هذا الحبيب 157  – سرية أبو سلمة ، وصعوبة موقف المسلمين بعد أحد

هذا الحبيب 157  - سرية أبو سلمة ، وصعوبة موقف المسلمين بعد أحد

هذا الحبيب 157  – سرية أبو سلمة ، وصعوبة موقف المسلمين بعد أحد
___________
من آثار اهتزاز هيبة المسلمين بعد {{ أحد }}
وصل الى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أحد
{{ بثلاثة أشهر }} فقط
أخبار أن بعض العرب من قبيلة {{ بني أسدِ }} تستعد للإغارة على المدينة
فلقد تركت أحُد آثار في نفوس العرب هزت صورة المسلمين العسكرية
[[فظنوا أن كل من يريد أن يغزو المدينة يمكن له أن ينال منهم ]]
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
لم يمهلهم صلى الله عليه وسلم ، وإنما أرسل اليهم سرية قوامها {{ ١٥٠ }} من الصحابة
وجعل عليهم أميرا {{ أبو سلمة}}
هذا الصحابي الجليل [[ يكون ابن عمة رسول الله ، أمه {{ برة بنت عبد المطلب }} عمة النبي ، ويكون أخو النبي في الرضاعة فلقد أرضعته وأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثويبة تذكرون هذا الاسم في بداية السيرة ؟؟
ثويبة مولاة ابي لهب ولقد اعتقها ابو لهب حين بشرته بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ]]
____________
فعقد له لواء
وقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_
اغدو على بركة الله وانزل خيلك قوم {{ أسدِ }} فإنهما يجمعون للإغارة على المدينة
واخذ معه دليل يجنبه طريق القوافل
كي يأخذ القوم على غرة [[ فجئة ]]
فإن سياسة النبي كانت في الحرب وغيرها
{{ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان }}
واوصاه النبي اخذاً بالاسباب
قال له :_ سر ليلاً وأكمن نهاراً ، تعم عنك الاخبار
فسار على بركة الله
حتى فاجئ القوم وهم مجتمعين عند ماء لهم ، ففروا منه فأخذ جميع ما يملكون من أبل ، وشاة ،وغنائم
ورجع خلال سبع ايام للمدينة المنورة
عادوا الى المدينة، وسميت هذه السرية {{ سرية أبو سلمة }}
___________
من آثار اهتزاز هيبة المسلمين بعد {{ أحد}} أيضاً
أن فارس مغامر اسمه {{ خالد بن سفيان الهذلي }}
أراد أن يستغل اهتزاز هيبة المسلمين بعد أحد ، وأن يستغل حالة الكراهية الموجودة في الجزيرة العربية ضد المسلمين، وبدأ يدعو لغزو المدينة
واتخذ لنفسه مقر في وادي{{ عرنة }} وهو مكان قريب من مكة ، يبعد عن الحرم حوالي {{ ٢٠ كم }}
وبدأ بالفعل يتجمع عنده المقاتلين من المرتزقة الذين طمعوا في نهب خيرات المدينة
وصلت هذه الأخبار الى صلى الله عليه وسلم ، فقرر ألا يمهل هذا الرجل حتى يكثر جمعه، وأن يرسل له من يقتله، وكان ذلك أيضا في {{محرم من السنة الثالثة }}
____________
واختار صلى الله عليه وسلم ، لهذه المهمة الصعبة شاب عمره {{ ٢٨ عام }} اسمه {{ عبد الله بن أنيس الجهني}}
فأختاره النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المهمة
فكان النبي يختار اصحابه ، مهمة من يناسبها
فيختار للقيادة
{{من يتمتع بسداد الرأي وحسن التصرف }}
ويختار للدعوة والتعليم
{{من يتمتع بغزارة العلم، والمهارة في اجتذاب الناس}}

ويختار للوفادة على الملوك والأمراء
{{ من يتمتع بحسن المظهر وفصاحة اللسان}}

وفي الأعمال الفدائية يختار
{{من يجمع بين الشجاعة وقوة القلب والقدرة على التحكم في المشاعر }}

ولذلك اختار صلى الله عليه وسلم
{{عبد الله بن أنيس الجهني}} للقيام بهذه المهمة الصعبة والخطيرة جدا
وهي مهمة قتل {{ خالد بن سفيان الهذلي}} وهي أشبه بالعمليات الفدائية التي تقوم بها الآن قوات الصاعقة أو قوات الكوماندوز
لأن {{خالد بن سفيان الهذلي }} كان من أشد وأقوى وأشرس المقاتلين العرب
_________
أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما حضر {{ عبدالله }}
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ بلغني أن {{ خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي }} يجمع لي الناس ليغزو المدينة
فائته فأقتله
فقال له عبد الله بن أنيس :_ لبيك يا رسول الله ، ولكن انعته لي حتى اعرفه [[ اي اوصفه لي انا ما بعرف شكله ]]
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ إذا رأيته وجدت له قشعريرة [[ يعني يقشعر جسمك من شكله ]]
فأنطلق {{ عبدالله بن أنيس }}
حتى وصل الى {{ عرنة }} فلما رآه وجد ما وصف له رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة
___________
ثم خاف عبدالله بن أنيس ، إذا اقترب ليقتله وحصل بينهم قتال طويل ان تضيع منه الصلاة
[[ ارأيتم كيف كانت الصلاة في قلوب الصحابة ، ما خاف منه ولكن خاف إن قاتله وطوّل بالمقاتلة معه تروح عليه الصلاة ]]
فماذا فعل عبدالله ؟؟
صلى وهو يمشي نحوه وأخذ يومأ برأسه في الركوع والسجود
[[ لأنه لا يستطيع أن يصلي أمام الناس ويراه أحد فيعلم أنه مسلم ]]
وقد أقر بعد ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذه الصلاة التي صلاها {{ عبدالله بن أنيس }}
واسم هذه الصلاة في كتب الفقه صلاة
{{ الطالب والمطلوب }}
___________
فلما وصل {{ عبدالله بن أنيس رضي الله عنه }} الى خالد بن سفيان
قال خالد :_ من الرجل ؟
فقال له :_ رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك في ذلك [[ سمعت انك عم تجمع الناس لقتال محمد وغزو مدينته فحبيت اشارك معكم ]]
فقال له :_ أجل أنا في ذلك [[ يعني صحيح انا قاعد اجمع الناس لغزو المدينة ]]
فمشى عبد الله معه قليلا وهو يحدثه ، ثم رفع سيفه وقتله
فلم يراه احد وانطلق راجعا الى المدينة
__________
فلما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم
استقبله النبي متهلل الوجه مشرقاً فرحاً
وقال له :_ أفلح الوجه يا عبدالله
[[ يعني من وجهك باين أنك نجحت بهذه المهمة ]]
فقال عبدالله :_ أجل قتلته يا رسول  الله
فقام النبي صلى الله عليه وسلم ودخل حجرته ، واحضر عصا وأعطاه أياها
وقال له :_ أمسك هذه عندك يا عبدالله
[[ لم يسأل النبي ما هذه العصا اخذها وخرج ]]
فخرج ومعه العصا
قال له الصحابة :_ يا عبد الله ما هذه العصا ؟؟
قال :_ أعطانيها رسول الله ، وأمرني ان احتفظ بها
قالوا :_ أولا ترجع للنبي صلى الله عليه وسلم وتسأله عنها
فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم
قال :_ يا رسول الله ، لمَِ اعطيتني هذه العصا ؟
قال له النبي :_ يا عبدالله إنها آية بيني وبينك يوم القيامة
[[ الناس يوم القيامة قد ماجوا وهاجوا وفزعوا وفر الابن من امه وابيه وزوجته و اولاده واخوته ، بس مهمتك يا عبدالله في ذلك الموقف ترفع هذه العصا ، وانا سأعرفك من هذه العصا و اتولى امرك ]]
وبقيت هذه العصا مع عبدالله بن أنيس حتى ضمت معه في كفنه ، ودفنت معه ، وسيبعث من قبره وهو يحملها رضي الله عنه وارضاه
__________
{{ سرية ابو سلمة ، ومهمة عبدالله بعد معركة احد }}
تدل على مدى يقظة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة
وتدل على حزم وحسم الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأخطار
التي يمكن أن تتعرض لها المدينة
ولذلك ربما من يقرأ السيرة تكون هذه هي أول مرة يسمع عن سرية {{ أبو سلمة }} أو حادثة قتل {{ خالد بن سفيان }}
لأن النبي صلى الله عليه وسلم تعامل مع المشكلة في بدايتها ، وانهاها
ولو كان صلى الله عليه وسلم قد انتظر في المدينة حتى يحدث هجوم عليها لكانت مشكلة كبيرة
__________
و انظروا الى تربية النبي صلى الله عليه وسلم ، لصحابته الكرام
أن يكون ثوابهم يوم القيامة
لا أن تكون لهم جوائز دنيوية زائلة
هذا هو نبيكم {{ محمد صلى الله عليه وسلم ❤}}
النبي القائد ، هكذا فليكن القادة
فمن لم يعرف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقد ضاع عمره سُدى
يتبع إن شاء الله