هذا الحبيب 163  – السيرة النبوية العطرة – غزوة بني النضير – الجزء الاخير

هذا الحبيب 163  - السيرة النبوية العطرة - غزوة بني النضير - الجزء الاخير

هذا الحبيب 163  – السيرة النبوية العطرة – غزوة بني النضير – الجزء الاخير
___________
لما رأى {{ بني النضير }} جيش المسلمين خافوا منهم ودخلوا الى حصونهم
وكان عددهم {{ ١٥٠٠ }}
وفي ذلك يقول تعالى
{{ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ۚ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ }}
_________
وتخلى عن {{ بني النضير }}
حلفائهم من {{غطفان}}
وتخلى عنهم اخوانهم من {{ بني قريظة }}
وتخلى عنهم رأس المنافقين {{ اب ابي سلول }}
الذي كان قد وعدهم بأن يقاتل معهم في ألفين من المنافقين
_________
دخل {{ بني النضير }} في حصونهم، وتحصنوا فيها وحاصرهم المسلمون
وأخذوا يرمون المسلمين بالسهام وبالحجارة
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه ، أن يقطعوا و يحرقوا نخيلهم [[ ليدخل الرعب في قلوبهم ]]
وقام المسلمون بقطع وحرق بعض نخيل {{ بني النضير }} فقطعوا وحرقوا
بهدف بث الرعب في قلوب اليهود وخزي لهم ، فنادى اليهود من فوق حصونهم
وقالوا: _ يا محمد ، ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح ، أفمن الصلاح قطع النخل وحرق الشجر؟
فلم يرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، واستمر الصحابة بقطع النخيل وحرقه
ونزل في هذا قول الله تعالى
{{ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ }}
{{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ }}
[[ هي النخيل لأن التمر وهو ثمرة النخيل ، لين وسهل الأكل وسهل الهضم ]]
{{أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا }}
[[ بدون قطع ]]
{{ فَبِإِذْنِ اللَّهِ }}
[[ لان هذا النبي صلى الله عليه وسلم لا يصنع شيء من نفسه ،إنما يسدده الوحي من السماء بأمر من الله ]]
___________
واستمر الصحابة يقطعون ، ويحرقون حتى دخل الرعب لقلوبهم
واستمر الحصار {{ ٦ ليال فقط }}
فلما قذف الله تعالى في قلوبهم الرعب
فخرج حيي من على رأس الحصن
وقال :_ يا محمد سننفذ مطلبك ونرحل كما طلبت
قال :_ لا اليوم لا أقبله
فقال سلام حبرهم لحيي :_ هل جاءك حديثي يا حيي ؟؟
قلت لك :_ إن طلب منك الرحيل ولم ترحل ، لن يقبله منك بعد اليوم
فقال حيي :_ وماذا تريد يا ابا القاسم ؟
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أن تنزلوا على حكم الله ورسوله
[[ ما هو الحكم ؟ أن يقتل المقاتل ويسبى النساء والاطفال ]]
فأخذوا يستغيثون ويستجيرون
بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأرسلوا بالصبية والنساء يبكون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
فرَّق قلب النبي صلى الله عليه وسلم لهم [[ على رغم حقدهم وغدرهم رق لهم صلى الله عليه وسلم ]]
_________
فوضع لهم النبي صلى الله عليه وسلم شروط على الجلاء والاستسلام
{{ أن يخرجوا من المدينة ، ولا يحملون إلا ما تحمل أبلهم فقط، ولا يحملون معهم السلاح ولا حتى سيف واحد
وخذوا ذريتكم ، ونساءكم واخرجوا من دياري }}
قال حيي :_ يا أبا القاسم ، إنا لنا اموال وديون عند الناس
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_تعجل وضع
[[ يعني خذ ما امكن ، اعمل مفاوضة مع اللي الك معه دين ، يعني قديش الواحد معه بيعطيك ]]
فكان يأخذ من {{١٠٠ دينار }} عشرة فقط
ومن الالف ، خمسين [[ ايش عندك بس اعطيني ]]
وكانت امواله كلها من الربا
فنزلوا على ذلك
____________
فأخذوا معهم ما عز من أموالهم
كالذهب ، والفضة ، والديباج ،والحرير وطعام لهم في الطريق
[[ لان ليس لهم إلا ما حملته الإبل وكان عدد ابلهم ٦٠٠ ناقة ]] فأرادوا أن يستعيروا أبل
فمنع النبي صلى الله عليه وسلم عنهم ذلك
قال: _ لكم إبلكم وما حملت من متاع
وعز عليهم أن يتركوا ديارهم [[ معتقدين أن الصحابة سيأخذونها ويسكنونها ]]
وأخذوا يهدمون بيوتهم [[ لكي لا يستفيد منها المسلمون ]]
فحملوا الأبواب والشبابيك ، وخلعوا الأوتاد وجذوع السقف،
فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم يفعلون ذلك
قال لأصحابه :_ ساعدوهم في هدم بيوتهم
[[يعني نحن مش طماعنين في بيوتكم ]]
ساعدوهم في هدم بيوتهم
فأخذوا هم يهدمون من الداخل ، والصحابة يهدمون من الخارج
فحملوا متاعهم على {{ ٦٠٠ بعير }} وتركوا من أسلحتهم
{{٥٠ درعا }}
و {{ ٥٠ خوذة }}
و {{٣٤٠ سيفا }} فأخذ المسلمون هذه الأسلحة، وأخذوا ديارهم وأرضهم‏
__________
وفي ذلك نزل قوله تعالى سورة الحشر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }}
سبَّح لله [[ دائماً إذا كان الأمر فيه{{ تجلي إلهي }} يبدء بالتسبيح {{سبحان الذي أسرى بعبده }} لإنها معجزة سبح لله ما في السماوات وما في الارض وهو العزيز الحكيم اشارة ان عزة المؤمنين ممتدة من عزة الله ، لله العزة ولرسوله وللمؤمنين ]]

{{ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ }}
هم خرجوا الى الشام
وكان هذا أول الحشر لهم لآخر الزمن ، فيتجمعون في بيت المقدس للقضاء عليهم
فأول الحشر كان في ذلك اليوم منذ ان خرجوا من المدينة ما خرجوا قبلها ابداً ، وما جرى عليهم جلاء من ايام موسى وهارون عليهما السلام لذلك قال لهم الله تعالى في سورة الاسراء {{وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا }}
وها نحن نشهد تجمعهم من جميع انحاء الارض في بيت المقدس ، كما وعدهم الله تماما ، ليأتي اليوم الذي يطهر به الله الارض من رجسهم يوم معركة الحجر والشجر
فكانت هذه الحادثة {{ غزوة بني النضير }} بداية حشرهم
وكما تعلمنا من السيرة
إن الله ورسوله لا يخلف وعده ابداً ، وعد الله قائم ونحن كلنا ايمان بوعد الله ورسوله

{{مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }}
هل سمعتم ؟!!
[[هم صاروا يهدموا بيوتهم عشان يغيظوا المسلمين ما بدنا نخليلكم بيوتنا فاضية قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ساعدوهم بالهدم لا نريدها ]]
يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ
__________
وقبل أن يخرجوا
قال حيي بن اخطب لقومه والخزي في وجهه
قال :_ لا نريد أن نخرج أذلة صاغرين
[[ يعني اليهود بيحبوا المكابرة بيحبوا الإعلام الكذاب مثل ما بتعرفوهم اليوم ]]
لا نريد أن نخرج أذلة صاغرين ، يشمت بنا المسلمون
قالوا له :_ ما ذا نصنع لا نملك إلا ذلك ؟!!
قال :_بل نملك أخرجوا الدفوف، ولتلبس النساء زينتها
[[ اي صيغتها ]] وليغنينَّ
ونحن الرجال نخرج نضرب الدفوف في الاسواق ، على اننا خرجنا فرحين من دياره ، لا غاضبين ولا نادمين
[[ طبعاً وهذا العمل لا ينفع بشي ، مثل الاعلام المزيف الذي نسمعه هذه الايام من الطرفين يهود والعملاء من العرب ]]
فخرجوا يضربون الدفوف والنساء تغني
ولكن الغيض يقطع قلوبهم ، ولا يملك رجل منهم أن يحمل سيفاً واحد
فقد وقف {{ محمد بن مسلمة }}
ومعه{{ ١٠٠ رجل }} من الانصار يفتشوهم
حتى لا تخرج معهم قطعة سلاح واحدة وكانوا اكثر يهود سلاحا
__________
اتجه يهود {{ بني النضير }} الى الشام
{{ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ }}
وذهب البعض الآخر ورؤسائهم مثل {{حي بن أخطب }} الى خيبر على بعد حوالي{{ ١٦٠ كم }} من المدينة
ليستعدوا لمواجهة أخرى ، فيما بعد مع الرسول صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته