هذا الحبيب 150 – دفن شهداء أحد

هذا الحبيب 150 - دفن شهداء أحد

هذا الحبيب 150 – دفن شهداء أحد
______________
تفقد النبي صلى الله عليه وسلم القتلى والجرحى
فقال لأصحابه :_ من يأتيني بخبر {{ سعد بن الربيع‏ }}
[[ سعد بن الربيع كان ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية ، وكان أحد نقباء الأنصار . ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ، آخى بينه وبين عبد الرحمن بن عوف ]]
افتقده النبي صلى الله عليه وسلم
فذهب {{ زيد بن ثابت }} ليبحث عن {{ سعد بن الربيع }} فوجده وقد طعن اثنى عشر طعنة ، وهو في آخر رمق
فقال له زيد :_ يا سعد إن رسول الله أمرني أن أنظر انت في الأحياء ام في الأموات
قال سعد:_فإني في الأموات
فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، السلام
وقل له : _ إن سعدا يقول: _ جزاك الله عني خير ما جزى نبياً عن أمته
وأخبره أنني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة، وقد أنفذت مقاتلي
وأبلغ قومك مني السلام
وقل لهم: _ إن سعدا يقول لكم :_ إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم ومنكم عين تطرف
ثم فاضت روحه رضي الله عنه
فرجع زيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره
فقال: _رحمه الله، نصح لله ولرسوله حياً وميتاً
_____________
ووجدوا في الجرحى {{ الأُصيرم عمرو بن ثابت }}
وكانوا من قبل يعرضون عليه الإسلام وهو يرفضه
فسألوه: _ ما الذي جاء بك ، مناصرة لقومك، أم رغبة في الإسلام‏؟‏
[[ يعني مادام انت ما اسلمت ليش جئت للمعركة ؟ هل من أجل تدافع عن قومك ؟ أم أنك اسلمت ]]
فقال :_ بل رغبة في الإسلام ، فأنا آمنت بالله ورسوله ، ثم قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه حتى أصابني ما ترون
ثم فاضت روحه
فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال:‏ ‏_ هو من أهل الجنة
يقول أبو هريرة‏:‏ _ ولم يُصلِ لله صلاة قط ‏.
_______________
وكان في القتلى رجل من اليهود اسمه {{ مُخَيرِيق }}
وكان حبراً عالماً من أحبار يهود
وكان رجلا غنيا كثير الأموال
وكان يعرف رسول الله بصفته ، وما يجد في علمه
ولكنه لم يسلم ، فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم أحد
أسلم
وكما قلنا معركة أُحد كانت يوم السبت
فوقف وقال :_ يا معشر يهود والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق
قالوا:_ إن اليوم يوم السبت
قال:_ لا سبت لكم
ثم أخذ سيفه وعدته
وقال‏:‏_ إن أصُبت فأموالي كلها لمحمد ، يصنع فيها ما شاء ثم قاتل حتى قتل
واخذ النبي امواله وجعلها صدقة على الفقراء
وقال صلى الله عليه وسلم :‏ ‏ ‏_ مُخيرِيق خير يهود
____________
ثم بعد أن تفقد الجرحى ، أمر صلى الله عليه وسلم بدفن أصحابه
بعد ان صلى الظهر بهم ، جلوساً ، وصلوا خلفه جلوساً
[[ لأنهم جرحى متعبين ]]
ثم أمرهم أن يدفنوا الشهداء جماعات حتى تحتوي الحفرة الواحدة [[ الشهيدين والثلاث ]]
حتى لا يشق عليهم
[[ لأن حفر قبر لكل شهيد وهم جرحى يصعب عليهم ذلك ]] فقد بلغ عدد الشهداء
{{ ٧٠ شهيد }} رضي الله عنهم أجمعين
من قبيلة الخزرج {{ ٤١ }}
من قبيلة الأوس {{ ٢٤ }}
من المهاجرين {{ ٤ }}
من اليهود {{ ١ }}
___________
كم كان عدد قتلى المشركين ؟؟
لم يعرف بالتحديد
البعض قال {{ ٣٧ والبعض قال اكثر }}
ولكن كان العدد فوق المئة
وذلك بدليل قوله تعالى
{{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا }}
شهداء المسلمين {{ ٧٠ }}
انتم اصبتم بسبعين واصبتوهم بمثليها أي العدد مضاعف
٧٠ ×٢= ١٤٠
وبعض كتب السيرة يرفعه لأعلى من هذا العدد
________
أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يدفنوا الشهداء جماعات حتى تحتوي الحفرة الواحدة [[ الشهيدين والثلاث ]]
حتى لا يشق عليهم
ودفنوا جثث المشركين ايضاً
إلا أن بعض كتب السيرة تقول [[ أن قريش منهم من حمل قتيلهم ، ومنهم واراه الرمال قبل ان يرحلوا ]]
وكم من فارق بين هدي هذا الدين ، وأخلاق نبيه وبين الكفر وأهله
تذكرون يوم بدر ؟؟
عندما هربت قريش ، وتركت خلفها قتلاهم ، ومتاعهم ، ورجالهم
عندما قتل منهم سبعين ، و وقع بالأسر سبعين
فلم يفارق صلى الله عليه وسلم ، أرض بدر حتى دفن جثث المشركين جميعاً
[[ فلم يُمثل بجثثهم ، ولم يتركها للطير والسباع ، وانظروا الى الكفر وأهله قريش في معركة أحد تُمثل بجثث المسلمين ولا تتركهم بحالهم ]]
بينما النبي صلى الله عليه وسلم في بدر ، يدفن جميع الجثث ولا يتركها طعام للطير والسباع
لان الله تعالى قال {{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }}
أسمعتم يا من تدعون {{ حقوق الإنسان }}
هذا هو ديننا
هذا هو منهجنا ، الى اليوم والى قيام الساعة
هذه هي أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم
واليوم أنتم تشاهدون الاخبار وتسمعونها
وانظروا الفرق بين
اخلاق المسلمين ، وملة الكفر
في السلم والحرب
___________
دفنوا الصحابة اخوانهم من الشهداء
وكان همّ النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يحملَ {{ حمزة }} ويدفنه بالبقيع
فلما أشار لأصحابه أن يرفعوا جثة حمزة ، تحرك جبل أحد كله
فضربه النبي صلى الله عليه وسلم ، برجله بأنفعالةً
وقال :_ أثبت أحد
فإنما عليك نبي ، وصديق ، وشهداء
فسكن أحد
فقال صلى الله عليه وسلم :_ ادفنوا الشهداء في مضاجعهم [[ اي مواضع مقتلهم ]]
ادفنوا الشهداء في مضاجعهم ، إنَّ نحب أحد ، وأحد يحبنا ، إن أحد جبل على باب الجنة
[[ الجنة ليست فيها جبال ولكن سترون جبل احد ، يا من زرتم المدينة في حج او عمرة ورأيتم جبل أحد ، سترون جبل احد ايضاً عندما تدخلون الجنة إن شاء الله تعالى على باب الجنة تماماً تدخلون من باب الجنة وأنتم تنظرون إليه ،
تكريماً لدماء النبي التي سالت عليه ودماء الشهداء ، ولانه عندما رفع حمزة عنه تحرك ، كان يريد أن يسير ورائهم ]]
فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعدها
كلما خرج من المدينة وعاد إليها
يقف وينظر الى أحد ويشير لأصحابه إليه
ويقول :_ هذا جبل يحبنا ونحبه ، وهو جبل على باب الجنة
___________
دفن الصحابة الشهداء
ثم وقف صلى الله عليه وسلم
وقال لأصحابه :_استووا حتى أثني على ربي عز وجل ‏
فوقف الصحابة خلفه صفوفاً
ثم أخذ يثني على الله تعالى
رفع يديه صلى الله عليه وسلم وقال :_
‏ ‏اللهم لك الحمد كله ، اللهم لا قابض لما بسطت ، ولا باسط لما قبضت ، ولا هادي لمن أضللت ، ولا مضل لمن هديت ، ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ، ولا مقرب لما باعدت ، ولا مبعد لما قربت ، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك ‏‏.‏
‏اللهم إني أسألك النعيم المقيم ، الذي لا يحُول ولا يزول ، اللهم إني أسألك العون يوم العيلة ، والأمن يوم الخوف ، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين ، اللهم توفنا مسلمين ، وأحينا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، غير خزايا ولا مفتونين ، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ، ويصدون عن سبيلك ، واجعل عليهم رجزك وعذابك .
يتبع بأذن الله …