هذا الحبيب 171  – السيرة النبوية العطرة (( أحداث وقعت عند حفر الخندق )) الجزء الأول

هذا الحبيب 171  - السيرة النبوية العطرة (( أحداث وقعت عند حفر الخندق )) الجزء الأول

هذا الحبيب 171  – السيرة النبوية العطرة (( أحداث وقعت عند حفر الخندق )) الجزء الأول
____________
عند حفر الخندق
عُرضت لسلمان صخرة في حصته في الحفر
فكسرت حديدهُ [[ يعني الفأس تبعه والمجرفة ]]
وأعيت قواه [[ أي اتعبته ]]
فأسنتصر بعمر بن الخطاب
قال :_ يا عمر أعني على هذه الصخرة
فنزل عمر للصخرة فكسرت حديده وأعيت قواه
فقال عمر :_ لا بد لنا أن نخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها
___________
فجاء عمر للنبي ، وكان يعمل صلى الله عليه وسلم في جهة اخرى في الخندق
قال :_ يا رسول الله عُرضت لسلمان صخرة ، كسرت حديدنا وأعيت قِوانا
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أنا نازل لها إن شاء الله
فجاء صلى الله عليه وسلم
وعندما همَّ أن ينزل بالخندق فرفع إزاره
وإذا به قد ربط على بطنه حجر من شدة الجوع
________
ممكن نحن نسأل ، ماذا يفعل الحجر للبطن ؟
إن الإنسان إذا جاع لا يستطيع أن يسند ظهره تماماً من شدة الجوع
لذلك كانت الجدة [[ الختيارات العجايز زمان تسمعها
تقول يا أبني كول لقمة خبز تسند فيها ظهرك ، إذا شرب الواحد منا شربة مثل {{ زيت خروع }} وما أكل طول اليوم لا يستطيع الوقوف تشعر بألم في ظهرك لأن البطن فاضي فالعمود الفقري ينحني ]]
فكان صلى الله عليه وسلم ، يشد على بطنه الحجر ليسند ظهره ليقوى على العمل
___________
فرآه الصحابة صلى الله عليه وسلم بهذا المنظر ، يربط حجر على بطنه
وهنا درساً
بالصبر على الجوع [[ مع انه سنرى معجزاته صلى الله عليه وسلم في الخندق بعد قليل ، وكيف يطعم الجيش كله من حفنة طعام ]]
فلماذا يربط الحجر على بطنه ؟؟
لإنه أسوة للفقراء والمساكين من أمته ، وأسوة لكل المسلمين من بعده
ثم قفز صلى الله عليه وسلم في الخندق
وقال :_ إليَّ بالمعول
فأخذ الفأس
[[وكان الوقت قبل الغروب بقليل والفصل شتاء ]]
فأخذ المعول
وقال :_ بسم الله ، الله اكبر
وضرب ضربة
يقول الصحابة :_ فأبرقت برقةً ، اضأت ما بين الحرتين والله ولكأنه بيت مظلم أُشعل فيه مصباح
فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكبر الصحابة خلفه
ثم ضرب ضربة أخرى
فأبرقت مثلها
فكبر وكبر أصحابه خلفه
[[ من غير ان يسألوه لماذا التكبير ]]
ثم ضرب ضربة ثالثة فأبرقت
فكبر وكبروا
فأنهالت الصخرة كالكثيب [[ يعني كأنها تل من الرمل ]]
فقال لهم :_دونكم وصخرتكم ، فأخذوا يجرفونها بالمسحاة
قالوا :_ يا رسول الله أبرقت ثلاثاً ، فكبرت فما سر ذلك ؟؟
قال :_ عندما برقت لي المرة الأولى
أضيئت لي القصور الحمر من ارض الروم ، واخبرني جبريل انكم ظاهرون عليها وتنفق كنوزها في سبيل الله
وعندما أبرقت المرة الثانية
أضيئت لي قصور كسرى ، وإني رأيت قصوره كأنها أنياب الفيلة
ثم ألتفت الى سلمان
قال :_ يا سلمان أليس فيها كذا وكذا وكذا ؟[[ لأنها بلده ]]
يقول سلمان :_ والذي بعثه بالحق أخذ يصف لي قصور كسرى وكأنه يعيش فيها
وكلما قال وصف
اقول :_ أشهد أنك رسول الله
قال :_ والذي نفسي بيده يا سلمان ، لتفتحنا قصور كسرى وقصور قيصر ، فلا قيصر بعده ، ولا كسرى، ولتنفق كنوزهما كلها في سبيل
ولكن هذا يكون بعدي يا سلمان [[ يعني بعد موتي ]]
يقول سلمان [[وهو راوي الحديث ]]
والذي بعثه بالحق لقد رأيت هذا كله ، وكان سلمان هو امير المدائن في خلافة عمر بن الخطاب
_________
{{ وعد رسول الله لن يتخلف ابداً على الإطلاق }}
اتعلمون لماذا أركز لكم في السيرة على هذا الموضوع ؟؟
حتى لا تيأسوا من عدة شهور أو عامين او ثلاثة ، ولتعلموا ان المستقبل لكم موعودين بنصر الله ويعلو كعبكم ، مهما تكالبت عليكم الأمم ، انتم منصورون لا محال
[[ يوم الحجر والشجرة قادم لا محال وانتم او ابنائكم اهلٌ له فأستعدوا لذلك اليوم {{ بالتقوى والصبر }} ولن تجدوا مثل السيرة على الإطلاق تقوي ايمانكم وقلوبكم بالنور ، وتقويكم على التقوى ]]
_________
قال وفي الثالثة عندما أبرقت
اضأت لي ارض عدن [[ اي اليمن ]] والله إني لأنظر أبواب صنعاء من مكاني هذا
وكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل كله يصلي ويدعو الله
صلاة وتهجد
١_صلاة
٢_وتضرع لله ودعاء
٣_وقائد وإمام ….. في آن واحد
{{ صلى الله عليه وسلم }}
___________
عندما رأى الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم وقد ربط حجر على بطنه من شدة الجوع
كان هناك رجل من الصحابة اسمه {{ جابر بن عبدالله }}
[[ أبوه عبدالله بن جبير تذكرون هذا الإسم أمير الرماة يوم أحد الذي لم يتحرك من مكانه وقتل رضي الله عنه ، هذا ابنه جابر ]]
رأى {{ جابر بن عبد الله }} النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ربط الحجر على بطنه من شدة الجوع
فلم يحتمل {{ جابر }} أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعاني ذلك الجوع
فاستأذن {{ جابر }} النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب الى بيته،
قال: _ يا رسول  الله ائذن لي الى البيت
فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم ، فذهب {{ جابر }} الى زوجته وقال لها:_يا ام عبد الله
رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم ، شيئاً لا أصبر عليه
رأيته يربط الحجر على بطنه ، من شدة الجوع ، كيف يجوع رسول الله بيننا ، فهل عندك طعام الليلة ؟
قالت: _ حفنة من شعير وشويهة [[ الشويهة انثى الماعز صغيرة بالعمر ما بيكون فيها لحم كثير ]]
قال :_ و كم عندنا من شعير ؟؟
قالت :_ حفنة [[ يعني يادوب نص كيلو ]]
فقاما فذبحا الشاة ، وطحنا الشعير
ووضعوا اللحم في البرمة [[ ما نسميه اليوم طنجرة يضعوها على الحجارة ويوقدون تحت الحطب ]]
فأنتظروا حتى قرب أن ينضج
فقام جابر ليدعو رسول الله
_________
فقالت زوجته :_ يا جابر لا تفضحني مع الناس فليس عندنا ما نطعم احد
إلا رسول الله وان كان معه ، نفر من أصحابه [[ يعني لا تعزم إلا رسول الله واثنين او ثلاثة معه بالكتير ، لا تفضحني الأكل لا يكفي ، ماعز صغيرة ما بيطلع منها ٣ كيلو لحم ]]
قال :_ لا عليك أصنعي ما قلت
وذهب {{ جابر }} الى الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول جابر:_فذهبت الى رسول الله ، وخلوت به
وقلت :_ يا رسول  الله بأبي أنت وأمي ، رأيت الجوع في وجهك
وإن عندنا طُعيم نريد أن نقدمه لك [[ طعيم تصغير لكلمة طعام يعني كم لقمة ما عنا طبخة ليست كبيرة ]]
نريد أن تحضر عندنا يا رسول الله انت و رجلان معك أو ثلاثة
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ وكم هو طعامك يا جابر ؟؟
فقلت :_ شويهة وحفنة شعير [[ مش محزرة ]]
فقال صلى الله عليه وسلم :ما شاء الله ، كثيرٌ طيب
ثم نادى النبي صلى الله عليه وسلم بأعلى صوته
وقال :_ ياااا بلال ، اصرخ في اهل الخندق ، أن حيهلا
[[ اي تعالوا مسرعين هلموا ، اهلا وسهلا ]]
اصرخ في اهل الخندق ، أن حيهلا ، فقد صنع لكم جابر {{ سؤرا }}
[[ والصحابة لا يعرفون معنى سؤرا ]]
فضحك سلمان الفارسي
وقال :_فداك أبي وأمي يا رسول  الله ، من اعلمك بكلمة {{ سؤر }} ؟ !!!
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ أليست هي لغتكم في فارس ، إذا كان عندكم وليمة عظيمة قلتم عنها {{ سؤرا }}
قال :_ أجل والذي بعثك بالحق
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_وإن الخندق خندق سلمان
[[ يعني انت صاحب الخندق يا سلمان واليوم رح نحكي بلغتك ]]
فقام الجيش كله ، وارتبك {{ جابر }}
قال جابر :_ فدارت بي الارض حيرةً ، وخجلاً ، فلا أستطيع أن ارد قول الرسول ، ولا أدري ما اقول للناس ؟ !!
قال جابر :_ وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلي وشبك يده بيدي
وهو يقول :_ كم طعامكم يا جابر ؟؟
وأقول له شويهة وحفنة شعير !!!!!
فيقول :_ كثير طيب ، كثير طيب
________
ومشى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومشى معه كل أهل الخندق
حتى اذا دنى من المدينة
قال :_ انطلق يا جابر
فأخبر زوجتك لا تخبز عجينها ، ولا تنزل برمتها عن لنار حتى أحضر
__________
ذهب الى زوجته مسرعا ، فلما دخل
قالت له :_ هل حضر رسول الله ولبى دعوتك ؟؟
فقال لها وقد تغير لونه
قال :_ نعم ، نعم ومعه أهل الخندق جميعاً
فصاحت في جابر وقالت :_ ويحك بك وبك [[ يعني تعنفه ]]
ماذا سنطعم الناس الليلة ؟؟ !!!!
هل انت دعوتهم ام رسول الله ؟؟
قال :_والله ما دعوتهم ، إنما رسول الله دعاهم ، وجاء بأهل الخندق جميعا مهاجرين وأنصار
قالت له :_ هل سألك ، وأعلمته أن الطعام لا يكفي الا رجل أو رجلين؟
فقال جابر: – نعم !
فقالت زوجة جابر:_ الله ورسوله أعلم ، لا عليك إن لرسول الله شأن الليلة
قال جابر :_ فلما قالت ذلك ، كشفت عني غماً شديداً

[[ هكذا فلتكن النساء أطمئنت وطمئنت زوجها ، مش يجي مهموم تزيد همه ومخاوفه ، بيحكيلها صار عندي مشكلة و تركت عملي ، وتبلش والجمعية كيف ندفعها واجار البيت والقسط ، والأولاد ، أما الزوجة العاقلة تصبره ، و ليش زعلان معلش كله خير ، الله الذي يرزقنا مش انت ، وبكرة بتلاقي عمل احسن من الذي قبله وبكرة بذكرك ، انت توكل على الله ولا تزعل
ما أجمل المرأة العاقلة ، فإنها رزق ونعمة من الله للزوج ]]
اطمئنت وطمئنت زوجها
يسأل التابعون جابر
كم عددكم تلك الليلة يا جابر ؟؟
قال :_ ثلاثة عشرة مئة[[ يعني ١٣٠٠ رجل ]]
فلما وصلوا جلسوا بين النخيل [[ ما في بيت يوسعهم ]]
___________
ثم دخل صلى الله عليه وسلم على جابر
قال :_ أين طعامكم ؟؟
قالوا :_ هذا هو يا رسول الله
فوضع العجين وقال بيديه هكذا وهكذا [[ اي أخذ يجور العجين ]]
ثم قرأ من القران ما شاء له الله ان يقرأ
ثم نفث فيه
[[ لا كما تقول بعض كتب السيرة بصق فيه ، لا
مع أنه بصقته تاج رؤوسنا صلى الله عليه وسلم ، وإن بصاقه أطهر من كل طاهر
إلا ان {{ مكارم أخلاقه }} تأبى عليه ان يبصق معنى نفث اي نفخ فيه نفخة خفيفة ، هوووف ]]
قرأ من القران ما شاء له الله ان يقرأ
ثم نفث فيه
ثم رد العجين على بعضه وستره
قال :_ أين برمتكم ؟
قالوا :_ ها هي على النار فكشفها وصنع فيها ما صنع للعجين ثم سترها
ثم اخذ يقطع العجين
ويقول :_ يا ام عبد الله ، اخبزي واستري ما تخبزي [[ يعني الخبز اللي بيطلع غطيه ]]
فمازال يقطع ويرمي لها ، وهي تخبز
ويقطع ويرمي
يقول جابر :_ والذي بعثه بالحق نبياً ، حتى أصبحت دارنا تل من الخبز
ثم قال :_ إلينا بالأدوات ، واستعيروا من جيرانكم [[ يعني صحون ]]
ثم قام وقال لاصحابه :_لا تطاغطوا عشرة فعشرة
[[ لا تتزاحموا الأكل كثير ، كل عشرة يقعدوا على صحن ]]
فجاؤوا له بالأدوات
فوضعها صلى الله عليه وسلم ، واخذ يكسر من الخبز، ويضع عليه المرق ، ثم يأخذ اللحم ويفته ويدفعه الى أصحابه
ويقول لهم :_ كلوا واشبعوا لا عليكم كثير طيب ، كثيرٌ طيب
[[ يعني لا تجاملوا تقولوا نخلي لبعضنا شوي ، لا الطعام كثير طيب ]]
قال جابر وهذا الحديث في[[ البخاري ومسلم اخرجه الشيخان ]]
قال :_والذي بعثه بالحق لقد مضى اصحابنا يأكلون سائر الليل حتى شبعوا وانصرفوا منتصف الليل
ورسول الله يقطع من العجين ويسكب من المرق ويفت من اللحم
حتى قال :_ هل بقي من احد ؟؟
قلت :_ لا يا رسول  الله انصرفوا جميعاً
فجلس صلى الله عليه وسلم واكل هو آخرهم
ثم ألتفت لزوجة جابر
وقال لها :_ كُلي هذا وأهدي [[ أي اطعمي الناس ]] فإن الناس أصابتهم مجاعة
يقول جابر :_ والذي بعثه بالحق نبياً ، فإذا عجيننا كما هو وبرمتنا كما هي
__________
من اين اطعمتهم يا سيدي ويا حبيبي يا رسول الله ؟؟
هذا الذي يطعم الجيش ، ولا يرضى أن يأكل وغيره جائع ، هذا هو القائد الذي يقول لأصحابه إنما انا رجل مثلكم
ويربط على بطنه الحجر
لأنه يأخذ بالاسباب
هذا إذا وقف يوم القيامة والنار ، قد علا صوتها وفزع الخلائق جميعا منها
عند رؤيتها والملائكة ممسكة بها بسبعون ألف زمام
وعلى كل زمام سبعون الف من الملائكة يمسكون بها ولو تركوها لأتت على الخلائق جميعا ما أبقت منهم أحد
تكاد تميز من الغيظ
وجثى الانبياء على ركبهم وجبريل لاذ بساق العرش يقول نفسي نفسي
وقد غضب الله غضباً لم يغضب مثله من قبل
فيقف ويقول امام جميع الخلق
{{ أنا لها وإن ثقلت فإن ربي لا يُكلم }}
فإذا قام صلى الله عليه وسلم يدعو ربه
وقال :_ يارب
وقد علا صوت جهنم بالضجيج
يصرخ مالك خازن النار بجهنم :_ أصمتِ فإن محمدا يناجي ربه فتصمت [[ أدبا وتوقيرا لحبيب الله كي لا يعلو صوتها على صوته ]]
هذا حبيب الله ، وخير خلق الله صلى الله عليه وسلم
هذا الذي اذا دعى فإن دعوته لا ترد على الإطلاق
يحفر الخندق ، ويربط الحجر على بطنه من الجوع ويأخذ بالاسباب
وبعض الناس اليوم
يقولوا :_ معقول كل المسلمين ما في صالحين يدعو على اليهود ؟؟
بالله عليكم يدعون على اليهود كيف ؟؟
أعدوا العدة أولاً ، وخذوا بالأسباب ، وارجعوا الى الله
وسترون بعدها {{ إن صدقتم الله يصدقكم }}

يتبع إن شاء الله