هذا الحبيب 169  – السيرة النبوية العطرة – غزوة الأحزاب ، المقدمة

هذا الحبيب 169  - السيرة النبوية العطرة - غزوة الأحزاب ، المقدمة

هذا الحبيب 169  – السيرة النبوية العطرة – غزوة الأحزاب ، المقدمة
________

في البداية {{ غزوة الأحزاب او تسمى غزوة الخندق }}
فيها الكثير من العبر والدروس خاصة لأيامنا هذه وحال الأمة
وستأخذ معنا وقت ، فأرجو ان تنتبهوا لها ، وتتابعوا اجزاءها
بدقة
___________
قلنا من قبل أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قام بطرد يهود {{ بني النضير }} من المدينة
بعد محاولتهم قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد ان اشار إليهم كبيرهم {{ حيي بن أخطب }} أن يلقوا عليه حجرة كبيرة من على سطح دارهم
اتجه يهود {{ بني النضير }} بعد طردهم الى الشام
وذهب البعض الآخر ورؤسائهم مثل {{ حيي بن أخطب }}
وغيره الى {{ خيبر }} وهي مدينة يهودية
تبعد عن المدينة {{ ١٨٠ كم }}
وأصبحت {{ خيبر }} بعد انتقال {{ بني النضير }} اليهم هي أكبر تجمع لليهود في الجزيرة
__________
ظل اليهود في {{ خيبر }} يراقبون الصراع بين المسلمين في المدينة من جهة، وقريش وغيرهم من المشركين من جهة أخرى
وكانت قلوبهم تمتلئ غيظاً وحقداً
على النبي صلى الله عليه وسلم ، واصحابه رضوان الله عليهم
وهم يتمنون
أن ينتهي الصراع لصالح الكفار
وأن يتم القضاء على الإسلام ، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم
_________
ولكن اليهود وجدوا أن المسلمون بعد {{ أحد }} وتوابعها
وهو {{ الرجيع }}
و{{ بئر معونة }}
اصبحوا يحققون انتصارا كل يوم
ويكتسبون أرضا جديدة
وتزداد أعدادهم ، خاصة بعد دخول {{ بني المصطلق }} جميعاً بالإسلام
وفشل قريش في {{ بدر الآخرة }} وانسحابها وخوفها من مواجهة المسلمون مرة أخرى
__________
فقال { المغضوب عليهم يهود }
الى متى نقف مكتوفي الأيدي ؟؟ يجب أن نتحرك
فقرروا بخبثهم المعروفين به ، أن يجمعوا كل
القبائل العربية في جيش ضخم
يتوجه الى المدينة ويوجه ضربة للمسلمين تكون ضربة قاضية وقاتلة لا حياة بعدها‏.
__________
فخرجوا من خيبر
وكان عددهم {{ ٢١ رجلا }}
من سادات يهود {{ خيبر }} وسادات {{ بني النضير }}
الى قريش
وعلى رأسهم {{ حيي بن أخطب }} اشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
[[ وقد ذكرت لكم قصته اكثر من مرة ]]
استغل هذه الفرصة
وهو إسلام {{ بني المصطلق }} وغيض قريش من ذلك
________
فوصلوا لمكة وجلسوا مع {{ سادة قريش }}
وأخذوا يحرضونهم على غزو المدينة
ووعدوهم بأن يكون معهم كل العرب
واخذوا يذكرون قريش في قتلى بدر
وانهم لم يحققوا نصراً في {{ احد }}
ويقولون لهم :_ ليتكم قتلتم محمدا واصحابه يوم احد
وأخذ {{ حيي بن أخطب }}
ينفث فيهم سمومه للثأر من جديد
وذكر لهم {{ بني المصطلق }}
أرأيتم ؟؟ هاهو صاهر {{ بني المصطلق }} فدخلوا في دينه جميعاً
:_وها انتم ترون ، إما يغزو فينتصر
وإما الناس تدخل في دينه لحسن معاملته ، فيصبحون من أصحابه
ماذا تنظرون ؟؟
يجيش جيشاً ، فيأخذ مكة منكم !!!!
_________
قالوا :_ له ماذا ترى يا حيي ؟؟
قال :_ أرى أن نكون نحن وأنتم يداً واحدة عليه ، فنحزب الأحزاب ، ونباغته في مدينته
فقال له ابو سفيان :_ يا حيي
أنتم اهل الكتاب الأول ، وأنتم على دين سماوي كما يزعم محمد
قال .:_نعم
قال :_ اناشدك الله الذي تعبد ، والكتاب المقدس الذي تقرأ
أديننا خيرٌ ام دينُ محمد ؟؟
[[ابو سفيان يريد أن يستوثق دينا افضل والا دين محمد ]]

فأقسم حيي بالله و بالكتاب المقدس
أن دينكم خير من الدين الذي جاء به محمد
[[ يقسم لقريش أن دين الاوثان وعبادة الاصنام خير من دين محمد ]]
ففضحه الله في القران الكريم
فأنزل فيه آيات تتلى الى قيام الساعة
[[ ليريكم الله يا خير امة ، كيف مكر يهود، وانه تخلى عن دينه وزعم ان دين الاصنام خير
فانزل الله ايتين من سورة {{ النساء }} لتعرفوا حقيقة يهود وكيف حقدهم على الاسلام ، وكيف كفروا بالله لتحقيق مطلب وإرضا لقريش ]]
قال تعالى

{{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً *أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}}

{{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ }}
[[ اصل التوراة من السماء اعطاه الله لليهود ولكن يهود حرفوه وبدلوا كلام الله وعصوا الله على علم ]]

{{يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ }}[[ اي لقريش ]] هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ [[ من هم الذين لعنهم ؟؟ يهود ]]
{{ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا }}
___________
فشجع قريش كلام حيي واطمئنت قلوبهم ان دينهم خير من دين محمد
وشجعهم كلامه، فأطمئنت قلوبهم لحرب رسول الله.
فأجابتهم قريش … أننا معكم
قريش وجدت في ذلك
١_ انقاذ لسمعتها وهيبتها
بعد أن فقدتها {{قريش في غزوة بدر الآخرة }}
٢_ إنقاذ تجارتها بعد أن نجح المسلمين في قطع طريق تجارة قريش الى الشام نهائيا
___________
ثم توجه وفد {{ خيبر }} بعد ذلك الى قبائل {{ غطفان }} وهي من أكبر القبائل العربية، ودعوهم الى حرب النبي صلى الله عليه وسلم
مقابل أن يعطوهم نصف ثمار خيبر {{ لمدة عامين }} فاستجابت لهم عدد كبير من بطون {{ غطفان }}
وكان قائد غطفان
اسمه {{ عيينة بن حصن الفزاري }} وهذا الذي قام بعمل صلح مع رسول الله صلى الله
عندما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من{{ بني المصطلق }} منتصراً
ظن {{عيينة }} أنه سيلحقه هو وقومه الأذى من المسلمون يوم ما
فخاف و فكر بالأمر
فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يدخل بالاسلام
قال :_ انا أصالحك يا محمد ، وأنا معك ، وإن كنت على غير دينك
فأعطاه النبي ارضاً يرعى بها حول المدينة
اسمه {{ عيينة بن حصن الفزاري }} سيد غطفان
فلما نظر الصحابة وتسألوا لماذا سايره النبي هكذا ؟؟!!!!
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم
{{ان هذا الرجل الأحمق المطاع }}
[[ مامعنى الاحمق المطاع هو الحاكم الاحمق ، بالأوامر يطيعه الناس ولكنه أحمق لا يعرف مصلحة رعيته ولا عشيرته ]]
قال :_هذا الأحمق المطاع ، إذا غضب غضب لغضبه ألف سيف دون ان يعرفوا سبب غضبه[[ يعني الانقياد الاعمى ]]
[[ يعني هذا احمق مطاع استرضيته، واعطيته قطعة ارض يرعى فيها ، احسن ما يجيش للمدينة الف مقاتل احمق مثله ]]
ثم قال صلى الله عليه وسلم :_إن شر الناس من ودعه الناس اتقاء شره
[[ كم من ناس بينا هالايام يقول الناس عنه الله يكفينه شره ، يتجنبه الناس من شره ، دير بالك هذا واصل بيضيعك ، هؤلاء شر الناس ، كم من موظف في شركة الناس تتقي شره يضرب أسفين لزملائه بالعمل ، هؤلاء شر الناس ، كم من العائلات فيها امرأة تفتعل المشاكل في العائلة الواحدة ،لا تسكت لا على كبيرة ولا صغيرة الكل يتجنبها اتقاء شرها ، هؤلاء جميعا أشر الناس يوم القيامة ]]
هذا الاحمق المطاع
انضم معهم مع انه كان مع صلح مع النبي صلى الله عليه وسلم
___________
وأخذ هذا الوفد من {{ المغضوب عليهم }} وعلى رأسهم حيي بن أخطب ، يطوف على كل قبائل العرب الكبيرة
فاستجاب لهم البعض
ولم يستجب البعض الآخر
واتفقوا على موعد لقاء كل هذه الجيوش للتوجه لغزو المدينة
_________
هكذا قام يهود {{ خيبر }} بمهمة تحريض وتجميع والتنسيق بين القبائل
وهذا هو الدور الذي يقوم به {{ اخوة القردة والخنازير}}ويجيده اليهود في كل العصور
منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم وحتى الآن
واليوم لهم اسم {{ اللوبي }}
وهم مجموعة من {{ المغضوب عليهم }} يعملون على الضغط على الدول الكبرى لتحريضهم على الحروب
كما فعلوا بالعراق
________
خرجت قريش وحلفائها بقيادة {{ أبو سفيان بن حرب }}
في {{ ٤ آلاف }} مقاتل منهم {{ ٣٠٠ }} فرس
_________
وخرجت {{ غطفان}}
في{{ ٣ آلاف }} مقاتل
وخرجت باقي القبائل العربية
حتى وصل مجموع الأحزاب كلهم
{{ ١٠ آلاف }} مقاتل
عدد ضخم جدا
_______
وكان هذا الجيش هو أكبر جيش شهدته الجزيرة منذ جيش أبرهة في عام الفيل
وكانت القبائل اذا وصل عدد مقاتليها الى {{ الألف }} يفتخرون بذلك ، وتعتبر من القبائل القوية
ولم يكن الهدف من هذا الجيش هو مجرد الانتصار على المسلمين في معركة عابرة
ولكن الهدف هو
١_غزو المدينة
٢_ قتل النبي صلى الله عليه وسلم وقتل الصحابة
٣_ القضاء على الاسلام نهائياً ، فلا تقوم له قائمة بعد ذلك
___________
{{ ١٠ الاف }} مقاتل
وعدد اهل المدينة كلهم {{ ٣ آلاف }}
[[ يعني المؤمنون والمنافقون و المدسوسين بينهم ، كلهم كان عددهم ٣ الاف نقول نخرج منهم الف بين منافقون ومدسوسين ]]
يبقى النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام عددهم {{ ٢٠٠٠ }}
والذي ثبت وصح ، أن الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم{{ ١٣٠٠ }} فقط يوم الخندق
تحركت جيوش العرب لغزو المدينة
نترك اليهود والعرب وحزبهم و ننتقل الآن مباشرة الى مسجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة
___________
وصل خبرهم للنبي صلى الله عليه وسلم
فقد كان في مكة {{ العباس بن عبد المطلب }} عم النبي المؤمن سراً و يكتم ايمانه
كان مقيم في {{ مكة }} وكان عين للنبي صلى الله عليه وسلم
فأرسل بالخبر للنبي صلى الله عليه وسلم مبكراً
[[ لا مثل يوم احد ارسل له متأخرا ]]
وساعده ايضاً في ايصال الخبر {{ بني المصطلق }} لانهم كما قلنا على طريق القوافل
ووصلت هذه الأخبار المرعبة الى المدينة
وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن جيوش الأحزاب أمامها حوالي {{ ١٥ يوم }} لتصل الى المدينة
فجمع أصحابه وأطلعهم على الأمر
فقال :_ أشيروا علي ؟

[[ ولكن الصحابة مازالوا يحسون بألم المخالفة في أحد
اذ اشار عليهم النبي يوم احد بالتحصن ، فأبى الشباب إلا ان يخرجوا لمواجهة قريش
وقال للرماة لا تبرحوا مكانكم وخالف الرماة أمره
فأخذوا درساً وهذ صفة المؤمن {{ لا يلدغ من جحر واحد مرتين }}
اتعظوا الصحابة في احد فردوا اليوم الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم ]]
فقالوا :_ الأمر اليوم لله ورسوله
ماذا ترى يا رسول  الله ؟؟
قال :_ أرى ان نتحصن في المدينة
فأمتثل الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
__________
لماذا كان التحصن في المدينة ؟
بسبب طبيعتها الجغرافية
لأنها تقع بين {{ حرتان }}
ما معنى الحرة ؟؟؟
المدينة المنورة كان قديماً فيها بركان لما قذف حممه البركانية
وهي صخور تخرج من باطن الأرض
عندما ترتطم بالأرض تبرد وتصبح على شكل صخور سوداء ملساء حادة
تسمى هذه الصخور {{ الحرة }}
هذه الصخور البركانية
مستحيل أن يمشي عليها أي انسان أو دابة أو حتى دبابة أو مدرعة، وهي موجودة حتى الآن
وان كان العمران قد وصل الى بعض أطرافها
فالمدينة تقع بين {{ حرتان }} في شرقها وغربها
[[ عاملين زي حاجز حماية للمدينة من الشرق والغرب وجزء من الجنوب ]]
الآن اصبح للمدينة مدخلين فقط
من الجنوب مساكن يهود من {{ بني قريظة }}
ويوجد فيها جزء من الحرة الغربية ايضا
فمن الصعب جدا ان يدخل جيش {{ الأحزاب }} من الجنوب
وبالتالي فلا يمكن لجيش أن يدخل من هذه الجهة أيضًا
بقي لهم مدخل واحد وهو من {{ الشمال }}

فالمدينة محصنة بطبيعتها الجغرافية، سواء من الشرق أو الغرب أوالجنوب، والجهة الوحيدة التي يمكن أن ينفذ منها جيش الى المدينة هي جهة {{ الشمال }}
__________
أجمع الصحابة على رأي النبي صلى الله عليه وسلم ،
في عدم الخروج لقتال المشركين
وانما التحصن في{{ المدينة }}

ولكن كان التفكير هو كيف يمكن حماية شمال المدينة ؟
وما هي خطة الدفاع عن شمال المدينة ؟

وهنا تحدث {{ سلمان الفارسي }} رضي الله عنه وارضاه
لم أتحدث لكم عن هذا الصحابي الجليل من قبل
بأختصار شديد
[[سلمان من فارس ما يسمى اليوم [[ ايران ]] تقع في وسطها تسمى الأهواز ، وله قصة طويلة في البحث عن الإسلام، حتى انتهى الى المدينة قبل هجرة، ثم أسلم بعد الهجرة مباشرة ، ولكنه كان عبدا عند رجل من اليهود، ولم يعتق الا قبل غزوة الأحزاب بقليل ، وكان معروفا بالحكمة، حتى أن علي بن ابي طالب، كان يطلق عليه لقمان الحكيم ]]
قال سلمان :_ يا رسول الله
إنا كنا بأرض فارس ، إذا تخوفنا الخيل خندقنا علينا
[[ أي انا من بلاد فارس ومن مكايد الفرس بالحرب اذا خافوا عدو حفرنا خندق ]]
فكان اقتراح {{ سلمان الفارسي}} هو حفر خندق من جهة شمال المدينة
يبدأ هذا الخندق من الحرة الشرقية
الى الحرة الغربية
وهي مسافة تبلغ {{ ٦ كم }}
فسُر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الفكرة واستحسنها هو والصحابة
وقرروا تنفيذ هذه الفكرة على الفور
يتبع إن شاء الله …..