هذا الحبيب 170  – حفر الخندق ، غزوة الأحزاب

هذا الحبيب 170  - حفر الخندق ، غزوة الأحزاب

هذا الحبيب 170  – السيرة النبوية العطرة – حفر الخندق ، غزوة الأحزاب
___________

أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ، برأي {{ سلمان الفارسي }} رضي الله عنه
ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم ، يتفحص أرض المدينة
[[ أي يرى ، اين يجب ان يحفر هذا الخندق ]]
فأنتقل الى شمال المدينة [[ كما قلنا مدخل المدينة الوحيد]]
وتم اختيار مكان الخندق
وكان في أضيق مكان بين
{{ الحرة الشرقية والحرة الغربية }}
وخط صلى الله عليه وسلم مكان الخندق بين الحرتين
وأمر بالبدء في حفر الخندق فورا

وحدد النبي صلى الله عليه وسلم مواصفات
الخندق كالآتي
١_ الطول من الحرة الشرقية الى الحرة الغربية ، والمسافة تبلغ بينهما {{ ٦ كم }}
٢_ عرض الخندق {{ ٨ متر }}
بحيث لا تستطيع فرسان العدو عبوره بالقفز
٣_ العمق يكون {{ ٤متر }}
بحيث اذا سقط فيه أحد لايستطيع أن يخرج منه
_______
و وزع النبي صلى الله عليه وسلم العمل على أصحابه
فجعل من الصحابة مجموعات
كل مجموعة عددها {{ ١٠ }} رجال
واعطى كل مجموعة مسافة {{ ٢٠ متر }} لحفرها
و وضع خط لكل مجموعة ، في الجزء المسؤلين عن حفره
________
وبدء المسلمون العمل فوراً ، وكان العمل صعباً جداً وشاقاً لأسباب عديدة
______
١- أن المشروع ضخم جداً ، ووقت اتمام المشروع ضيق
فكان الصحابة يعملون في النهار لمدة {{ ١٦ ساعة }} في اليوم
ثم يعودون لبيوتهم في الليل
ولا يسمح لأحد بالإنصراف إلا بإذن النبي صلى الله عليه وسلم
_____
٢ – أن أرض المدينة أرض صخرية يصعب جدا الحفر فيها
_____
٣ – أن أدوات الحفر لم تكن تكفي كل هذا العدد، فكانوا يستخدمون أحيانا أدوات يصعب الحفر بها
وكان العمل
باليد والمعول [[ اي الفاس ]]
والمكتل [[ اي ما نعرفه اليوم القفة اللي بيحمل فيها العامل التراب ]]
والمسحاة [[ يعني المجرفة لأنها تمسح الارض وتزيل التراب ]]

____
٤- أن الموسم كان شتاء ، والبرد كان قارصاً، والسنة كانت مجدبة، والمدينة تعاني من نقص شديد في المواد الغذائية، فكانت تمر الأيام والصحابة يعملون ولا يجدون ما يأكلونه
[[ فالوقت شتاء ولا يوجد تمر على الشجر ، واهل المدينة يعملون بالزراعة ، والكل مشغول بحفر الخندق ]]
____
وبدأ الصحابة يعملون ، والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، معهم يعمل يحفر كأي واحد منهم
وكلما قال له الصحابة :_ عنك يا رسول الله
فيقول لهم :_ إنما انا رجل منكم [[ اي واحد منكم مثلي مثلكم ]]
فكان يضرب بالمعول
ويحمل بالمكتل
ويملئ التراب بالمسحاة
حتى ان التراب ليستر جسده عنهم صلى الله عليه وسلم
وهكذا كان الحفر فأتموا هذه المهمة في {{ ٦ ايام ولياليها }} فقط
حفروا مدخل المدينة من الشمال كامل من الحرة الى الحرة
بالعرض الذي ذكرناه والعمق
__________
والآن نذكر بعض النماذج عن أحداث حصلت اثناء حفر الخندق
عندما وزع النبي صلى الله عليه وسلم ، المجموعات للحفر
كل {{ ١٠ }} من الصحابة جزء
قال {{ سلمان الفرسي رضي الله عنه}} للرسول صلى الله عليه وسلم
قال :_ هل تأذن لي يا رسول  الله أن أخذ حصة عشرة ، فإنه طبيعة عملي واعرفه ، فلقد حفرنا كثيراً في مدائن فارس
[[ فأختار ان يأخذ حصة عشرة ]]
فلما نظر الصحابة ان سلمان اخذ حصة عشرة رجال ، في حفر مسافة {{ ٢٠ }} متر في عمق {{ ٤ }} متر لوحده
[[ قال الصحابة هذا عمل مُشَّرف ما حدا مشاركه فيه ، وطبعا الناس تتنافس في الرجل صاحب الخير ]]
فقال الأنصار :_ سلمان منا [[ لأنه من سكان المدينة ما جاء من مكة مهاجرا ]]
فقال المهاجرون :_ لا سلمان منا معشر المهاجرين [[ لأنه ليس من اهل المدينة لانه جاء من خارجها ، نحن جئنا من مكة وهو جاء من برة ]]
وهكذا ارتفعت اصوات المنافسة بين مهاجرين وانصار
الانصار يقولون سلمان منا
المهاجرون يقولون سلمان منا
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم بينهم
ورفع كلتا يديه بينهم وهو يقول
لا عليكم ، لا عليكم [[ يعني لا تتنافسوا ]]
لا عليكم {{ سلمان منا أهل البيت }}
النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، لولا أذن من الله ما قالها النبي صلى الله عليه وسلم
سلمان منا اهل البيت ، و تبت يدا أبي لهب [[ مع انه عم النبي الزم ]]
ما الذي أسقط هذا ، ورفع ذاك
إنها {{{ التقوى }}}
التي نحن بحاجة لها اليوم
غزوة الأحزاب او {{ الخندق }} ستأخذ معنا وقت طويل
فهي {{ أعظم درس بالسيرة }} للمسلمين اليوم
فحال المسلمين اليوم ، يشبه حال المسلمين في الخندق تماماً
وسترون في باقي الأجزاء ربط الماضي بالحاضر ، لم نتمعق بها بعد إنما هذه الأجزاء مقدمة ، ارسم لكم ساحة المعركة
ولنا وقفة مع {{ اليهود }} طويلاً
ليعرف المسلمون علاقتنا معهم في
الماضي [[ من ايام النبي صلى الله عليه وسلم ]]
وحاضراً [[ ما نعاني به الآن ]]
ومستقبلاً [[ مبشرين به قريبا إن شاء الله ]]