هذا الحبيب 173  – السيرة النبوية العطرة (( محاولة اختراق الخندق ))

هذا الحبيب 173  - السيرة النبوية العطرة (( محاولة اختراق الخندق ))

هذا الحبيب 173  – السيرة النبوية العطرة (( محاولة اختراق الخندق ))
____________
وصل جيش الأحزاب للمدينة المنورة ، وذهلوا عندما رآوا الخندق
فكان طول الخندق حوالي {{ ٦ كم }} وعرضه {{ ٨ متر }}
وعمقه {{ ٤ متر }}
فلا يستطيع أحد اذا سقط فيه أن يخرج منه
وبلغت المخلفات من تراب وحجارة وصخور
حوالي {{ ٣٠٠ ألف متر مكعب }}
وجعل المسلمون مخلفات الحفر ناحية المدينة ، فشكلت ساترا يمكن للمسلمين الإختباء خلفه ، ورمي جنود العدو بالسهام اذا حاولوا العبور أو حتى الإقتراب من الخندق
وتوزع المسلمون أمام الخندق
ليمنعوا المشركين من أي محاولة للتخطي وعبور الخندق، أو أي محاولة لردم جزء من الخندق، ومن ثم العبور عليه والوصول الى المدينة
____________
وصلت الأحزاب الى المدينة ففوجئت بالخندق ، وكان كما ذكرنا ، أمر لم تعرفه العرب من قبل
ووقف {{ أبو سفيان بن حرب }} سيد قريش
وقال :_ هذه حيلة لم تعرفها العرب !!!!
فقال له حيي بن أخطب سيد يهود
قال :_ سمعت أن بين أصحاب محمد رجل فارسي ، وهذه مكيدته وأظن هو الذي أشار عليهم بحفر الخندق
وشاهد المسلمون هذا الجيش الضخم ، وهو عدد لم تشهده الجزيرة العربية من قبل {{ ١٠ آلاف مقاتل }}
ولكن عندما شاهد الصحابة هذا العدد الكبير الضخم
قالوا :_ هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله
فأنزل الله قوله تعالى
{{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا }}
_________
وتمركز المسلمون خلف الخندق ، وكانت مقر قيادة النبي صلى الله عليه وسلم عند جبل {{ سلع }}
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم
أن تكون النساء والأطفال داخل الحصون
بحيث اذا حدث اقتحام للخندق ، ووقعت {{ حرب شوارع }} تكون النساء والأطفال داخل الحصون
____________
أخذ فرسان المشركين يدورون حول الخندق غضبا ، يحاولون أن يجدوا نقطة ضعف ينفذون منها الى المدينة
وأخذ المسلمون يرمونهم بالسهام حتى لا يقتربوا من الخندق أو أن يحاولوا أن يردموا جزء من الخندق فيبنوا طريقا يعبروا عليه
وبدأت مناوشات بين الطرفين
كان المشركون فيها مصرون على اقتحام الخندق، واستبسل المسلمون في المقابل في منع المشركين من ذلك
_________
عز على قريش أن تقف خيالتها وفرسانها وقادتها ، مكتوفي الأيدي أمام الخندق
فأخذوا يستفزون بعضهم بعضاً
ما بين
١_خالد بن الوليد
٢_وعكرمة بن ابي جهل
٤_ وصفوان بن امية
٥_ وعمرو بن ود
_________
واستطاع رجال من فرسان المشركين ، اقتحام الخندق في أحد الأماكن الضيقة
فجالوا بخيلهم [[ يعني من باب التنشيط ]]
اقبالاً ، وادباراً ، اقبلاً وادباراً ، حتى حمسوها
وجاؤوا الى أضيق مكان في الخندق
واقتحموا الخندق
فأقتحمت الخيل الخندق بثلاثة رجال منهم
عكرمة بن أبي جهل ، ورجل من ربيعة ، وعلى رأسهم
{{ عمرو بن ود }}
________
من هو {{ عمرو بن ود }} ؟؟
رجل كبير في العمر قارب على {{ ٩٠ عام }}
ولكنه مضرب الامثال في الشجاعة والبطولة في قريش
كان أقوى فارس في الجزيرة العربية
ويطلق عليه {{ فارس العرب }}
وأطلق عليه {{ بطل العرب}}
وأطلق عليه أيضاً {{ فارس ياليل }}
وقصة هذا اللقب أنه كان يسير في احدى الليالي بفرسه مع عدد من أصحابه
فهجم عليه {{ ١٠ فرسان }} من قطاع الطرق في وادِ
فهرب كل أصحابه
وأخذ هو يصارعهم وحده حتى قتلهم جميعا ، فعرف من ذلك اليوم {{ بفارس ياليل }}
هذا الرجل شهد بدراً ، وقاتل قتال الابطال ، وأصابته الجراح ولكنه لم يمت
وعندما فر قومه فر معهم ، ولم يشهد {{ أحُد }} لأن جراحه في بدر ما زالت تؤثر به
فجاء اليوم مع الاحزاب
وكان قد حرم على نفسه منذ يوم بدر الدهن [[ يعني لن يمس راسه الدهن ، الزيت ]]
حتى يأخذ بثأره من المسلمين
عجز عن القدوم في {{ أحد }} وها هو اليوم جاء ليأخذ الثأر [[ يعني ٣ سنوات لم يمس رأسه الدهن ]]
يقول الصحابة عندما رأوه
عندما حضر للخندق ، كان ثائر الرأس
[[ يعني شعره منفوش منكوش منشف ]]
وكان معلماً بعلامة [[ يعني وضع علامة تميزه عن غيره ]]
وكان قد أقسم قبل أن يخرج من مكة
لن يرجع إلا منتصراً … او محمولاً
وكما قلنا أشرف عمره على {{ ٩٠ عام }}
[[ مش تفكروه كان ختيار مكحكح مثل ايامنا اليوم ما بيوصل الواحد فينا ٧٠ سنة بده اربعة يقيموه ليوقف ، الذي اقتحم الخندق وكان اول من يصل الى ارض المدينة من بين {{ ١٠ آلاف مقاتل }} لا يوصف بهذا الوصف ]]
______________
اقتحموا الخندق ، فأصبح موضعهم داخل ارض المدينة بين الخندق وجبل سلع
وجبل سلع كما قلنا قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم ظهراً له
ونادى {{عمرو بن ود }}
من للمبارزة يا أصحاب محمد ؟؟
أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها؟
هل فيكم من أرسله إلى الجنة ، أو يدفعني إلى النار؟
فوثب له على التو والفور
{{ علي بن أبي طالب رضي الله عنه }}
وكان عمره {{ ٢٣ عام }}
نادى من يبارز … فوثب علي فوراً
واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال :_ انا له يا رسول الله
فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم
[[ لم يمسك به النبي خليك يا ابن عمي خلي غيرك هذا عمرو لا لا ، وخاف الصحابة فلم يقم له إلا علي ، كل هذه الروايات مكذوبة ولا تدخل العقل ، وللأسف مذكورة في الكثير من كتب السيرة ، وللأسف ايدي التدنيس واضحة لتلميع علي رضي الله عنه والإنتقاص من شأن الصحابة جميعا ]]
على التو والفور ، نهض علي بن ابي طالب رضي الله عنه
وقال :_ أنا له يا رسول الله
وقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ نعم وعلى بركة الله
ثم اخذ النبي صلى الله عليه وسلم سيفه عن جنبه
واعطاه لعلي
وقال له :_ هذا سيف {{ محمد رسول الله }}
ثم اخذ قطعة قماش وجدلها على رأس علي
وقال له :_قم على بركة الله ، اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته
ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم : _ تقدم يا علي
___________
فانطلق اليه {{ علي بن أبي طالب }} وهو يقول شعرا
لا تعجلنّ فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نيّة وبصيرة والصدق منجي كلّ فائز
إنّي لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى صوتها بعد الهزاهز

{{ لا تعجلنَّ فقد أتاك … مجيبُ صوتكَ غير عاجزْ }}
[[ يعني لا تستعجل وانت تنادي فقد اتاك من يجيب نداءك بسرعة وليس متكاسل ]]

{{ ذُونية وَبصيرة … والصدقُ مُنجي كلّ فائز }}
[[ ذو نية وعقيدة مؤمن بالله جندي من جنوده ، وذو بصيرة يقاتل في سبيل الله ليس مضلل على بصيرة من دينه صادق مع الله ]]

{{ إنّي لأرجو أن أُقيمَ … عليكَ نائحة الجنائزْ }}
[[ اني لأرجو .. يرجو من ؟؟ يرجو الله ، مش معتمد على نفسه يرجو الله ان يصل خبر عمرو لمكة وتنوح على مقتله نساء مكة ]]

{{ مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى … ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ }}
[[ اي من ضربة مميزة موفقة قوية قاضية ، عندما تذكر بالتاريخ يذكروا مقتلك من هالضربة ، ولقد استجاب الله لك يا ابن عم رسول الله وها نحن الى اليوم نذكرها الآن ]]
لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم شعر علي
قال {{ قام الإيمان كله ، الى الكفر كله }}
[[ يعني النبي يقول للصحابة انظروا الآن الجولة بين الايمان والكفر ]]
__________
ومشى إليه {{ علي رضي الله عنه }} على قدميه لم يركب فرس
و{{ عمرو بن ود }} على فرسه يجول ويصول
ثمّ خاطب ابن عبد ودٍ
قال :_ يا عمرو ، إنك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى اثنتين ، إلا اخترت خيرهما
[[هيك بسمع عنك تقول العرب إذا خيروك بين أمرين أخترت أحسنهما ]]
وإني مخيرك بين ثلاث
[[ مش اثنين ، ثلاثة واللي بيخيرك بين ثلاث ماضيق عليك ]]

قال عمرو:_ أجل
فقال علي :_فإني أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ، وتسلم لرب العالمين

فقال عمرو :_ يا ابن أخي أخر عني هذه
[[ ابن اخي كلمة تودد عند العرب وهذا الطلب مرفوض هات غيرها ]]
فقال له علي :_ أما أنها خير لك لو أخذتها
أما الثانية
ترجع إلى بلادك ، وتحمل قومك على العودة ، وتدع محمدا فإنه رجل منكم و عزه عزكم وشأنه شأنكم
فإن يك محمد صادقا كنت أسعد الناس به، وإن يك غير ذلك كان الذي تريد
فقال: _هذا ما لا تتحدث به نساء قريش أبداً
ثم قال علي :_ فالثالثة ، أدعوك إلى البراز
فقال عمرو :_فمن أنت يا ابن اخي ؟؟
قال :_ أنا {{ علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم }}
قال عمرو:_ يا فتى إن أباك كان وداً لي [[ اي صديقي المقرب صاحبي الروح بالروح ]]
وإني اكره ان اهرق دمك [[ لان ابوك صاحبي ]]
وإن من أعمامك من هو أسنّ منك فأرجع من حيث أتيت وليبرز لي غيرك
و إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك ، وقد كان أبوك لي نديماً
فردَّ علي رضي الله عنه عليه
وقال :_ أما انا فإني أبغض الكفر فيك ، وإن أحب شيء الى قلبي اليوم أن أهرق دمك
فأستفزه وثار وغضب غضباً شديداً
فجال بالفرس جولتين ثم أسرع
وسل سيفه كأنه شعلة نار
وأقبل عمرو مهاجماً علي ، ورفع السيف فوق علي يريد أن يضربه
فتلقاها علي بالترس ، فعلق سيف عمرو في ترس علي
فضربه علي ضربةً واحدة …. فإذا هو قتيل
[[ّضربة واحدة كما دعا الله وكان يرجو {{ مِنْ ضَرْبَة نَجلاء يَبقى ذكرُها عِندَ الهَزاهِزْ }} رجال صدقوا الله فصدقهم كما دعا الله تماماً ]]
ضربة واحدة فإذا هو قتيل
فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وكبر الصحابة وعلا صوتهم بالتكبير
___________
عندما رأى الذين اقتحموا الخندق ، من المشركين مع
{{ عمرو بن ود}}
مقتله بهذا الشكل على يد {{ علي رضي الله عنه }}
أسرعوا بالفرار
فأما {{ عكرمة بن ابي جهل }} ألقى السيف والرمح من يده لكي لا يعيقه الهرب من الخندق
هرب بشكل جنوني
ولما هرب رجل من المشركين ايضاً
لحقه {{ الزبير بن العوام رضي الله عنه }} أدركه عند حافة الخندق
وعلاه بالسيف ، فضربه بالسيف ، من على عاتقه فقسمه نصفين حتى وصل السيف الى ظهر الفرس فأتمها
فكان قد قسمه والفرس الذي يركبه الى نصفين
فقال الصحابة للزبير :_ ياله من سيف !!!
[[ يعني شو هالسيف اللي معك ]]
قال لهم :_ بل قولوا يالها من ساعد ، والله ماكان السيف إنما هو ساعد أستعان بالله عليه
________
وحينما قتل علي {{ عمرو }}
أقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يتهلل فقال له الصحابة :_ هلاّ سلبته يا علي درعه ، فإنه ليس في العرب درع مثلها؟
فألتفت علي الى الجهة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم
بأدب وأطرق رأسه
وقال :_ عندما ضربته يا رسول الله وسقط على الارض استقبلني بسوءته[[ يعني مش لابس سروال ظهرت عورته كما هي ]] فأستحييت أن انظر إليه
___________
فلما هرب {{ عكرمة بن ابي جهل }} بهذا الشكل المخزي
قام {{ حسان بن ثابت رضي الله عنه }} يهجو عكرمة
والشعر كان له تأثير عليهم اكثر من السيف
فقال
فَرَّ وَأَلقى لَنا رُمحَهُ … لَعَلَّكَ عِكرِمَ لَم تَفعَلِ
[[ ياريتك ما هربت بهذا الشكل المهين يا عكرمة ]]

وَوَلَّيتَ تَعدو كَعَدوِ الظَليمِ
[[ الظليم ذكر النعامة تخيلوا ذكر النعامة عندما يركض كيف يكون شكله ، استهزاء ]]

ما إِن تَجورُ عَنِ المَعدِلِ
[[ يعني راكض لهدف معين الى هناك لعند قريش لا يمين ولا شمال بس اوصل هناك لعند قريش ما بدي شي ]]

وَلَم تُلقِ ظَهرَكَ مُستَأنِساً
[[ يعني ما نظرت لخلفك من الخوف ولا مرة ]]

كَأَنَّ قَفاكَ قَفا فُرعُلِ
[[ يشبه خلفيته بالهرب كخلفية فرعل وهو ابن الضبع الصغير]]
فتأثر عكرمة واشتعل غضباً من هذا الشعر
____________
ولم رجع عكرمة لابي سفيان ، من غير سيف، ولا رمح ،وقتل عمرو بن ود
قال ابو سفيان :_ هذا يوم ليس لنا به نصيب
امطروهم نبالكم
فأخذوا يتراشقون النبال
واخذ الصحابة يردوا عليهم بالنبل
حتى شغلوهم عن صلاة
الظهر
والعصر
والمغرب
غابت الشمس ، ولم يصلوا وهم ثابتين مكانهم
[[ولم تكن صلاة الخوف قد شرعت بعد]]
حتى كادت أن يسقط قرص الشمس
قاموا للصلاة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم
بلال ان يؤذن ثم اقام
فصلى بهم الظهر ركعتين
ثم اقام
فصلى بهم العصر ركعتين
ثم اقام
فصلى بهم المغرب
وكان قد دخل العشاء فقام وصلى بهم العشاء
[[ من اراد الدليل من اصحاب اين دليلك ؟؟ موجود بالبخاري ومسلم والصحاح كله ]]
{{ اربع اوقات في وقت واحد }}
ثم قال صلى الله عليه وسلم {{ لقد شغلونا عن صلاة الوسطى ملأ الله قبورهم ناراً }}
لماذا قبورهم ؟؟
لانه من مات وقد ختم عليه بالكفر ، استحق له أن يمتلء قبره ناراً
بعض الروايات من المؤسف في السيرة
يقولون :_ملأ الله بيوتهم و قلوبهم
وهذه الروايات ضعيفة اولاً
ثانياً
كيف يملأ الله قلوبهم ناراً ؟؟
لعله يتوب لعله يسلم ، وبعد ذلك سنرى أن الكثير منهم اسلموا وانضموا للصحابة
ملأ الله قبورهم وليس قلوبهم ، إنما الاعمال بالخواتيم
ورسالة لمن ينكرون عذاب القبر
هذا الدعاء من النبي صلى عليه وسلم ان يملأ الله قبورهم نارا
[[ إذا لم يكن المقصود بهذه النار في قبورهم العذاب ، فما المقصود منه إذن ؟؟ هل نار في قبورهم للإنارة وإلا للتدفئة ]]