هذا الحبيب 182  – السيرة النبوية العطرة (( مفاوضات الحديبية ))

هذا الحبيب 182  - السيرة النبوية العطرة (( مفاوضات الحديبية ))

هذا الحبيب 182  – السيرة النبوية العطرة (( مفاوضات الحديبية ))
___________
بركت القصواء ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
وفي ذلك الوقت كانت قريش في قمة أرتباكها
لأنها لا تعرف ما الذي تصنعه ؟؟
لا هي قادرة على قتال المسلمين !!!
ولا هي قابلة لدخول المسلمين الى مكة !!!
قال لهم خالد بن الوليد :_ لقد جاؤوا معتمرين محرمين
يقولون :_ وإن جاء معتمراً محرماً ، لا يدخلها علينا عنوة [[ يعني رغم عنا ]]
____________
فماذا فعلت قريش ؟
أرسلت الى زعماء القبائل المحيطة بمكة ، ليحضروا ويشهدوا معهم أن محمداً {{ صلى الله عليه وسلم }} جاء معتدياً الى مكة
فحضر إليهم سريعاً
١- بديل بن ورقاء {{سيد خزاعة }}
٢_ حليس بن علقمة {{ سيد الأحابيش }}
٣_عروة بن مسعود الثقفي {{ سيد الطائف }}
___________
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة
وهو {{ خِراش بن أمية }} رضي الله عنه إلى قريش
ليخبر قريشا أنه جاء معتمراً ، وأنه ولم يأتِ للحرب
ولكن ما ان دخل مكة حتى اعترضته قريش
وعقروا الناقة التي كان يركبها وكادوا يفتكون به
لولا أن منعهم سيد الأحابيش
فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبره بما حدث
___________
فقالت قريش :_ قم يا {{ بديل بن ورقاء }} فأنظر لنا أمر محمد
و {{ بديل بن ورقاء }} يكون سيد {{ خزاعة }}
وخزاعة كان فيها المسلم والكافر
ولكن كانت خزاعة قلوبهم تميل مع النبي صلى الله عليه وسلم مسلمهم وكافرهم
[[ يعني خزاعة كانت متعاطفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواقفها ]]
لماذا لم ترسل قريش أحد من سادتها ؟؟
حتى لا تظهر بمظهر الساعي الى الصلح الخائف من المواجهة فاختارت سيد خزاعة
___________
فقام{{ بديل }} ومعه نفر من رجال قومه
حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وسلم عليه
ثم جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال بديل :_ ما أقدمك الى مكة يا محمد ؟؟{{ صلى الله عليه وسلم }}
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_كما ترى نحن محرمون قد قدمنا الهدي ، وقلدناه واشعرناه [[ شرحت معنى التقليد والاشعار في الجزء السابق ]] نريد أن نعظم هذا البيت ونتطوف به كسائر العرب
ورأى{{ بديل }} صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن اصحابه شعثاً غبراً محرمين وليسوا معتدين ، قد رفعوا اصواتهم بالتلبية
فأراد {{ بديل }}
أن يحل هذه الأمر ، من أجل أن لا يقع بين المسلمين وقريش قتال ، فأخذ يحاول تخويف النبي صلى الله عليه وسلم

فقال :_ يا محمد أنا أصدقك ولكن قومك قد أجمعوا أن لا تدخلها عليهم عنوة
و إني تركت {{ كعب ابن لؤي، وعامر بن لؤي }} قد نزلوا أعداد مياه الحديبية، معهم العُوذ المطَافِيل
[[ كعب وعامر بن لؤي يقصد قبيلة {{ كنانة }} أي جاؤوا معهم العوذ والمطافيل ، اي وصف للأبل التي تحلب والتي لا تحلب اي أنهم مستعدون حتى لو اقاموا سنة لن يسمحوا لك ان تدخل يعني مستعدين يضيعوا موسم الحج وسنة كاملة وهم يحاربوك ولن يسمحوا لك بالدخول ]]

:_ وهم مقاتلوك وصادَوك عن البيت‏
فماذا رد عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟؟

قال له :_ إنا لم نجيء لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين
[[ جواب بمنتهى الرزانة والثقة بالنفس لم يستفزه ، أنا لم آتي لقتال أحد ، جئت أريد العمرة فقط ]]

:_وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم
[[ يعني ما تقوله غير صحيح، قريش لن تقاتلنا ، وأن قريش منهكة ومهزومة ولا تستطيع أن تحارب المسلمين، وقد عادت من الأحزاب فاشلة ]]

:_فإن شاءوا ماددتهم ، ويخلوا بيني وبين الناس
[[ أي تكون هناك هدنة بين المسلمين وبين قريش مدة من الزمن، لا يمنعون فيها أحد أو يرهبونه أو يضغطون عليه في عدم دخوله الاسلام، وكان هذا هو الذي يسعى اليه صلى الله عليه وسلم ]]

:_وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا
[[ النبي صلى الله عليه وسلم ، يعرض عليهم الاسلام للمرة المائة، حتى يذكرهم أنه نبي مرسل من عند الله]]

:_ وإن هم أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي [[ أي تقطع رقبتي ]] أو لينفذن الله أمره
فلم يعرف {{ بديل }} ما يرد به على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه أفحم وسكت
فقال :_ يامحمد سأبلغهم ما تقول ، فإنما أنا رسول بينك وبينهم
ثم رجع {{ بديل بن ورقاء }} الى قريش وحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم
ونصحهم ألا يصدونه عن البيت فإن من حق كل العرب حج هذا البيت وهو جاء محرماً معتمراً ، لا مقاتلاً ومعتدياً كما تزعمون
ولكن قريش
اتهمت {{ بديل}} وان له ميل للنبي صلى الله عليه وسلم وقالت له :_ اجلس ، لم تكفنا شيئاً
[[ يعني ما استفدنا منك شي ]]
_____________
وأختارت قريش أن ترسل رجل آخر ، لا يكون ميله للنبي صلى الله عليه وسلم
فأختارت
{{ الحليس بن علقمة }} وهو سيد الأحابيش
[[ للتنبيه الأحابيش لا تعني أهل {{ الحبشة }} كم يظن البعض
الأحابيش
هم الأعراب المحيطون بمكة والمدينة ، ليسوا من قريش ولا قبائل معروفة
فهم خليط من الأعراب المحيطين تحبشوا مع بعضهم أي تجمعوا فأطلق عليهم اسم {{ الأحابيش }}
وكانوا قد عاهدوا قريش أن يعينوها في موسم الحج حتى يؤدي الناس حجهم بلا اعتداء ]]
وكان سيد الاحابيش المطاع أمره فيهم
{{ الحليس بن علقمة }}

فأرسلت قريش {{ الحليس بن علقم }} سيد الأحابيش، مع عدد من اصحابه
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، جالساً يرقب من سترسل قريش ؟؟
فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم مقبلًا من بعيد
قال لأصحابه :_
لقد ارسلوا إليكم ، قوم يعظمون البدن وهذا {{ الحليس }} سيد الاحابيش وهو رجل يتأله
[[ اي يتعبد ويعظم شعائر الله وقومه ، متدينون يحترمون من جاء لأداء العمرة ]]
:_ انه رجل يتأله فقدموا الهدي في وجهه ليراه
فلما اقترب ارسلوا الأبل المجهزة للهدي في وجهه
واستقبله الصحابة وهم يلبون
فلما رأى {{ الحليس}} هذا
قال:_ سبحان الله! ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت.

وعاد {{ الحليس }}الى قريش
حتى أنه لم يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، بل رجع مسرعاً [[لانه يعظم شعائر الله ]]
وقال لهم:_ ويحكم يا قريش !!!
تصدون عن البيت من يعظم شعائر الله ؟؟؟
– إني رأيت ما لا يحل منعه، وما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت
واخذ يعنفهم
ويقول :_ إنكم تعنفون على محمد وتسيئون به الظنون ما جاء معتدياً كما تزعمون ، بل جاء معتمرا
فلما اثقل عليهم بالكلام
قالوا له: _ اجلس يا حليس فإنما أنت أعرابي ولا علم لك
[[ يعني شو بفهمك بهذه الأمور ]]
فغضب الحليس وقال
:_ يا معشر قريش ، والله ما على هذا حالفناكم
ولا على هذا عاقدناكم
يُصدّ عن بيت الله الحرام من جاءه معظِّماً؟ !!!!
والذي نفس {{ الحليس }} بيده ، ورب هذا البيت لتخلّون بين محمد وما جاء به
أو لأنفرن بالأحابيش [[ أي اخذ قومي وارحل ]] نفرة رجل واحد حتى أكون مع محمد عليكم
[[ لايعني انه سيدخل الإسلام ، قصده يقف وينصر النبي حتى يدخل مكة ويعتمر ]]
فلما رأت قريش ذلك استرضوه واجلسوه
وقالوا :_ لا عليك يا حليس ، سنأخذ منه ونعطي
[[ يعني ستكون بيننا وبينه مفاوضة ]]
فجلس {{ الحليس }} على حذر وهو يريد أن يقف في وجه قريش إن صدت رسول الله عن اداء العمرة
______________
ثم أختارت قريش بعد ذلك {{ عروة بن مسعود الثقفي}}
وهو سيد الطائف
[[ وهو الذي نزل فيه قول الله تعالى {{ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }}
عندما قال الوليد بن المغيرة ، لو كان ما يقول محمدا حقا
لكن أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم اي مكة و الطائف
إما نزل علي انا الوليد بن المغيرة او سيد الطائف
{{عروة بن مسعود }}
وقد أسلم {{ عروة بن مسعود }} وله قصة استشهاد رائعة بعد حصار الطائف وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عنه أنه يشبه المسيح عيسى عليه السلام ]]
قالت قريش :_ تذهب إليه يا عروة ؟!!!
قال لهم :_ لقد رأيت وسمعت ما كان بينكم ، وبين من أرسلتم قبلي
وانا رجل لا أرضى الإتهام
[[ يعني انتوا ناس لا تحسنوا الظن بأحد ، كل ما ترسلوا واحد ويرجع ، يزكي قدوم محمد ، ويعيب عليكم موقفكم من صده عن البيت ، تكذبوه و تتهموه ، فأنا لا ارضى الإتهام ]]
:_وانتم تعلمون يا سادة قريش
أنكم الوالد ، وانا الولد
[[ لان امه من قريش يعني انتوا اخوالي ، يعني لن اقف مع محمد ضد اخوالي ]]
:_وتعلمون أني جئت بقومي حتى أكون معكم
قالوا :_ أنت لست متهم
قال :_ فإن أتيته وقلت رأيي فيه ، فأنا لا أرضى أن تخالفوني الرأي
فأقنعوه بالذهاب
__________
أرسلت قريش {{ عروة بن مسعود }}
ولم ترسل أحد من سادة قريش ، حتى لا تظهر بمظهر الساعي الى الصلح الخائف من المواجهة
واختارت {{ عروة }} لأنه شخصية معروفة وله مكانته الكبيرة في الجزيرة كلها
أقبل {{عروة بن مسعود }} ومعه رجال من قومه حتى أناخ راحلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أقبل على الرسول
فلما اقترب عروة
وعرفوا أنه سيد {{ ثقيف }} وان ميله مع قريش
خاف الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم الغيلة
[[ أي الغدر ]]
فقام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
اسمه {{ المغيرة ابن شعبة الثقفي }}
[[ يكون {{ عروة }} عمه اخو ابوه يعني الذي سيفاوض النبي هو عم هذا الصحابي الجليل ]]
فلبس {{ المغيرة }} المغفر وتقلد سيفه [[اي حمله ]] و وقف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، يحرسه خوف من ان يغدر به القوم
فجلس {{ عروة }} الى النبي صلى الله عليه وسلم وتربع له النبي وجلس عروة على ركبتيه
فقال عروة :_ لماذا قدمت يا محمد ؟؟
قال :_ ألا ترى يا عروة نحن محرمون ومقلدون الهدي ومشعرون ، رافعين الصوت بالتلبية شعثاً غبراً نريد أن نتطوف بهذا البيت كسائر العرب
قال :_ يا محمد
لقد تركت قريش وقد جمعوا لك، وهم يقسمون بالله لا يخلون بينك وبين البيت
وانك لا تدخلها عنوة [[ اي رغم عنهم ]] وهم لا يرضون أن تدخلها هذا العام ، فإذا أبيت قاتلوك
وقد لبسوا لك جلود النمور[[ اي تعبيراً عن القوة ]]
وإنما أنت من قتالهم بين أحد أمرين
أن تجتاح قومك، ولم نسمع برجلٍ اجتاح أصله قبلك
[[ يعني تقاتل أهلك في بلدك ، وهذا الشيء منكر فهي بلدك وما سمعنا رجل جاء برجال غرباء من خارج بلده ليقتل اهله فليس كل الصحابة من مكة ]]
:_أو بين أن يخذلك من نرى معك، فإني لا أرى معك إلا أوباشاً من الناس، لا أعرف وجوههم ولا أنسابهم
[[ يعني هؤلاء اللي محتمي فيهم اذا قاتلتك قريش سيهربون ويتركوك لانهم عبارة عن عصابة اوباش قطاع طرق ، حتى انا لا اعرفهم ولا اعرف أنساب لهم ]]
__________
فغضب أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
غضب لهذه المقالة ، نحن اوباش الناس ؟؟ لا انساب لنا ؟؟ فهم من صميم قريش وخيارها
فقام ابو بكر ورد عليه بعبارة
لن اخجل من ذكرها ، ما دام ابو بكر قالها في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم
وإن كان بعض من كتب السيرة اختصرها ولم يذكرها
{{ فقالوا :_ قال له كلمة قبيحة وسبه وتجاوزوا عن الكلمة لم يذكروها }}
فحتى لا ينقل الناس إلا الصحيح
ويقولون :_ يا ترى ماذا قال ابو بكر ؟ وهو محرم وفي مجلس النبي صلى الله عليه وسلم
فقام ابو بكر مغضباً ، وعجب الصحابة
ابو بكر !!!!!!!!
المعروف بالحلم ، والهدوء ، والسكينة
ولكن قول عروة
{{ فإني لا أرى معك إلا أوباشاً من الناس، لا أعرف وجوههم ولا أنسابهم }}
قام ابو بكر مغضباً
حبيب قلبي يا ابا بكر الصديق رضي الله عنك وارضاك
كان رد {{ أبو بكر }} قاسيا، بالرغم ما عرف عن أبي بكر بالأدب والرفق واللين
ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على {{ أبي بكر }} ما قاله
و لأن ابا بكر بعد رسول الله ، ومعه معية الله ورسوله ، ويعرف تماماً
ماذا يقال ؟؟
واين يقال ؟؟
ومتى يقال ؟؟
فنحن لسنا كأبي بكر الصديق رضي الله عنه
لأن بعض المواقف لا تحل باللين ولابد لها من العنف، وقد وصف الله تعالى الصحابة فقال
{{ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ }}
_________

صدم {{ عروة }} من رد {{ أبي بكر }} ووصلت له الرسالة واضحة تماما ، أن الصحابة مستعدون بالتضحية بحياتهم في سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم
قال عروة وهو مصدوم ومغضب :_ من هذا يا محمد ؟ !!!!
فأبتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال له :_ ألا تعرف ابن أبي قحافة يا عروة ؟؟ إنه أبا بكر
قال عروة :_ أبا بكر ؟ !!!!!!
قال :_ نعم يا عروة
قال عروة :_ أما والله لولا يدٌ لك عندي لم أجزك بها بعد لأجبتك!
[[ وكان {{ عروة بن مسعود}} قد استعان في حمل دية يعني عليه دم في الجاهلية اي قبل الاسلام ، فكان يطلب عروة من الناس ان يعينوه في دفع الدية ، فأعانه أبو بكر بنصف الدية، فكانت هذه يد أبي بكر عند عروة بن مسعود
فكان لابي بكر فضيلة على عروة فقال {{ أما والله لولا يدٌ لك عندي لم أجزك بها بعد لأجبتك }} اي معروفك السابق يمحو شتمك لي اليوم ]]
___________
ثم رجع {{ عروة }} يكلم النبي صلى الله عليه وسلم
والنبي لا يرد عليه
فأخذ يلاطف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
يمس لحية النبي صلى الله عليه وسلم ، برؤوس اصابعه
[[و ليست هذه الحركة احتقاراً ، بل هي عادة عند العرب بالتودد والتلطف ولكن لا تكون هذه الحركة إلا من سيد الى سيد ومن كبير الى كبير مش اي واحد بيعملها ]]
مد يده للحية النبي صلى الله عليه وسلم ، يلاطفه كعادة العرب حتى يقبل رأيه
[[ قلنا ان المغيرة ابن اخوه لعروة ، واقف على رأس النبي صلى الله عليه وسلم يحرسه خوفاً من الغدر ، وكان يلبس المغفر يعني وجهه مش مبين لا يعرفه عمه عروة ]]
فكان كلما مد {{ عروة }} يده ليمس لحية النبي صلى الله عليه وسلم ويلاطفه
يقرع {{ المغيرة بن شعبة ابن اخوه }} يقرع بذيل السيف على يده
ويقول له بشدة :_ اكفف يدك عن مس لحية رسول الله قبل ألا تصل إليك!
[[ يعني رجع أيدك عن وجه النبي أحسن ما اقطعلك اياها ]]
فلما أكثر {{المغيرة }} من ضربه ليد {{عروة }}
أشتعل غضباً عروة
وقال: _ ليت شعري من أنت ؟؟
يا محمد من هذا ؟؟
والله ما رأيت من بين العرب أفض وأغلظ منه ، من هذا الرجل يا محمد ؟ !!!
فأبتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال له :- هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة يا عروة
قال :_ المغيرة ؟!!!!
قال :_ نعم هذا المغيرة بن شعبة يا عروة
فنظر الى ابن اخيه
وقال :_ يا غُدر [[ اي صاحب الغدر الكثير ]]
يا غدر ما غسلت ديتك إلا بالأمس القريب
[[ فكان الدم الذي تحمله عروة و أعانه عليه ابو بكر كان عن ابن اخيه المغيرة الذي حمل دما قبل اسلامه ]]
__________
وجعل {{ عروة }} يراقب الصحابة
فلقد كان يظنهم [[ أوباش من الناس عصابات في اي لحظة يخذلون رسول الله ]]
فلما حضرت الصلاة وأحضروا له الماء ليتوضأ، أخذ الصحابة يقتتلون على وضوئه
وعاد {{ عروة }} الى المشركين مرعوب
وقد تغيرت مفاهيمه[[ فكما قلنا كان يظن ان مع النبي اوباش من الناس وعصابة ]]
فاسمعوا ماذا قال لقريش الآن
قال لهم: أي قوم !
والله لقد وفدت على الملوك ، وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي
والله ما رأيت ملكاً الملوك قط يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً
والله ما أمر أمراً إلا ابتدروا الى أمره
واذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده
ولا يحدون البصر في وجهه تعظيماً له
وإذا نظر الى مكان ، ألتفتوا جميعا نظروا الى ما ينظر إليه
واذا توضأ ثاروا يقتتلون على وضوئه
ولا يبصق بصقة إلا وقعت في كف رجل منهم يدلك بها وجهه وجلده
وإني ناصح لكم
فوالله أنكم إن أردتم السيف بذلوه لكم
فوالله لقد رأيت قوماً لا يسلمونه أبداً
وفيهم عين تطرف
وإني نصحت لكم
فخذوا رأيكم ، واتركوا محمداً وشأنه ، فإن اصابته العرب فذلك ما ترجون وإلا فعزه عزكم
قالوا :_ اجلس يا عروة
قال :_ ما أنا بجالس !!!
لقد اخذت عليكم عهداً أن لا تتهمونني
قالوا :_ما أنت بمتهم ، ولكن اجلس دعنا نأخذ ونعطي
قال :_ كم تأخذون وتعطون ؟؟ لا والله لا أشهد لكم مهزلة ولا عيبة
[[ يعني مفاوضتكم مع محمد وكل الذين ذهبوا وارسلتموهم اليه ، وكلامهم عنه ، يقولون لكم دعوه يعتمر ، لماذا ترسلون الرسل إذن ؟؟ إذا لم يقنعكم هذا كله ، فهذا يعتبر مهزلة وعيب عليكم انتوا كبار ولستم صغار ماهذه المهزلة]]
فنهض من قومه من أهل الثقيف واتجه للطائف
فضعفت شوكة قريش
قالوا :_ أردنا امراً ، فقلبه محمد علينا رأساً على عقب

[[ هم ارسلوا لسادات العرب حولهم ، أرادوا بذلك ان يشهدوا العرب على ان محمد يتعدى عليهم في الاشهر الحرم فشهدت عشائر العرب كلها بسادتها بأنه جاء معظماً لبيت الله واصلاً للرحم لا يريد حرباً ]]
يتبع إن شاء الله