هذا الحبيب 162   – السيرة النبوية العطرة – غزوة بني النضير – الجزء الثاني

هذا الحبيب 162   - السيرة النبوية العطرة - غزوة بني النضير - الجزء الثاني

هذا الحبيب 162   – السيرة النبوية العطرة – غزوة بني النضير – الجزء الثاني
____________
أراد {{ حيي بن أخطب }} أن يغتال النبي صلى الله عليه وسلم ، فوافقه الجميع
فعارضهم كبيرهم من الأحبار وأسمه {{ سلام بن مشكم }} وكان من أكبر علمائهم‏
قال سلام :_ يا حيي ألست تعلم أن محمد رسول الله ؟؟
قال :_ لا
قال :_ وربِ موسى وعيسى ، إنك لتعلم إنه نبي ، وكنا نرجو أن يكون منا من نسل هارون
لا تفعلوا ، فوالله ليخبرن بما هممتم به ، وليأتينه الخبر من السماء ، ولتكوننا بعد ذلك ناقضاً عهدك معه
وأصر حيي على مؤامرته
و عزموا على تنفيذ خطتهم
وصعد أحدهم وهو {{ عمرو بن جحاش}} وكان من رؤسائهم
ليلقي هذه الصخرة الضخمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
_____________
وقبل أن يلقي هذه الصخرة الضخمة ، كان قد هبط جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم
وأخبره بمكر المغضوب عليهم يهود
قال له جبريل :_ يا رسول الله ، أنهض على الفور ولا تكلم أحد
فقام النبي صلى الله عليه وسلم ، ومضى بين أصحابه ، واتجه الى ناحية الشجر كأنه يريد أن يقضي حاجة
[[ الصحابة جالسون اعتقدوا أن النبي قام ليقضي حاجة ]]
وعاد النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة مسرعاً
فجاء {{ حيي بن أخطب }}
قال :_ أين ابا القاسم ؟
قالوا :_ قام في حاجة له
وانتظروا وطال الانتظار ، والصحابة
يقولون :_ أين ذهب رسول الله ؟؟ لا بد أن له أمر
وحيي يصبرهم
ويقول :_ لعله يرجع الآن ، دعوه في حاجته ، اجلسوا فقد أعددنا لكم الطعام
فجاء رجل من بين النخيل
فقالوا له :_ ارأيت رسول الله ؟؟
قال :_ نعم رأيته متوجه الى المدينة
فهب الصحابة مسرعين خلفه
فوجدوه عند باب المسجد يريد الدخول
فما أن سلموه عليه حتى نظر إليهم وهو مغضب
وقال :_ إليَّ بمحمد بن مسلمة
[[ ومحمد بن مسلمة من الانصار بينه وبين يهود العهود والعقود قبل ان يهاجر النبي للمدينة يعني حلفائه ]]
قالوا :_ما الخبر يا رسول  الله ؟؟!
قال :_همت يهود بغدر ، لقد أوكل حيي لرجل منهم ، أن يصعد على سطح الدار ، وأن يلقي علي حجر
فأتاني جبريل ، وأخبرني ، فلقد نقضوا عهدهم
___________
فلما حضر {{ محمد بن مسلمة رضي الله عنه }}
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_
اذهب الى {{ بني النضير }}
وقل لهم
لقد هممتم بالغدر ورتبتم كذا ، وكذا ، وكذا [[حتى يكونوا على بينة ]]
ولقد جاء خبركم من السماء لرسول الله
لذا لا عهد بيننا وبينكم ، لقد نقضتم العهد
اخرجوا من مدينتي ولا تساكنوني بها
وقد أجلتكم عشراً [[ اي معكم عشرة ايام ]] فمن وجدت منكم بعد ذلك ضربت عنقه‏
__________
نرجع لليهود عندما علموا ، أن رسول الله رجع للمدينة ، استغربوا لماذا رجع ؟؟!!!!!
قال لهم حبرهم الذي نصحهم {{ سلام بن مشكم }}
قال :_ يا حيي تقول أن محمد رجع الى المدينة
قال :_ أجل
قال:_ أتعلم لِمَ رجع الى المدينة وقام من مجلسه
قال :_ لا
قال :_ولكنني أعلم ، وأنت وربِ موسى وعيسى تعلم ، ولكنك رجل مكابر
لقد جاء الخبر لمحمد من السماء ، كما قلت لك
وانت الآن قد نقضت العهد وانتظر معي ساعة فإن محمد مرسل إليك
فقال القوم :_ بماذا تشر علينا يا سلام ؟ !!!
قال :_ أشير عليكم بأمرين ولا ثالث لهما
{{ الأمر الأول }}
وهو خير لكم ، أن تدخلوا في دين الرجل ، وتسلموا فأنتم أهل الكتاب الأول
وأنتم من نسل هارون [[وكان بني النضير ينتهي نسبهم الى هارون أخو موسى عليه السلام ]]
فإذا اسلمتم سيغفر لكم هذه الذلة ، وهو لا يقتل رجل دخل دينه ، فتحقنوا دمائكم وأموالكم ، ويعلو كعبكم بين اصحابه فأنتم اهل كتاب ومن نسل الانبياء
قال حيي :_ أما هذه …..فلا
هاتِ الثانية
قال :_ أما {{ الأمر الثاني }}
إنه مرسل لك الآن ، أن اخرج من بلادي
فأياك ثم أياك ان تعقب على رسوله [[ أي لا ترفض أمره ]]
وأجبه بنعم ، فإنك إن لم تفعل ، لن يقبله منك بعد ذلك
فأخرج من بلاده على الفور ، وأحقن دمائك وأموالك
قال القوم جميعاً :_ هذه نعم
فما أن أتم حبرهم قوله ، حتى كان {{ محمد بن مسلمة }}يقرع بابهم
فقال سلام :_ قم يا حيي فأفتح الباب لرسول محمد
ففتح الباب حيي فوجد بالفعل {{ محمد بن مسلمة }}
قال :_ مرحباً بابن مسلمة[[ فهو حليفهم وكان صديقهم قبل الإسلام ]]
ادخل فأجلس يا ابن مسلمة
قال :_ لا جلوس لي بينكم ، إنما أنا رسول ، رسول الله إليكم ابلغكم رسالته
[[ وتوجه بالكلام الى سيد القوم حيي و حبرهم سلام ]]
قال :_ يا حيي ويا سلام
قالا :_ نعم
قال :_قبل أن أبلغكم رسالة رسول الله
أنشدكم الله والتوراة التي انزلت على موسى
اتذكرون عندما جئتكم يوماً ،قبل مجيء محمد إلينا ؟؟
جئت إليكم في مجلسكم هذا
وكان بين أيديكم صحفة طعام [[ سفرة أكل كانوا يأكلون ]]
فقلت لكم :_ إن لي حاجة
فقلتم لي :_ أجلس فأطعم أولاً ، فأطعمتموني من طعامكم
وكان {{ سلام }} يحمل كتاب بين يديه [[ اي التوراة ]]
فقال :_يا ابن مسلمة ما يمنعك أن تدخل في ديننا ؟؟
فقلت لك :_ لا حاجة لي في دينكم ولا دين غيركم
فقال لي سلام :_إنما يمنعك من اتباع ديننا ، بسبب سماعك أن رجل سيبعث {{ بالحنيفية }} وهذا وقته وأن مولده مكة ،وأن دياركم هجرته ، وإن من أوصافه[[ كذا وكذا وكذا ]]
ولقد أظلكم زمانه فهو مصبحكم أو ممسيكم
قالوا :_ اللهم نعم قد قلنا هذا ، ولكن ليس صاحبكم هو الذي ننتظر
فقال بن مسلمة :_انتهى معكم ما أريد
________
والآن ابلغكم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لكم رسول الله
:_ قد هممتم بالغدر ، وكان من أمركم [[ كذا وكذا وكذا ]] وجاءه جبريل بالخبر من السماء
والآن يقول لكم :_ لا عهد بيننا ، هو لا يريد قتالكم فأخرجوا من دياره ، ولا تجاوروه فيها ابداً
فتعجل حبرهم سلام
وقال :_نعم
فرد حيي خلفه
وقال :_نعم
فوافقوا على الجلاء
قال :_ قد أمهلكم رسول الله عشراً ، تستعدوا وتجمعوا أموالكم ، ومن رؤي منكم في المدينة بعدها ضربت عنقه
قالوا :_ أجل حباً وكرامة ، ابلغ ابا القاسم أننا على رحيل
واخذوا يستعدون و شاع الخبر في المدينة
ورجع ابن مسلمة للرسول صلى الله عليه وسلم يخبره أنهم قبلوا حكمك ، وهم يستعدون للرحيل
_________
وسمع بالخبر رأس المنافقين {{ عبد الله بن أبي بن سلول }}

[[ وهو لولا هالخون اللي فوق روسنا ، بيقدروا اليهود يعملوا اللي بيعملوا بفلسطين
لا اقسم بعزة الله لا يقدروا
اللهم طهر صفوفنا من الخون ، اللهم نقينا من المنافقين ، اللهم عليك بالمتآمرين فألعنهم مع المغضوب عليهم اخوة القردة والخنازير ]]
بلغ الخبر الى ابن سلول رئيس المنافقين
فعز عليه هذا المنافق ، أن يهاب جناحه
ذُهل ابن سلول بالخبر قبل أشهر أجليت قينقاع وهم حلفائه
واليوم النضير فمن يبقى ؟؟
فأرسل رسولاً من طرفه فوراً ، الى بني النضير
يتبع إن شاء الله

هذا الحبيب 163  – السيرة النبوية العطرة –  غزوة بني النضير – الجزء الثالث
__________
أرسل رأس المنافقين {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} رسولاً من طرفه فوراً ، الى بني النضير
ثم ذهب وجلس بالمسجد [[ كأنه لم يفعل شيء ،هكذا المنافقون والعملاء على نفس النهج ، في العلانية معنا وضد العدو ، وفي السر هم أخوة متحابون مع أخوة القردة والخنازير ]]
أرسل برسالة الى حيي
قل له :_ يقول لك {{ ابن سلول }} أياك أن ترحل ، اثبتوا وتمنَّعُوا ، ولا تخرجوا من دياركم ، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم ، فيموتون دونكم
وإن لي حلفاء من غطفان ، وهذه اخوانكم قريظة ، كلنا نجتمع عندكم في الحصن ونقاتل معكم حتى نخلص من محمد ومن صحبه ومن دينه ، وإن أجلاكم جلينا معكم
فجاء الخبر الى حيي وهو يستعد لجلاء
وصلته رسالة ابن سلول وهو يقول لك [[ كذا وكذا وكذا ]]
فسُر بالخبر حيي
وقال :_ إذن لن نرحل
_____________
وفي ذلك نزل قوله الله تعالى
{{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }}

ألم تَرَ !! تعجب
يقول الله عزوجل للنبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى[[ ما شفت ؟ ما استغربت ؟ لاحظت اللي صار ؟ ]]
الم ترى ؟!!!! أداة تنبيه ، للنبي صلى الله عليه وسلم
وتعجب
{{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا }}

هل سمعتم قول الله عزوجل يا خير أمة ؟؟
{{ يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ }}
المنافقين الخونة اخوة {{ المغضوب عليهم }}
في نص قرآني لا يقبل الجدال
اين وجه الربط بالإخوان في هذه الآية ؟؟
هؤلاء عرب من اصل {{ عربي }}
وأولئك يهود من أصل {{ يهودي }}
ولكنهم اخوة في العقيدة والفساد وفي العداوة لله عزوجل ورسله ودينه
_____________
تكملة الآيات
{{ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ }}
لأنتم اشدُ رهبةً في صدورهم من الله ؟!!!!
نعم {{ المؤمن الصادق}} يهز قلوبهم من الخوف والرعب أكثر من خوفهم من الله
لان المنافقون الخونة العملاء لا يخافون من الله
ولو خافوا من الله ما سلكوا هذا المسلك
ولكن يخيفهم ويرعبهم {{المؤمن الصادق }} إنسان ملتزم يجعل قلوبهم تهتز
{{ لَأَنْتُمْ }}
الله عزوجل يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه

{{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ }}
[[ ما بيخافوا الله ولكن يخافوا منكم ، لو بيخافوا الله ما بينافقوا ما بيخونوا ، لا يؤيدون اليهود على اخوانهم ،
اما لو في مؤمن صادق ، تهتز قلوبهم وتقوم الدنيا ولا تقعد هذا ما يخيفهم المؤمن الصادق ]]
____________
شجعهم {{ عبد الله بن أبي بن سلول }} على المقاومة خصوصا أن معهم كذلك يهود {{ بني قريظة }} وكان لهم حلفاء من {{ غطفان }}
فبعث رئيسهم {{ حي بن أخطب}} الى النبي صلى الله عليه وسلم
:_ إنَّا لا نخرج من ديارنا ، فأصنع ما بدا لك
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم
جواب {{ حيي بن أخطب }} وكان ابن سلول جالس معهم بالمسجد [[ كأنه ما عمل شي ]]
فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر
قال :_ الله اكبر … فكبر أصحابه من خلفه [[دون أن يعرفون ما الخبر ]]
فكبر النبي ثانية ….. فكبروا
ثم كبر ثالثة ….. فكبروا
ثم قال بعد التكبيرة الثالثة
:_ الآن حاربت نضير [[ يعني انا لا أريد أن أحاربهم هم طلبوا الحرب بأنفسهم ]]
ثم قال :_ قم يا بلال وأذن للجهاد
فوقف بلال يؤذن :_ حي على الجهاد حي على الجهاد ، حي على خير العمل
فهب الصحابة رضوان الله عليهم كالأسود استعداداً للقتال
___
قام الصحابة واستعدوا للجهاد
وقام ابن سلول الى داره كأنه يريد أن يستعد
وأرسل مرة اخرى الى حيي
:_أياك أن يخيفك هذا ، إذا جدَّ الأمر ستجدنا عندك في حصنك
ودخل ابن هذا المنافق
{{ عبدالله بن عبدالله بن ابي سلول }} رضي الله عنه
وكان أبنه من خيار الصحابة فقد استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم ، يوم بدر على المدينة
[[جعله والي على المدينة وابوه اكبر رأس بالمنافقين وابنه والي رسول الله ومن خيار الصحابة ]]
فدخل يلبس لباس الحرب ، ثم نظر الى أبيه
قال :_ أراك لا تستعد !!!!
قال :_ سأستعد فيما بعد
_________
وخرج المسلمون الى {{ بني النضير }}
وكان {{ علي بن ابي طالب رضي الله عنه }} هو الذي يحمل اللواء
وكانت المسافة من المدينة الى بني النضير ميلين
[[ يعني حوالي ٣ كم ]]

يتبع إن شاء الله ….