هذا الحبيب 165  –  السيرة النبوية العطرة  – غزوة بني المصطلق ، والفتنة كاملة

هذا الحبيب 165  -  السيرة النبوية العطرة  - غزوة بني المصطلق ، والفتنة كاملة

هذا الحبيب 165  –  السيرة النبوية العطرة  – غزوة بني المصطلق ، والفتنة كاملة

[[ اولاً نأجل حديثنا عن زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين زينب بنت جحش سيأخذ معنا وقت نأتي عليه بعد حادثة الإفك إن شاء الله ]]
نحن الآن في مطلع السنة [[ الخامسة من الهجرة ]]
حديثنا اليوم عن {{ بني المصطلق }}
بلغ النبي صلى الله عليه وسلم
أن قبيلة {{ بني المصطلق}} تستعد لغزو المدينة
فمن هي بني المصطلق ؟
بني المصطلق هي أحد بطون قبيلة {{ خزاعة}}
وكانت ديار {{خزاعة }}منتشرة على الطريق من مكة الى المدينة من بداية {{ ٣٠ كم من مكة الى ٢٤٠ كم }}
ولذلك فإن {{ خزاعة }} كان موقعها مهم جدا في الصراع بين المسلمين وبين قريش
واتخذت {{ خزاعة}} موقفا محايدا بالنسبة للصراع بين المسلمين وبين قريش
[[ فهي لم تدخل في عداء مع المسلمين لوجود صلات نسب ومصالح مع الأنصار ]]
وفي نفس الوقت لم يدخلوا في الإسلام
لأن لهم مصالح مع قريش
لأن خزاعة في طريق تجارة قريش الى الشام ، وهم يستفيدون بذلك
وأيضا لأن أحد أصنام العرب الشهيرة وهي {{ مناة}} تقع في ديارها
فكان العرب يحجون الى هذا الصنم، ومن ثم كانوا يستفيدون من ذلك مادياً ومعنوياً
من أجل ذلك اتخذت قبائل {{ خزاعة }} موقفاً محايداً في الصراع بين المسلمين وبين قريش
باستثناء {{ بني المصطلق }} وهي كما ذكرنا أحد بطون {{ خزاعة }}
وكانت ديارها في وسط ديار {{ خزاعة }} والتي اتخذت موقفا معاديا للمسلمين ، لدرجة أنها اشتركت مع قريش في حرب المسلمين في {{ أحد }}
سيدهم اسمه {{ الحارث ابن ابي ضرار }}
ومعنى {{ مصطلق }}
لانهم كانوا مشتهرين بالغناء والاصوات الجميلة ، فالأصطلاق في اللغة العربية معناه جمال الصوت في الغناء
_______
وفي بداية السنة الخامسة من الهجرة
اتخذت {{ بني المصطلق }}
بقيادة {{ الحارث بن أبي ضرار }} قرارها بتجميع القبائل لغزو المدينة
ووصلت هذه الأخبار الى الرسول صلى الله عليه وسلم فأرسل أحد الصحابة وهو {{ بريدة بن الحُصيب }}
حتى يتأكد من نياتهم
فذهب إليهم ودخل فيهم ، وأظهر أنه معهم وأنه يريد عونهم في حربهم ضد المسلمين
وتحدث مع سيدهم وهو {{ الحارث بن أبي ضرار }} وتأكد أنهم يريدون بالفعل غزو المدينة ، فعاد الى المدينة وأخبر
النبي صلى الله عليه وسلم
__________
فلما تأكد النبي صلى الله عليه وسلم
أن بني المصطلق و سيدهم {{ الحارث }} قد جمع الجموع واعد جيشاً لغزو المدينة
جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشه
وهي سنته كما تعلمنا من السيرة
[[ فكان لا ينتظر عدوه حتى يأتي إليه الى المدينة ]]
فسنته أن يباهت عدوه في داره
وكان شعاره
{{ ما غزي قوم في دارهم إلا ذلوا }}
وهو لا يرضى الذل صلى الله عليه وسلم
____________
فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم
في جيش يتكون من {{ ٧٠٠ مقاتل و ٣٠ فارس }}
وخرج معه من نسائه صلى الله عليه وسلم
السيدة {{ عائشة}}
والسيدة {{ أم سلمة }} والمسافة بين المدينة و
{{بني المصطلق }} كبيرة حوالي {{ ٤٠٠ كم }}
فعقد لواءين للمهاجرين والانصار
فأعطى لواء المهاجرين {{ لأبي بكر }} شيخ المهاجرين
ولواء الانصار {{ لسعد بن عبادة }} سيد الخزرج
_________
فسار صلى الله عليه وسلم إليهم
ومن سنته ايضاً ، أن يعمي الأخبار عن عدوه ، فكان يسير ليلاً ويكمن في النهار
وشعاره {{ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان }}
سار الجيش على بركة
وأرسل الرسول أمامه العيون يستطلع خبر القوم
فوجد الصحابة رجل من {{ بني المصطلق }} كان قد خرج يستطلع للعدو الطريق ، فأمسكوا به و أخذوه اسيراً
____________
[[ ملاحظة حديثنا عن بني المصطلق فيه دروس وعبر كثيرة فانتبهوا لها جيداً ]]
فلما احضروا الأسير لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فسأله النبي عن خبر القوم ، فتكتم ولم يجيب النبي [[لانهم قومه ]]
فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، الاسلام فرفض
[[ إذن عدو لا يريد أن يسلم ويكون منا ، ولا يريد ان يخبرنا بشيء عن قومه ، فإن نحن تركناه كان ضاراً لنا وهكذا نأخذ الحزم في امور الحرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ]]
فقال النبي :_ يا عمر أضرب عنقه
فضرب عمر عنقه
فأمن النبي صلى الله عليه وسلم أن القوم لا يعلمون بقدومه [[ لان جاسوس الاعداء قد قتل ]]
____________
وباغت القوم على عين ماء اسمها {{ المريسيع }}
[[ واسم مريسيع من اللغة العربية ، فكان الرجل إذا اصيبت عينه تقول العرب ( رسعت عينه ) اي صارت تدمع يتجمع الدمع في عينه ببطئ ، فلما يتجمع يسيل ، يقولون رسعت عين فلان ]]
فعين {{ المريسيع }} ماءها قليل {{ ينزُ نزاً قليلاً }}حتى اذا تجمع ونشلوه ، يحتاجوا وقتاً حتى يتجمع غيره فشبهوها بالعين التي تدمع قليلاً قليلاً
_____________
وصل المسلمون الى {{ بني المصطلق }} الى عين مريسيع
وعسكروا هناك
فلما وصل بني المصطلق {{ لعين المريسيع }} يريدون ان يشربوا منها ، ويتجهزوا للمضي لغزو المدينة ، تفاجئوا بوجود النبي صلى الله عليه وسلم
[[ ومن مكارم اخلاقه صلى الله عليه وسلم وهي مهمته التي بعث بها ، هداية الناس لا حربهم والاستيلاء عليهم ]]
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، عمر بن الخطاب وكان جهوري الصوت
قال له :_نادي بالناس أن يقولوا لا إله إلا الله ، تعصموا دمائكم وأموالكم
فنادى عمر :_ هذا رسول الله ، على رأس جيشه يناديكم ، أن تقولوا لا اله إلا الله ، فتعصموا دمائكم وأموالكم
فرفض القوم واصطفوا للقتال
ونادى سيدهم {{الحارث }} إننا لا ندخل في دين محمد والحرب بيننا وبينكم
واخذوا يتراشقوا بالسهام ساعة من وقت
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يحملوا عليهم حملة رجل واحد
وقاموا بهجوم مباغت عليهم وحاول {{ بني المصطلق }} المقاومة ولكنهم انهزموا سريعا فقتل منهم {{ ١٠ }}
بينما لم يفقد المسلمون في هذا الهجوم سوى رجل واحد
فوقع رجالهم ونسائهم في الأسر
___________
كان من الاسرى {{ ١٠٠ بيت }} من بني الحارث
والغنيمة كانت مذهلة
واستولى المسلمون على مواشيهم
وكان عددهم {{ ٢٠٠٠ من الإبل من حمر النعم}}
و{{ ٥ آلاف من المواشي}} أي الغنم
وحقق المسلمون انتصارا ساحقا وسريعا
وكان في الجيش رئيس المنافقين {{ أبن ابي سلول }} ولأول مرة يخرج مع النبي ايضاً
وفي الجيش ولده {{ عبدالله بن عبدالله بن ابي بن سلول }}
وهو من خيرة الصحابة
[[ نذكر هذه الاسماء لان لنا معهم مواقف في هذه الغزوة ]]
_________
جمعت الغنائم فسال لعاب {{ ابن ابي سلول }} لها
{{٢٠٠٠ بعير من حمر النعم }} من الابل
{{ ٥ الاف رأس غنم }} غير المتاع والمصاغ والسلاح
غنيمة كبيرة
جمع النبي صلى الله عليه وسلم ، الغنائم وجعل عليها حارس وهو مولاه {{ شقران }}
امسكوا الاسرى من الرجال ، واخذوا النساء بحكم السبايا
ومن سنته صلى الله عليه وسلم في الحروب
أن تقسم الغنائم
الى خمس ، اربعة اخماسها توزع على الجيش فوراً وخمس يُصطفى لله والرسول
فلما قسمت الغنائم دخلت النساء في السبي
والذي اشغل تفكيره صلى الله عليه وسلم ، ليست الغنائم
بل {{ ١٠٠ بيت }} من اعز بيوت العرب ، يعز عليهم السبي فالواحد منهم يفدي عرضه بروحه وماله
ففكر النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً
كيف ينقذ {{١٠٠ بيت }} من أعز بيوت العرب من السبي [[ أي أن تصبح نسائهم سبايا فتسترق ]]
فجلس يتدبر ، و يفكر بالأمر ، ولا يروق له مثل هذا السبي
فهيأ الله له السبب
___________
قسم النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم والسبايا بين الجيش وكانت ابنة سيد {{ بني المصطلق}}
واسمها {{ جويرية }} رضي الله عنها
[[ لأنها اسلمت واصبحت بعد ذلك ام للمؤمنين وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم ]]
كانت فتاة حازمة ، وعاقلة ، وكان كثيراً ما يستشيرها أبوها في شؤون إدارة العشيرة
فوقعت في السبي من نصيب أحد الصحابة وهو
{{ثابت بن قيس بن شماس }} فعرضت عليه على الفور المكاتبة فكاتبته على نفسها
[[ يعني اتفقت معه أن تدفع له مبلغ من المال مقابل أن يعتقها ، وكان هذا النظام موجود عند العرب ، ويطلق عليه نظام المكاتبة، وهو يعني أن يتفق السيد مع العبد أن يكون حراً إذا أدى قدراً مُعيناً من المال، وقد أقر الإسلام هذا النظام فقال تعالى {{ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا }} بل وجعل الإسلام هذا النظام واجبا، أي يجب على السيد أن يقبل المكاتبة اذا أراد العبد ذلك، فكان ذلك من أساليب الاسلام في الغاء الرق ]]
طلبت المكاتبة
فقال لها ثابت ، وهو يعلم أنها لا تملك شيء ، فقد أخذت أموالهم وقد أخذت رجالهم [[وفتاة لا تملك شيء فمن اين تأتي بالفداء ؟؟ ]]
قال:_ نعم اكاتبكِ على {{ ٨ أواقي من ذهب }} مقابل أن اعتقك
قالت :_ فهل تأذن لي ، أن أتدبر أمري ؟
قال :_ أجل تدبري امرك
______________
فخرجت من خيمته ، واتجهت نحو خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، في خيمته عند ام المؤمنين عائشة
فكان من سنته إذا خرج صلى الله عليه وسلم ، اقرع بين ازواجه[[ يعني عمل قرعة بينهم الذي يخرج سهمها خرجت معه في الغزوة ]]
فكان في هذه الغزوة يصحبه من أزواجه أم المؤمنين عائشة و ام سلمة
فوقفت {{جويرية }} عند باب خيمته وهي فتاة عاقلة راشدة تحسن تدبير الامور
[[وكانت قد رأت قبل يوم المعركة بثلاثة أيام رؤيا ، كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجرها، ولم تخبر أحد بهذه الرؤيا]]
وقفت جويرية ، ورأتها السيدة عائشة
وقالت السيدة عائشة وهي تقص هذه القصة
قالت :_والله ما أن رأيتها على باب حجرتي حتى كرهتها [[ من باب الغيرة عند النساء ، كانت جويرية أمنا رضي الله عنها شابة وجميلة وحلوة اللسان ]]
وقفت و قالت
: _ يا رسول الله [[ يا رسول الله ؟؟ !!! لا يقولها إلا مسلم ]] يا رسول  الله ، سلام الله عليك
قال :_ وعليك السلام ، من المرأة ؟!!!
قالت :_أنا جويرية بنت الحارث سيد القوم
اني قد رأيت رؤيا قبل ان تأتي إلينا ، وعلمت اننا مأخوذين وعلمت أن عاقبتها خير لنا ، فعلمت أنك رسول الله حقاً
فأنا {{ أشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله }}
[[واعلنت اسلامها فسُر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامها ]]
ثم قالت :_ يا رسول الله
انا بنت {{ الحارث بن أبي ضرار }} سيد قومه
وقد أصابني من البلاء ما لا يخفى عليك ، فوقعت في السهم {{لثابت بن قيس }} فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي ، واطلب منك العون
فأعني يا رسول  الله
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم الى عقل حصيف ، وقوة شخصية ، وتدبر لإنقاذ قومها ، وشرفها
فقال لها صلى الله عليه وسلم :_ حباً وكرامة ، فهل لك في خير من ذلك ؟
قالت:_ وما هو يا رسول الله ؟
قال: _ أقضي كتابك وأتزوجك
[[ يعني أدفع لثابت بن قيس المبلغ كله، وتكونين حرة، ويكون هذا المبلغ هو مهرك ]]
قالت: _نعم يا رسول الله قد فعلت
__________
فشاع الخبر بين الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قد تزوج بنت {{ الحارث بن ضرار }}
فقال الصحابة :_ أصبح بني المصطلق أصهار رسول الله
[[ ومن أدب الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الاسرى الذين بين ايديهم أصبحوا أصهار رسول الله، فكيف يأسرون أصهار نبيهم ]]
فرد كل الصحابة الأسرى الذين في أيديهم الى ذويهم
وكان هذا حدثاً فريداً لم يحدث في تاريخ الجزيرة
و لا في تاريخ العالم كله
[[ وكان سببه حب الصحابة الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم ]]
تقول السيدة عائشة:_ قال الناس [[ اي الصحابة ]] أصهار رسول الله !!!!
فأرسلوا ما بأيديهم
فلقد أعتق بتزويجه إياها ، مائة أهل بيت من بني المصطلق {{ فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها }}
فلما رأت بني المصطلق هذه الاخلاق والكرم ، دخلوا جميعا في الإسلام
____________
استطاع النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الغزوة
١- القضاء على محاولة {{بني المصطلق }} تجميع القبائل وغزو المدينة
٢- توطيد هيبة المسلمين في الجزيرة
٣- دخول كل {{بني المصطلق}} في الاسلام، وهي البطن الوحيد في {{ خزاعة }} الذي كان يناصب الاسلام العداء
_____________
وبقي النبي صلى الله عليه وسلم اياماً في ديار بني المصطلق
ولكن كان المنافقون قلوبهم تمتلأ غيظاً من المسلمون
خاصة رأس المنافقين {{ بن ابي سلول }}
لقد أسترد المسلمون الغنائم من أيديهم ، وردوها الى بني المصطلق
و{{ ابن ابي سلول }} واصحابه المنافقون ، ما خرجوا أصلاً إلا لهذه الغنائم ، لم يخرجوا ايماناً بل نفاقاً
فغاظه ذلك وأخذ يترقب فرصة كيف يوقع فتنة بين صفوف المسلمين
______________
وجلس النبي صلى الله عليه وسلم مطمئناً مرتاحاً ، وقد أصبح القوم إخوانهم بالدين
وأصهار النبي صلى الله عليه وسلم
و ذهب رجلان في اليوم الثاني من المسلمين الى بئر {{ المريسيع }} ليملئا أسقيتهما
[[ وكما قلنا مريسيع تذرف الماء ذرفا ، قليلا قليلا ، فلا بد أن يقف الرجل كثيراً ، اذا انتشل الماء حتى تتجمع المياه مرة اخرى ]]
ولكنهما تنازعا الماء ، كل منهما يريد أن يسقي قبل الآخر أحدهما من المهاجرين واسمه {{ جهجاه }} وكان يعمل أجيرا عند {{ عمر بن الخطاب }}
ورجل من الأنصار واسمه {{ سنان }}
فتنازعا الدلو كل واحد يريد أن يسقي قبل الآخر
وتطور الأمر الى أن {{جهجاه}} من المهاجرين ضرب {{سنان}}
على وجهه فسالت الدماء من أذنه
فلما رأى سنان الدم
صاح بشعار الجاهلية [[ لانهم حديثي عهد بالإسلام كان احدهم اذا ضرب او اعتدي عليه في الجاهلية شعاره بالنداء يا آل فلان اي ينادي قومه ]]
فصاح سنان :_ ياااا آل الخزرج [[ اي قومه الذي هو منهم ]]
فصاح جهجاه :_ يااا آل قريش
وكان الناس في خيامهم ، ولم يميزوا الصوت
_______________
فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ، الصراخ كما سمع الناس
فكان النبي صلى الله عليه وسلم اسبق الناس الى الصوت
خرج من خيمته مسرعاً نحو الصوت
فإذا هما الغلمين !!!!
وتجمع الناس ، واذا قوم من الخزرج يأتون من هاهنا
واذا برجال من قريش يأتون من هاهنا
وكلهم مشهرٌ سيفه ، يريدون أن يعرفوا ما الخبر ؟!!
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم ، إليهما
ورفع كلتا يديه يؤدبهما
ويقول :_ أبدعوى الجاهلية ، وانا بين ظهرانيكم
دعوها فإنها منتنة [[يعني اياكم بعد اليوم ينادي شخص فيكم يا ال فلان ويا آل فلان ]]
ما الأمر ؟ !!!!
فحدثوه بما وقع بينهما
ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه ، الذين تجمعوا
وقال :_ انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً
فتعجب الصحابة
قالوا :_ إن كان مظلوماً نصرناه يا رسول الله ، فكيف إن كان ظالماً ؟ !!!!
قال :_ تردوه عن ظُلمه وذلك نُصرته
فتكلم النبي مع المظلوم حتى أرضاه وصفح عن صاحبه واسقط حقه
وتكلم مع الظالم وأنبه حتى أعتذر
واصلح الأمر في رمشة عين
_________
{{ دعوى الجاهلية ، دعوها فإنها منتنة }}
يا حبيبي يا رسول  الله ، انظر الى حالنا اليوم
المصري يتعصب للمصري
الأردني يتعصب للأردني
والسعودي يتعصب للسعودي
والفلسطيني يتعصب للفلسطيني
والتونسي يتعصب للتونسي
والمغربي يتعصب للمغربي
حتى يا رسول الله في داخل البلد الواحدة، كل واحد يتعصب لمحافظته ولمدينته ولقريته ولشارعه وحارته ، ولفريقه لكرة القدم ، يا رسول  الله يتعصبون لفرق اجنبية لا يحبون الله ورسوله ولا المسلمون
نحن نعيش يا رسول الله بدعوى الجاهلية المرة
نسينا تعاليمك
أن يكون انتمائنا للإسلام وللمسلمين، ولجميع المسلمين سواء كان هندي، أو باكستاني أو أفريقي أو أمريكي أو ياباني
يا رسول الله اشكو لك حالنا
لقد نسي المسلمون للأسف أن تلك الحدود بين الدول الإسلامية هي من تخطيط رجل كان سكران فأمسك قلمه ، و وضعه على الخريطة ويده ترجف لأنه مخمور واخذ يخطط للمسلمين حدودهم
نسي المسلمون أن الحدود بين الدول الإسلامية هي من وضع الاستعمار قبل رحيله
__________
امتثل المهاجرون والأنصار لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وحل الخلاف الذي وقع بين الغلمين برمشة عين
ولكن المنافقون وجدوها فرصة لهم ، لأحداث وقيعة بين المهاجرين والأنصار
رأس المنافقين {{ ابن سلول }}
فهو من ثلاثة أيام يتقلب من الغيض
كيف أسلم القوم وخسر الغنائم جميعها ؟؟
لماذا خرجنا إذن ؟
فلاحت له هذه الفرصة
فجلس في خيمته ومعه ، من على شاكلته من المنافقين
فنظر بمن حوله
[[ فأراد أن يثير الدماء في عروقهم ]]
فقال لمن معه بلهجة المتعجب المستهجن
– أَوقد فَعلُوها ؟
[[هذه الكلمة تشد الانتباه ، وتثير الأعصاب
أوقد فعلوها !!!! يعني شي كبير هذا اللي صار
اوقد فعلوها !!!! يعني جاء الوقت للمهاجرين انه تقوى شوكتهم علينا ونحن اللي آويناهم يجي واحد منهم يرفع السيف بوجهنا ]]
أوقد فعلوها ، هذا ما كنت أخشاه ، وكنت كارهاً منذ أن دخلوا دارنا
ولكن هذا ما فعلتموه بأنفسكم ، آويتموهم وقاسمتموهم الاموال والديار ، ثم جعلتم أنفسكم غرض للمنايا دونهم فمتم ويتمتم اطفالكم ، وكثروا هم حتى نازعوكم في دياركم
أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير بلادكم
[[ يعني امنعوا المهاجرين يدخلوا المدينة بيروحوا لبلد تانية ]]
وما مثلكم ومثلهم إلا كما قال من قبلنا
[[ لعنة الله عليك يا ابن سلول الى قيامة الساعة قال كلمة ساقطة سافلة تليق بصاحبها مضطر لذكرها للدرس والعبرة ]]
وما مثلكم ومثلهم إلا كما قال من قبلنا
{{سمِّن كلبك يأكلك }}
أما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل
[[ يزعم ان الانصار هم اصحاب الديار والمدينة المنورة ، فهم اعزاء ، وان المهاجرين جايين هاربين مشتتين غلابة لاجئين مش ابن بلد فهم اذلاء … وكم من ناس مسلمون هذه الأيام تعيش بيننا يقتدون بعقل وتفكير ابن سلول فهو ابن بلد ]]
_____________
وكان من ضمن الجلوس وسمع هذا الكلام غلام صغير، عمره {{ ١٤ عام }} و اسمه {{ زيد بن أرقم }} من الخزرج ولكنه صادق الايمان
فذهب الى صلى الله عليه وسلم ، وكان حول النبي مهاجرين وانصار
دخل هذا الفتى الصادق الأيمان
[[وكان النبي يحبه ويحترمه، حتى ان النبي عندما وجده يحفظ القران
قال له :_يا زيد أراك تحفظ ما ينزل من القران فبارك الله بحفظك ، ألا تتعلم لغة يهود حتى اذا جاء كتاب او ارسلنا إليهم أوكلته إليك ؟؟
قال :_ اجل يا رسول الله
فاتقان لغتهم وكتابتهم وهو لم يناهز الحلم بعد يعني لم يصل لعمر البلوغ عمره ١٤ سنة ]]
دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وحوله المهاجرين والانصار [[ فلم يمنعه ذلك من قول كلمة الحق ]]
قال :_ يا رسول  الله كنت في خيمة {{ ابن سلول }}
وقد قال :_كذا وكذا وكذا ، وقص عليه حديثه كله
فتغيرت وجوه الصحابة جميعاً مهاجرين وأنصار
الانصار {{ لأنها عيبة في حقهم خرجت من كبيرهم }}
والمهاجرين {{ لأنه تكلم عليهم و وصفهم بالأذلاء }}
وغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، غضبا شديدا
فنظر الى القوم وأراد أن يمتص غضبهم
فقال :_ يا فتى لعل في نفسك على صاحبك شيء فقلت عليه ما قلت ؟؟
قال :_لا والذي بعثك بالحق يا رسول  الله ، ليس بيني وبينه إلا اخوة الاسلام !!!
قال :_ لعله اخطأ سمعك ، فلم تحسن أن تنقل ما سمعت ؟؟
قال :_ لا والله ما اخطأ سمعي ، ولا تّقولت عليه ولا بحرف واحد ، لقد قال ما قلته لك ، كلمة ، كلمة !!!
فقام عمر بن الخطاب
وقال يا رسول دعني اضرب عنق هذا المنافق
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ لا لا يا عمر
كيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل اصحابه ؟؟
[[ لأن في نظر الناس ابن ابي سلول مسلم ]]
فالنبي صلى الله عليه وسلم حريص جدا
على ألا يترك فرصة لأحد أن يشوه صورة الإسلام
فقتل {{عبد الله بن أبي بن سلول }} فيه فوائد كبيرة ، لأنه رأس المنافقين، وقتله يحقق الاستقرار في المدينة، ولكن قتله سينفر الناس من الإسلام ، سواء الذين دخلوا الإسلام حديثا أو الذين لم يدخلوا في الإسلام، وسيعطي أعداء الإسلام فرصة لتشويه صورة الإسلام
[[ وللأسف والآن نجد الكثير من المسلمين يرتكبون أموراً تعطي فرصة لأعداء الإسلام لتشويه صورة الإسلام ، وعلى افتراض أن هذه الأمور جائزة أو مندوبة أو فيها مصلحة للإسلام ، ولكنها على الجانب الآخر تعطي فرصة لأعداء الإسلام وما أكثرهم هذه الأيام لتشويه صورة الإسلام ]]
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل على الفور
__________
تحرك الجيش بالرحيل ، ولم يكن ذلك هو الوقت الذي اعتاد المسلمون الرحيل فيه، فقد كان الجو حاراً والنبي لا يرحل بمثل هذا الوقت ابدا
[[وذلك حتى يشغل الناس عن الكلام في هذا الموضوع ، لأنها فتنة ]]
وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم
{{ أسيد بن حضير }} وكان من سادة ومن فرسان الأوس وقال:_ يا رسول  ، أرحيل في مثل هذه الساعة ؟؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أما بلغك ما قال صاحبك ابن أُبي؟ زعم أنه إذا قدم المدينة سيخرج الأعز منها الأذل ؟
قال أسيد:_ لا والذي بعثك بالحق يا رسول  الله انت الذي تخرجه إن شئت ، وهو والله الذليل وأنت العزيز
______________
فبلغ لرأس المنافقين {{ ابن ابي سلول }} ان كلامه وصل للنبي صلى الله عليه وسلم
فذهب الى النبي يكذب الخبر ، ومعه بعض أصحابه من المنافقين
وأخذ {{ ابن ابي سلول }} يحلف بالله أنه ما قال هذا
وأخذ أصحابه من المنافقين يحلفون أن {{ ابن ابي سلول }} لم يقل هذا
وأخذ من حضر من الأنصار يدافع عن {{ ابن ابي سلول }} ويقولون :_ يا رسول الله عسى ان يكون الغلام قد أخطأ بنقل الحديث
وأخذوا يدافعون عنه لأنه كان شريفا في قومه
وانصب اللوم والعتاب كله على هذا الغلام الصغير {{ زيد بن ارقم }}
وأخذ زوج أمه {{عبد الله بن رواحة}} يلومه ويعنفه، لأن {{زيد }} كان يتيما
واعتزل {{ زيد }} عن الناس وركبه الهم
_______
ومضى النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل في وقت مبكر لم يكن يروح فيه فسار طوال النهار
حتى جاء الليل
ثم سار بهم طوال الليل حتى جاء النهار
[[ لم يقف بهم للراحة ابدا ]]
ثم أخذ في السير حتى ارتفعت الشمس واشتدت
ثم نزل الناس، فناموا على الفور في العراء ونامت معهم الفتنة
[[ ناموا من شدة التعب وكل ذلك حتى ينشغل الناس عن الحديث فيما حدث
وهذا درس آخر لمواجهة المشاكل التي تنشأ عن الأمور التافهة، وهي ألا نتحدث في المشكلة، لأن الحديث عن هذه الأمور التافهة يعقد المشكلة ويدخلنا في حلقة مفرغة ]]
ثم سار بهم طوال الليل حتى جاء النهار
[[ وحبيبنا زيد مهموم ، انت السبب يا زيد ]]
وزيد مهموم يناجي الله في قلبه عمره {{ ١٤ سنة }}
يقول :_اللهم إني أقل من ان تنزل في شأني قران ، ولكني ارجوك يا رب أن تلقي في قلب نبيك إلهام ، ان يصدقني فقط ولا يقال عني بين القوم ، اني كذاب فتان وكان يواكب النبي بالمسير [[ اي يجعل راحلته قريبة من راحلة النبي ]]
يقول زيد بن ارقم :_ و أنا أوكبه بالسير [[ امشي جنب النبي صلى الله عليه وسلم ]]
حتى كانت ساعة بعد طلوع الفجر وقبل شروق الشمس
واذا براحلة النبي صلى الله عليه وسلم تثقل بسيرها
فأخذت ترفع رجلها وتضعها ببطئ
فعلمت أنه يوحى لرسول الله
[[وهكذا كان اذا اوحي إليه وهو على ظهر راحلته لا تستطيع الراحلة ان تسير لان الله يقول عن الوحي
{{ إِنّا سنُلْقِي عليْك قولا ثقِيلا }}
{{ لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ }} فثقلت الناقة بالمشي ]]
قال زيد :_ فغشيه ما غشيه عند نزول الوحي ، وتصبب جبينه عرقاً ، وثبتت راحلته قدميها بالأرض، وانا اقف بجانبه
براحلتي
فلما أُسري عنه نظر الى يمينه فرآني
فأبتسم لي في وجهي
وقال بأعلى صوته
:_ يااا زيد
قلت :_ نعم يا رسول  الله
فأقترب براحلته مني، ومد يده وأمسك اذني وشدها الى فوق
وقال :_ لقد وفا الله بسمعك يا غلام
[[ ارأيتم رجال صادقين مع الله كان يتنزل الوحي من اجلهم ]]
ثم نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه واشار الى زيد
وقال لهم :_ هذا الذي صدق القران سمعه
ثم قرأ عليهم سورة المنافقون وهذه بعض آياتها
قال تعالى
{{ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}}
وصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم الفجر
وقرأ عليهم في صلاته {{ سورة المنافقون }}
_________
فلم سمع الصحابي الجليل {{ عبد الله بن عبد الله بن أبي }}
ان هناك آيات نزلت بحق ابيه [[ لأنه لا يعقل ان الجيش٧٠٠ شخص يسمعوا ما الذي حدث ، إلا من كان قريب من رسول الله ]]
فلما سمع الآيات التي نزلت بحق ابيه ، تكشف نفاقه، اعتقد ان النبي سيأمر بقتله فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم
وكان من خيرة الصحابة
وقال :_ السلام عليك يا رسول  الله
فرد عليه السلام ورحب به
قال :_ يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل والدي{{عبد الله بن أبي}} في ما بلغك عنه، فإن كنت فاعلاً فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه [[ انا بجبلك رأس ابوي ]]
فوالذي بعثك بالحق يا رسول  ، لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني [[ كان معروف ببره لوالده ]]
والذي بعثك بالحق منذ اعوام ، ما اكل طعاماً وشرب شراباً إلا من يدي هذه
و إني أخشى أن تأمر به غيري ، فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي في الناس فأقتله
فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار
فأمرني يا رسول الله ان أحمل إليك رأسه
فبكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبتلت لحيته
[[ لأنه موقف مؤثر ، رجل يعرض على النبي أن يقتل أبوه لأجل أن يرضي الله والرسول ]]
بكى النبي ثم ربد على كتف عبدالله المؤمن
وقال :_ يا عبدالله ما هممت بقتله ولن نقتله
بل نرفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا
[[فأطمئن عبدالله وانطلق ، ولكن المسالة لم تنتهي من راسه يريد أن يأدب اباه ]]
وعندما اقترب الجيش من المدينة
والرسول كعادته يقدم الجيش بين يديه ويكون هو آخرهم
ويقول {{دعوا ظهري للملائكة فإنها تمشي خلفي }}
فسبق {{ عبد الله بن عبد الله بن ابي بن سلول}} الجيش كله ووقف بسيفه على مدخل المدينة
وقف يستعرض الناس
وكل ما مر منه صحابي من مهاجرين وأنصار
يقول :_ دونك ، دونك [[ اي امشي اعبر ]]
حتى اذا اقبل أبوه {{ ابن ابي سلول }} سل سيفه و وضعه في وجه ابيه
فقال له ابوه :_ يا لكع ماذا تريد ؟؟
فأخذ بخضام راحلته ، وأناخها على الارض ، ووضع قدمه على يد الناقة [[ كي لا تقوم ولا تتحرك ]]
ووضع السيف على عنق ابيه
وقال :_ تزعم يا عدو الله بأنك عزيز ورسول الله ذليل ؟؟
وأنك متى شئت تخرجه من مدينته
لا والذي بعثه بالحق لهو العزيز فينا
وانت الذليل ابن الذليل
والذي بعثه بالحق نبياً ، لن تدخل مدينته حتى يأذن هو لك
[[ وكلما مر الناس ورأوه يقولون ما هذا يا عبدالله؟؟ يقول لهم لا شأن لكم امضوا ، امضوا ]]
حتى اقبل النبي صلى الله عليه وسلم وكان آخر الناس
فلما أطلت {{ الطلعة المحمدية ❤ }} و رأى النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله ممسك بأبيه كما ذكرنا
قال :_ما بك يا عبدالله ؟؟
قال :_بأبي وامي انت يا رسول  الله ، يزعم هذا المنافق بأنه عزيز في المدينة
وانت الذليل فينا ، ويريد أن يخرجك منها
لا والذي بعثك بالحق ، لأنت العزيز فينا ، وهذا هو الذليل ابن الذليل
فوالله الذي لا إله إلا هو ، لا يدخل مدينتك ولا يجاورك فيها ، حتى تأذن له انت بأذن صريح
فبكى النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية
وقال :_ شم سيفك يا عبدالله [[ اي اغمده ]]
وخلي عن أبيك
قلت لك سنحسن صحبته مادام بين اظهرنا
فنفض نفسه ابوه وقام يصرخ
لأنا أذل من الصبية ، لأنا أذل من الصبية ، لأنا أذل من النساء ليت امي لم تلدني ، ليت امي لم تلدني
___________
هكذا دخل المنافقون المدينة بعد أن افتضح أمرهم، وقد امتلأت قلوبهم بالغيظ والحقد على المسلمين
ولذلك سنرى بعد ذلك بمجرد دخولهم المدينة حاولوا الطعن في شرف النبي صلى الله عليه وسلم فأتهموا زوجته الصديقة بنت الصديق أمنا {{ عائشة }} بالزنا رضي الله عنها وعن أبيها
ما الذي حدث ؟؟ هذا ما سنعرفه في حادثة الافك
لو سمحتم كل من قرأ يضع لنا بصمة
عذراً على الإطالة
يتبع إن شاء الله