هذا الحبيب 180 – السيرة النبوية العطرة (( سرية زيد بن حارثة ))
__________
قلنا في الجزء السابق أن العام السادس للهجرة ، كان عام {{ السرايا }}
وقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يأدب العرب حول المدينة ممن تحزبوا مع الأحزاب وتجمعوا لغزو المدينة
فكما أمّنَ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بأقتلاع جرثومة الفساد من داخلها من أخوة القردة والخنازير {{ بني قريظة }}
أراد صلى الله عليه وسلم أن يأمنها من خارجها
وقد أتيت لكم على سرية {{ محمد بن مسلمة }} رضي الله عنه
ونأخذ اليوم نموذج آخر عن هذه السرايا أختم به حديثي ، لننتقل بعده الى {{ الحديبية }}
___________
في {{ جمادى الأول }} من السنة السادسة من الهجرة
أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم {{ زيد بن حارثة }} رضي الله عنه
ومعه{{ ١٧٠ راكبا }} الى {{ العيص}} لاعتراض عير لقريش
[[والعيص هو مكان يبعد عن المدينة ٢٢٠ كم، وهو في طريق تجارة قريش الى الشام، وهذه هي ثاني مرة يرسل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم سرية الى هذا المكان لاعتراض عير لقريش، وكانت المرة الأولى، هي أول سرية يرسها الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندما أرسل عمه {{حمزة بن عبد المطلب }} رضي الله عنه ،في الشهر السابع من الهجرة لاعتراض عير قريش ، وكانت أول سرية في الاسلام ]]
___________
خرجت سرية {{ زيد بن حارثة }} الى {{العيص }} لاعتراض عير لقريش في اطار {{ الحصار الاقتصادي }} والحرب الإقتصادية التي يشنها الرسول صلى الله عليه وسلم على قريش واستطاعت سرية {{ زيد بن حارثة }} أن تستولي على القافلة بالكامل وأسروا بعض رجالها، بينما أفلت قائد العير وهو {{ أبو العاص بن الربيع }}
أتذكرون هذا الأسم ؟؟
أبو العاص بن الربيع ، هو الذي كان متزوجا من السيدة {{ زينب }} بنت الرسول صلى الله عليه وسلم
وقد ذكرت لكم قصته
__________
السيرة النبوية أصبحت آمانة في أعناقكم ، كل مؤمن قرأها فهو مسؤول حسب أستطاعته في نشرها
فهو علم وفي زماننا من السهل نشره ، وأنتم من أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مهمتكم بعد موت نبيكم صلى الله عليه وسلم ، نقل مفهوم هذا الدين الى الناس ، ولن تجدوا مثل السيرة للتأسي
فالسيرة هي {{ الدين كله }}
كيف لا ؟؟
وهي الترجمة العملية لهذا الدين ، متمثلة بسلوك
{{ النبي صلى الله عليه وسلم }} وأصحابه الكرام
وسلوكهم كان تطبيقاً عملياً ، في كل يوم لِما يتنزل عليهم من وحي
وقد أنزل الله على نبيه في حجة الوداع قوله
{{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }}
شهادة من الله ، أن الدين قد كمُل ، والنعمة قد تمتّ ، وأن الإسلام أصبح واقعاً مترجماً على الارض
فشهادة من الله
أن كل صحابي جليل كان مع النبي صلى الله عليه وسلم كان {{ قرآن متحركاً }} يسير على الأرض
فمن أراد أن يتعلم دينه ، فعليه بالسيرة
وانتم متابعون السيرة ، و قد لمستم ذلك وقد وصلنا الى عدد الاجزاء {{ ٢٠٠ }}
واصبح مفهوم الدين لديكم واضح ، في كثير من الأمور التي كنتم تجهلونها من قبل
فلقد تعلمتم الكثير ، صغاراً وكباراً مما لا يعرفه الكثير من الدعاة هذه الأيام
فمن يسلك الطريق الى الله بلا مرشد ، سيستغرق مائة عام في رحلة لا تحتاج سوى يومين
وخير مرشد لنا في ديننا {{ السيرة النبوية العطرة }}
___________
فمن أراد العقيدة يجدها في السيرة
كيف لا ؟؟ وهي عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام
ففيها العبادات
وفيها السياسة
وفيها تربية الرجال
وفيها كيف نتعامل مع عدونا {{ سلماً وحرباً }} بعهود أو بنقض عهود
فالسيرة يا أحباب رسول الله هي {{ الدين كله }}
فالسيرة يا عباد الله ، السيرة يا احباب الله ، السيرة يا خير امة ، السيرة {{ للتأسي لا للتسلي }}
لنرى قدوتنا التي نصبها الله لنا ، كيف كان ؟
فنسير على خطاه
بنص القرآن الكريم
{{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }}
إذن من كان يرجو وجه الله، والقرب من الله ، وهو من العابدين الذاكرين لله
فأسوته {{ محمد رسول الله }} صلى الله عليه وسلم
__________
انشروا سيرة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، ولا تكونوا ممن كتم علماً
فيأتي الناس يوم القيامة ، من قرابته واصدقائه يحآجونه امام الله
لماذا لم تخبرنا في الدنيا ، وقد علمت ؟؟
لماذا كتمت عنا ما كنت تعلم ؟؟
لعله كان علمك الذي كتمته ، يُصلح حالنا في الدنيا لو اخبرتنا
فلا تكونوا ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم
{{ من كتم علما يَعلمه جاء يوم القيامة مُلْجَمًا بِلِجَام من نار }}
بل كونوا من خيار هذه الأمة الذين تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
لتشملكم هذه الآية
{{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }}
وانشروها كما شئتم ، وخذوا منها ما شئتم ، وليس من الضروري اسم الكاتب على الاطلاق ، ولا اعتبره سرقة لا !!
بل هو واجب عليك وأنت ملزم به
فمن واجبك نشر سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك