيقفون على الجبل
وكان عددهم {{ ٥٠ }} رجل من الصحابة و اعطى قيادتها الى
{{ عبد الله بن جبير }} .. [[ يكون والد جابر بن عبدالله راوي الحديث ]]
وكان عبدالله بن جبير معلم بثياب بيضاء
اختار صلى الله عليه وسلم {{ ٥٠ رجل }} من خيرة رماة المسلمين
ثم أوصاهم
اسمعوا وصية رسول الله للرماة
{{ فالسيرة للتأسي لا للتسلي }} حتى نعلم لماذا نهزم في كل معركة
قال للرماة :_ قفوا على هذا التل ، ولا تشاركونا في القتال وعليكم [[ اي مهمتكم ]] أن تنضحوا الخيل عنا بالنبل
لا يأتونا من خلفنا
فإن الخيل لا تقدّم على النبل، إنا لن نزال غالبين ما مكثتم مكانكم
فإن رأيتمونا نظهر عليهم ، وندخل معسكرهم ، ونغنم غنائهم فلا تبرحوا مكانكم ، حتى أكون انا الذي أرسل إليكم‏
وان رأيتموهم يظهروا علينا
وتخطفنا سيوفهم خطفاً ،فلا تدافعوا عنا ، لا تبرحوا مكانكم ولا تشاركونا القتال ، بل ألزموا مكانكم ، حتى أكون أنا الذي أرسل إليكم
ثم قال :_اللهم إني أشهدك عليهم
ثم يختمها صلى الله عليه وسلم
بقوله {{ لا نؤتينا اليوم من قبلكم }}
[[ يعني لو في ثغرة والعدو رح يستغلها ورح نخسر المعركة من بابكم بس ]]

يتبع بأذن الله …