هذا الحبيب 151 – غزوة أحد ، الرجوع للمدينة

هذا الحبيب 151 - غزوة أحد ، الرجوع للمدينة

هذا الحبيب 151 – غزوة أحد ، الرجوع للمدينة
_____________
دفن الشهداء ، ورجع النبي صلى الله عليه وسلم وركب فرسه ولم يكن معه من الخيل غيرها ، والجميع رجعوا مشياً على الأقدام كما خرجوا لم يكن معهم إلا فرس واحد
رجع النبي صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة من حوله وكانت قد وصلت الأخبار للمدينة
بأن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد قتل فهاجت المدينة وارتفع صوت البكاء بها
وخرجت النساء حتى العجّز [[ اي الختايرة ]] كلهن خرجن يستطلعن الخبر
فما أن دخل الموكب للمدينة ، فأخذت تتلاقهم طلائع النساء فكان أول من تلقاه من النساء {{ حمنة بنت جحش }}
تكون [[ بنت عمة النبي واخت عبدالله بن جحش وقد استشهد في المعركة وخالها حمزة ]]
فلقيتهم وهي تسأل
وتقول :_ أرسول الله بخير ؟؟
فلقيها النبي صلى الله عليه وسلم
فقال لها :_ يا حمنة أحتسبي
قالت :_ من يا رسول  الله ؟
قال :_ خالك حمزة اسد الله ورسوله [[ قالها وهو يبكي ]]
فأحتسبت
وقالت :_ إنا لله و إنا إليه راجعون
قال:_ يا حمنة احتسبي ايضاً
قالت :_ من يا رسول  الله ؟
قال:_ اخوكِ عبدالله بن جحش
فأحتسبت
وقالت :_إنا لله و إنا إليه راجعون
وكانت حمنة زوجة {{ لمصعب بن عمير }}
فقال لها النبي :_ احتسبي يا حمنة ايضاً
قالت :_ من يا رسول  الله ؟
قال :_ زوجك مصعب
فناحت و ولولت
فقال صلى الله عليه وسلم :_ سبحان الله إن الرجل من زوجته لبمكان
[[ لقد نعي إليها خالها وأخوها ولم تولول ونعي لها زوجها فصاحت وبكت ]]
قال لها النبي :_ يا حمنة لما فعلت هذا ؟
قالت :_ يا رسول الله ذكرت قوله تعالى {{ ولا تنسوا الفضل بينكم }} وإن له أيتام
قال :_ اللهم اخلفها في ايتامه خيراً
[[ أكبر مصيبة تصيب المرأة هو فقد زوجها ، بشرط إذا رزقهم الله بالسكينة والمودة والرحمة ، وللأسف الكثير من بيوت المسلمين اليوم تفتقد هذا الرزق بين الأزواج وكل من يقرأ يعلم ماذا اعني ]]
________
ومضى النبي صلى الله عليه وسلم ، واذا بامرأة تشتد بين المسلمين
وتقول بفزع :_ ماذا فعل رسول الله ؟؟
فتلقاها الناس
وقالوا يا أمةَ الله أحتسبي وأصبري
قالت :_ من ؟؟
قالوا :_ قد قتل أبوكِ ؟؟
قالت : _ إنا لله و إنا إليه راجعون ، ما عن هذا سألتكم ، ماذا فعل رسول الله ؟؟
قالوا :_ يا أمةَ الله أحتسبي
قالت :_ من ؟؟
قالوا :_ قد قتل أخوكِ
قالت :_ ما عن هذا سألتكم ، يتخذ الله من عباده شهداء ، ماذا فعل رسول الله ؟؟
قالوا :_ يا أمةَ الله أحتسبي
قالت من ؟
قالوا :_ قتل ابناكي [[ اولادها اثنين ، والولد فلذة الكبد]]
قالت : _إنا لله و إنا إليه راجعون ، ما عن هذا سألتكم اقول ماذا فعل رسول الله ؟
[[ يخبروها بقتل أبيها وأخيها وأبنيها وهي تقول انا لله وانا اليه راجعون ماذا فعل رسول الله]]
قالوا :_ يا امةَ الله أحتسبي وأصبري
قالت :_ من ؟
قالوا :_ زوجكِ
قالت _إنا لله و إنا إليه راجعون ، ما عن هذا سألتكم ، ماذا فعل رسول الله ؟
قالوا لها وهم مدهوشين من ردة فعلها
قالوا :_ رسول الله بخير كما تحبين وتشتهين
قالت :_ أرونيه أنظر إليه
وكان النبي يسير خلف الجيش يُقدم أصحابه أمامه
ويقول لهم :_خلوا ظهري للملائكة ، فإن الملائكة تسير من ورائي
فلما دنى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي واقفة مع من نعوا لها من قتل من اهلها
فلما اقترب النبي
قالوا لها :_ هذا هو رسول الله
فقالت:_ دعوني أسلم عليه
فشقوا لها الطريق
وقالوا :_ يا رسول  الله نعينا له الأب والأخ والابناء والزوج فأحتسبت وهي تقول ماذا فعل رسول الله ؟؟
فلما دنت ورأت رسول الله
قالت :_ أما وقد سلمت لنا يا رسول  الله فلا نبالي بمن عقب بعدك [[ يموت الكل ما عندي مشكلة ولكن تبقى لنا يا رسول الله ، انها العقيدة لانهم يعلمون ان قوام هذا الدين بوجود هذا النبي صلى الله عليه وسلم ]]
___________
ومضى صلى الله عليه وسلم واذا بامرأة مسنة كبيرة بالعمر
تكون والدة {{ سعد بن معاذ }}
وهي تسأل الجموع
أين رسول الله ؟؟ لقد بلغنا أنه قتل
قالوا لها :_ هو بخير
قالت :_ لا والله لا أنصرف حتى أراه وأكلمه
فلما دنى النبي صلى الله عليه وسلم ، واذا بسعد ولدها هو الذي يقود فرس النبي صلى الله عليه وسلم
قال سعد :_ يا رسول الله هذه أمي
قال صلى الله عليه وسلم :_- اهلاً بها ومرحباً ، أدنوها يا سعد فدنت
فقال لها رسول الله :_ يا أم سعد أحتسبي
قالت :_ من يا رسول  الله ؟
قال :_ ولدك
وكان أسمه {{ عمرو بن معاذ }} أخو سعد وقد أستهشد
قال :_احتسبي يا أم سعد ،فقد اصيب ولدك {{ عمرو }}
قالت :_ إنا لله و إنا إليه راجعون ، مادمت عدت لنا سالماً يا رسول  الله فكل مصاب بعدك جلل
[[ يعني المصيبة عنا لو انك اصبت انت يا رسول  الله ومادمت سالم ما عنا مصيبة ]]
واقتربت من ابنها سعد وقبّلته وشمّته [[ إنه قلب الام ]]
ثم قالت وهي تكفكف دموعها :_ الحمد لله الذي ردك سالماً إلينا يا رسول  الله
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم
أبشري يا ام سعد وبشري من ورائكِ
[[ أي نساء الانصار وجميع نساء المؤمنين الى ان تقوم الساعة امهات الشهداء وزوجاتهم واولادهم واهلهم ، خذوا بشارة نبيكم صلى الله عليه وسلم اسمعوا يا أمهات الشهداء رسالة من نبيكم من ربه ]]
أخبريهم يا ام سعد
أن الله عزوجل قد كلم الشهداء واسكنهم الفردوس الأعلى
وجعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ، ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش
وحين سألهم ماذا تريدون ؟؟
قالوا :_ أن تردنا الى الدنيا
فنقتل فيك … مرة
ثم نرد الى الدنيا
فنقتل فيك … مرة
ثم نرد الى الدنيا ونقتل فيك
فقال الله للشهداء :_ أما وقد سبق القول مني أنهم إليها لا يرجعون [[ اي للدنيا ]]
قالوا :_ يارب فمن يخبر اهلنا من خلفنا بما وجدنا [[ اي بأن الله قد كلمنا واكرمنا ]]
ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير كي يزدادوا في الجهاد رغبة
قال لهم الله :_ انا أبلغهم عنكم
وهبط جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقوله تعالى
{{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }}
يتبع بأذن الله …