هذا الحبيب 185  – السيرة النبوية العطرة (( ردود فعل الصحابة رضوان الله عليهم على صلح الحديبية ))

هذا الحبيب 185  - السيرة النبوية العطرة (( ردود فعل الصحابة رضوان الله عليهم على صلح الحديبية ))

هذا الحبيب 185  – السيرة النبوية العطرة (( ردود فعل الصحابة رضوان الله عليهم على صلح الحديبية ))
_____________
_____________
ذكرنا بنود المعاهدة
كانت أربعة بنود ، وكانت ثقيلة على نفوس المسلمين
وكانت صيحات الصحابة
كيف نقبل هذه البنود وظاهرها جور في حقوق المسلمين
__________
ولكن صلى الله على سيدنا محمد {{ المؤيد }} من السماء
وهل كانت بيعة الرضوان تحت الشجرة {{ بيعة الموت }} التي ذكرها الله في القران حتى لا يختلف عليها اثنان
هل كانت إلا بأمر من الله عزوجل ؟؟
التي أثبت الله يده في البيعة فقال جل في علاه
{{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }}

فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يختار إلا ما يرضي الله
وهو الذي قال عندما بركت ناقته القصواء
قال :_والذي نفسي بيده
[[ بمن يقسم ؟؟ بالله .. و نفسه بيد من ؟ بيد الله .. وكأنه يقول {{والله العظيم }} ولكن كان قسمه هكذا دائماً إظهاراً للعبودية {{ والذي نفسي بيده }} يعني وإن كنت نبياً رسولاً خير خلق الله ، إلا أن نفسي بيد الله فأنا عبد كسائر البشر ، إلا أن وجه النبوة هو وجه الخصوصية ]]

حين قال{{ والذي نفسي بيده ، لا تدعوني قريش اليوم الى خطَّة ، تعظم فيها حرمات الله إلا أجبتها }}

______________
فكانت البنود كما قلنا لم ترضي أحد من الصحابة
ولم تكن بوحي من الله ، فسورة الفتح نزلت فيما بعد
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها
كانت بنود صلح الحديبية أربعة وهي
{{البند الأول }}
أن يرجع المسلمون ولا يدخلون مكة لأداء العمرة هذا العام ، على أن يأتوا العام القادم لأداء العمرة،
[[ هنا صاح الصحابة نرجع الى مكة هذا العام ؟؟ ونحن محرمون وهدينا مقلد ومشعر لا ندخل ولا ننحر ؟؟ !!! ]]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا سهيل وما عليكم لو خليتم بيننا و بين البيت ساعة من نهار ، فنطوف بالبيت وننحر هدينا ؟؟
قال :_ سهيل لا تتحدث العرب أنَّ أخذنا ضغطَّة[[ يعني انضغطنا غصب من عنا ]] ترجع هذا العام بلا عمرة وترجع في العام القادم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي :_اكتب
[[ فهذا الذي افقد الصحابة صوابهم كيف نرجع والنبي قد رأى في منامه اننا ندخل البيت آمنين ومحلقين ومقصرين والآن يوقع على بند على ان لا ندخل ؟ !!!! ]]
والنبي يشير لهم بيده أن اصمتوا
فقام عمر وارتفع صوته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
كيف نرجع محرمين ؟ !!!
فقام له ابو عبيدة بن الجراح
قال :_ يا عمر !!!! أيرضى رسول الله وتأبى ؟ !!
أتهم رأيك يا عمر واسمع
فجلس عمر ولكن على غير رضا
{{ البند الثاني }}
وضع الحرب بين المسلمين وبين قريش عشر سنين
{{ البند الثالث }}
من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه
{{ البند الرابع}}
أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش، ولا تعيد قريش من ارتد من المسلمين الى المدينة
[[ وأثار البند الأخير استياء وغضب ومعارضة جميع الصحابة تقريبا ]]
والسبب أن النبي صلى الله عليه وسلم ،لم يتمسك بأن تكون المعاملة بالمثل
فتقوم قريش برد من ارتد من المسلمين الى المدينة
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم
كان لا يريد في الصف الإسلامي الا المؤمنين فقط
ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عينا لقريش
وقد أوضح صلى الله عليه وسلم ، وجهة نظره تلك للصحابة فقال لهم:
– إن من ذهب منا إليهم [[ اي ارتد عن الاسلام ورجع ]] فأبعده الله
[[ يعني الذي يترك الإسلام ويرتد ويعود إلى المشركين أبعده الله، ولا نريده ارتحنا منه ومن نفاقه]]
– ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً
[[ يعني سيكون هناك حل قريب لمشكلة هؤلاء نتيجة بنود صلح الحديبية، وهذا ما حدث بالفعل حيث تم فتح مكة بعد ذلك بعامين فقط ]]
وهكذا لم يكن عند الصحابة بُعد النظر التي كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم
[[ وأثار هذا البند كما ذكرنا غضب المسلمين واستيائهم ]]
____________
وبعد أن تم الإتفاق على بنود الصلح
وقبل أن يتم توقيع المعاهدة
بين النبي صلى الله عليه وسلم و {{ سهيل بن عمرو }}
حدث أمر لم يكن متوقعاً ، زاد من هم الصحابة وكربهم [[ يعني بلغتنا ، زاد الطينة بلة ]]
عندما أرادوا التوقيع سمعوا ضجة في صفوف الناس
فقام الرجال ينظرون
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن حوله :_ ما الأمر ؟؟
واذا هو رجل من قريش
مقبل عليهم مسلماً ، و كان مستضعفاً في مكة حبسته قريش
اسمه {{ أبو جندل }}
اتعرفون من هو {{ ابو جندل }} هذا ؟؟
هو ابن {{ سهيل بن عمرو }}
[[ نعم هو ابن {{ سهيل }} الذي يكتب المعاهدة الآن مع النبي صلى الله عليه وسلم ]]
كان {{ ابو جندل }} قد أسلم وكان أبوه
{{ سهيل بن عمرو }} قد قيده وحبسه في بيته حتى لا يهاجر الى المسلمين في المدينة
وكان أبوه {{ سهيل }} يشرف عليه كل يوم حتى لا يتضامن ويتعاطف عليه احد من الناس
وبخروج ابوه {{ سهيل }} من مكة للمفاوضة كانت له فرصة
واستطاع {{ أبو جندل }} أن يهرب من بيت أبيه
ووصل لمعسكر المسلمين بالحديبية
وهو مقيد بالأغلال ، لان مفتاح القيد كان مع ابوه {{سهيل بن عمرو }} الذي جالس يتفاوض مع النبي
وكان ابو جندل يسير ، ويرسف في أغلاله [[ يجر جنازير القيد ]] يرسف في اغلاله
فجاء به الصحابة لمجلس النبي صلى الله عليه وسلم
___________
وعندما رآه أبوه {{ سهيل بن عمرو }} وثب قائماً
[[ لانه ابنه ]]
قال يا محمد :_ هذا أول ما أقاضيك عليه {{ ابو جندل }} على أن ترده الساعة معي [[ الآن يرجع معي لمكة ]]
والصحابة ينظرون ، ومضطربه قلوبهم من هذه المعاهدة
فأراد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يتدارك هذا الموقف
[[ يا حبيبي يا رسول الله كم تحملت من اعباء من اجلنا ]]

فحاول صلى الله عليه وسلم ، أن يجد مخرجا لهذا الموقف الحرج
فقال النبي :_ يا سهيل أننا لم نوقع الكتاب بعد ، فأعتبره سابقاً لها
قال :_ لا ، و والله يا محمد لا أقاضيك على شيء أبداً
[[ يعني انا اذا ما اخذت معي {{ أبو جندل }} ورجعته لمكة لن يكون هناك صلح ]]
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ اذن فأجزه لي
[[ يعني اعطه لي كرماً منك ]]
قال سهيل:_ما أنا بمجيزه لك
فقال صلى الله عليه وسلم :_ بلى تفعل يا سهيل
قال سهيل:- ما أنا بفاعل
[[ قال له النبي بلى تفعل لان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف معدن الرجال ويعلم ان سهيل رغم كفره رجل حيي يعني بيستحي ، وعند فتح مكة قال لأصحابه اذا رأيتم سهيل بن عمرو لا تحدوا النظر في وجهه لأنه رجل حيي ، وقد اسلم بعد فتح مكة رضي الله عنه واصبح من صفوف الصحابة ]]
ولكن في هذا الموقف لم يقبل سهيل ، لان القضية تتعلق بابنه
ولم يكتف {{ سهيل بن عمرو }}
بذلك بل قام يضرب ابنه ضربا شديدا
والمسلمون يشاهدون كل ذلك ولا يستطيعون أن يفعلوا شيئا لأبو جندل
ومما زاد من ألم المسلمين أكثر وأكثر أن {{ أبو جندل}} أخذ يستغيث بالمسلمين وأخذ يصيح بأعلى صوته
:- يا معشر المسلمين ! يا رسول الله
أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟!
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
:_ إنا عقدنا بيننا وبين القوم عهدا ، وإنا لا نغدر بهم
يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجاً

[[ كان هذا الموقف شديد الصعوبة على النبي وعلى جميع المسلمين، ولكن لم يكن أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلا أن يتصرف هكذا لأن هناك معاهدة، والمسلمون لا ينقضون عهودهم أبدا ]]
___________
ومن شدة تأثر المسلمين بهذا الموقف، ومن شدة اعتراضهم وعدم موافقتهم على هذا البند من الصلح
قام {{ عمر بن الخطاب }} الفاروق رضي الله عنه
لم يتحمل هذا الموقف حين رأى {{ أبو جندل }} يضربه أبوه
والنبي صلى الله عليه وسلم يرفض أن يأخذ {{ ابو جندل }}
في صفوف المسلمين عملا ببنود المعاهدة
فقام {{ عمر بن الخطاب }}
واقترب من {{ أبي جندل }} وأخذ يقرب منه مقبض السيف [[حتى يأخذ السيف {{ أبو جندل }} منه ويقتل أبوه ]]
اقترب منه وخاطبه
وقال له:_ اصبر يا أبا جندل فإنما هم المشركون، وإنما دم أحدهم دم كلب
[[ يتكلم معه عمر ويقرب له مقبض السيف يعني خذه اقطع رقبته ]]
يقول عمر :_ رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه
___________
وتم توقيع الصلح وأخذ سهيل ابنه {{ ابو جندل }} وكتاب الصلح نسخة
ومع النبي صلى الله عليه وسلم نسخة
و انصرف {{ سهيل بن عمر }} بابنه المسلم {{أبو جندل }} وساد الحزن والكآبة على وجوه الصحابة
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ، ما على وجه أصحابه من كدر ، وقهر ، وكآبة ، وثقل هذه المعاهدة على نفوسهم
فقال :_ قوموا الى هديكم فأنحروا ، واحلقوا رؤوسكم ، يرحمكم الله
[[ كما جاء في البخاري يقول البخاري في صحة سنده ]]
فوالله ما قام رجل واحد الى هديه ونحر
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم الى وجههم
وقال :_ قوموا الى هديكم فأنحروا واحلقوا رؤوسكم يرحمكم الله
للمرة الثانية
فوالله ما قام رجل واحد [[وذلك من ثقل الموقف ]]
فقال للمرة الثالثة
ألا تسمعون ؟!!
قوموا الى هديكم فأنحروا واحلقوا رؤوسكم
يقول الصحابة فوالله ما قام رجل واحد [[ وكأنهم لم يسمعوا كلام النبي من ثقل تلك المعاهدة ]]
فتركهم النبي صلى الله عليه وسلم ، خشية ان يبقى مخالفا فينزل غضب الله عليهم
___________
ملاحظة
الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، لم يستجيبوا للنبي صلى الله عليه وسلم
ليس عصيان ، كما تناولته بعض كتب السيرة
حال الصحابة بعد توقيع هذا الصلح كانوا مذهولين
[[ يعني مثل ما نحكي اليوم عن انسان صابه الحزن والكآبة
بنقول مثل المضروب على راسه ، كانوا يحلمون بالطواف حول الكعبة والعمرة ، وحادثة ابو جندل وكيف ضربه ابوه وارجعه لمكة وبنود الاتفاق جعل من الصحابة مذهولين لا يسمعون ]] وسيأتي بيان ذلك بعد قليل
___________
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، الصحابة بالنحر فما قام منهم أحد
فتركهم ودخل خيمة السيدة {{ ام سلمة ام المؤمنين رضي الله عنها }} وكانت تصحبه في هذه الرحلة
فلما دخل كان مغضباً
وكان اذا غضب عرف ذلك الغضب في وجهه
[[ تحمر عيناه ، ويسطع وجهه نوراً ، وتحمر وجنتيه ، كأنه فقئ في وجهه حب الرمان ، اي نور وجهه مع بياضه منقط باللون الاحمر صلى الله عليه وسلم ]]
فدخل خيمته
وهو يقول :_ إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله
فقالت ام سلمة :_ بأبي وأمي أنت ما الأمر ؟ !!
قال :_ هلك المسلمون
قالت :_ وما اهلكهم ؟
قال :_ أمرتهم فلم يأتمروا ، أخاطبهم وهم ينظرون الى وجهي ويسمعون كلامي فلا يقوم منهم احد
فقالت أم سلمة رضي الله عنها
[[ لتسمع نساء اليوم عن ام سلمة وتعرف اين مكانة المرأة في الاسلام وكيف يأخذ النبي برأيها ، اسمعوا كلام المسلمة اذا نطق لسانها بالحكمة ]]
قالت ام سلمة بكل هدوء وأدب
قالت :_ بأبي وأمي انت يا رسول الله ، إنك تعلم كم حمَّلت أصحابك في هذا الصلح فوق ما يطيقون ، او كانوا يريدون فكأنما اصابهم {{ الذهول }} فلم يسمعوا قولك

[[ هل كانت ام سلمة اعلم من النبي واعقل ؟؟ معاذ الله
ولكن حكمة الله ليثبت منذ ذاك الزمن ، وقبل ان يعرف الشرق والغرب الحضارة وحقوق المرأة ، اين مكانة المرأة ؟؟ وعند رسول الاسلام ، النبي يصغي إليها ويسمع ما دامت تقول حقا ]]
قالت :_ إن شئت أن لا يتأخر عنك أحد ، ولا يخالفك ، فأخرج انت بأبي وأمي فأنحر هديك ، واحلق راسك ، دون أن تكلمهم فوالذي بعثك بالحق لن يتخلف عنك واحد
فجلس النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى زالت معالم الغضب من وجهه
ثم اضطبع برداءه [[ والاضطبع يعرفه الحاج والمعتمر ان يكشف كتفه الايمن فيجمع طرفي ردائه على كتفه الشمال ]]
فاضطبع بردائه ثم خرج
ثم جاء الى حربة مركوزة امام خيمته ، فأخذها وتوجه
صامتاً لم يكلم أحدا ، الى هديه لينحر
ثم قال بأعلى صوته والصحابة يسمعون
:_ بسم الله ، الله اكبر
فلما رأوه الصحابة ، وثبوا من مكانهم مسرعين حتى ركب بعضهم فوق بعض
وهم يقولون :_ الله اكبر ، رسول الله ينحر ونحن جلوس ؟
ودعا حالقه فحلق له ، وحلق الصحابة
يقول راوي الحديث
:_ حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً
[[ يعني كان كل واحد من الصحابة يحلق للآخر ، نفوسهم مضطربة وهم في غم وغضب ، لدرجة أنهم كادوا يصيبون بعضهم بعضا وهم يحلقون ]]
انتهت هذه الأزمة الكبيرة والمؤقتة بفضل الله عزوجل
ثم حكمة أمنا السيدة [[ أم سلمة ]] زوجة النبي صلى الله عليه وسلم
هم كما قلت لكم ، لم يخالفوا النبي صلى الله عليه وسلم
ولكان كما قالت ام سلمة للنبي
{{ فكأنما اصابهم الذهول فلم يسمعوا قولك }}
__________
ومن هنا جاء {{ حكم المحصر }}
فكما قلنا أن المسلمين قد أحرموا من {{ ذي الحليفة}} وساقوا معهم عدد كبير من الهدي
و الهدي هو ما يهدى من الأنعام إلى الحرم تقرباً إلى الله تعالى
وهو مستحب وليس فرضا للمعتمر
والذي يذهب لأداء العمرة ثم لا يستطيع أن يدخل مكة
لأي سبب يقال عنه أنه {{محصر }} وينبغي عليه في تلك الحالة أن ينحر الهدي ويتحلل من احرامه ، في المكان الذي احصر فيه ، وقد وقع اجره على الله تعتبر له عمرة واذا كان حاجاً يعتبر له قد حج
____________
تم الصلح ونحر الهدي وتحللوا ، ولكن نفوس الصحابة لم تطب بعد وعلى رأسهم
{{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه
وكلنا نعرف من عمر ، والنبي صلى عليه وسلم يثني على عمر ، ويقول :_ إن الشيطان ليهابك يا عمر
وسماه المحدث الملهم
قال :_ لقد كان فيمن قبلكم من الأمم محدثون [[ اي ملهمون من قبل الله ]] ان يكن في امتي فعمر
فكان ينطق بالصواب
لكنه ليس بمعصوم حتى نعلم ان
{{ العصمة لا تكون الا لنبي }}
عمر لم يعجبه هذا الصلح
الى من يفشي سره وعدم رضاه ؟؟
لم يثق الا بأبي بكر الصديق
فدخل على ابي بكر في خيمته
وقال :_ يا ابا بكر ، ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟
قال :_ بلى
قال :_ أليس نبينا نبياً حقاً ؟
قال :_ بلى
قال :_ أليس ما ينطق عن الهوى ؟؟
قال :_ بلى
قال :_ ألم يخبرنا في المدينة ، أننا ندخل البيت مطمئنين محلقين ومقصرين
قال:_ بلى
قال :_ فلما لم يتم ذلك ؟؟
فقال ابو بكر :_ يا عمر إنه رسول الله حقاً ، فألزم غرزه حتى تموت [[اي موضع قدمه ]] واتهم نفسك ورأيك
ثم لا والله لا أدعك ياعمر
حتى تقوم معي الآن [[ واخذ بمجامع ثوبه ]] حتى تقوم معي الآن وأجلسك بين يدي رسول الله وتسمعه ما أسمعتني

[[ ارايتم صدق الصحابة مافي طعن بالظهر مش لما طلع عمر كتب فيه تقرير سري للغاية ، لا قوم معي ندخل على النبي وسمعه اللي حكيته الآن ]]
فأخذه بمجامع ثوبه ، ودخل به على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وقال :_ يا رسول  الله بأبي انت وأمي اسمع ما يقول عمر ؟؟
وسكت ابو بكر
[[يعني ما وضع بهارات من عنده يعني سكت وقال له اسمع ما يقول عمر ]]
فأعاد عمر العبارات نفسها
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ والله اني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري ، لقد اخبرتك أن ندخل البيت محلقين ومقصرين
ثم اخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمجامع ثياب عمر وجذبه إليه
وقال :_ أقلت لك أنك تأتيه هذا العام ؟؟
قال :_لا
فقال له النبي:_ فإنك آتيه ومتطوف به ان شاء الله
[[ولم تكن سورة الفتح قد نزلت بعد حتى يتلو عليهم النبي منها اية ]]
فسكت عمر ، وأتهم نفسه ورأيه ، ورضي برأي النبي صلى الله عليه وسلم
___________
وفي الطريق الى المدينة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {{ سورة الفتح }}
فإذا بالصحابة بالطريق يصيحون
:_ يوحى الى النبي ، يوحى الى النبي

وكيف علموا أنه يوحى إليه ؟؟
من ثقل الوحي ، كانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم {{ القصواء }}
عندما يتنزل الوحي عليه وهو راكب على ظهرها
لا تستطيع السير تثقل حركتها
[[ كيف لما تشوف ناقة في فيديو بتمشي ، وتضع الفيديو على العرض البطيء ، تحرك رجلها بثقل وتضعها على الارض بثقل
هكذا القصواء تصبح حركتها عندما يتنزل الوحي والنبي صلى الله عليه وسلم على ظهرها ، تثقل حركتها ]]

فإذا أشتد الوحي تودد ساقيها على الارض

[[ اي تتوقف وتشد رجليها لتتحمل الثقل ]]

ثم إذا اشتد الوحي ، لا تقوى على الوقوف فتبرك على الارض
وتحك بكُلكالها الأرض
[[ أي رقبتها من الاسفل تحركها على التراب على الارض يمين وشمال كأنها تحفر الارض كأنها تريد ان تنزرع في الارض ، من شدة ثقل الوحي ]]
قال تعالى {{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلً }}
وقال تعالى {{ (لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّه }}
ونبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم على ظهرها ، يتحمل ما لا تتحمله الجبال ، فكان اقوى من الجبال على تحمل الوحي
فلذلك
عندما رأوا معالم الناقة
قالوا :_ رسول الله يوحى إليه
_________
يقول عمر رضي الله عنه وأرضاه ، في تلك اللحظة
اسمعوا ماذا قال عمر
حتى لا يغتر انسان بنفسه
بصلاته ، بعلمه ، بلحيته ، بأذكاره ، بمتابعيه ، بكثرة الناس حوله لأستماع كلامه ، ويعتقد بنفسه انه مثل الصحابة
اسمعوا كيف لا يركن الانسان الى نفسه ابداً
علمنا من {{ عمر بن الخطاب }} رضي الله عنه ، الفاروق
الذي اعز الله به الاسلام
علمنا من عمر المؤيد من الوحي عمر رضي الله عنه ، الذي يفر الشيطان من طريقه ، عمر الذي وافق رأيه القرآن في خمس مواضع ، وخالف جميع الصحابة
ترضوا على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
اسمعوا ماذا قال عندما صاح الناس رسول الله يوحى إليه
__________
يقول عمر وهو راوي الحديث
قال :_ فأحسست أن قلبي يخرج من حلقي
وقلت {{ ويل أمك يا عمر }} لقد أنزل الله بك قرآن يتلى الى قيام الساعة
من انت ياعمر حتى تخالف رأي النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
وقلت :_ فتح لي باب من النفاق
فمازال الناس ينادون
يوحى لرسول الله ، يوحى لرسول الله حتى سمعت صوتاً ينادي
أين عمر ؟؟ أين عمر ؟؟
أجب رسول الله يا عمر [[ وقد توقف الناس ونزلوا عن رواحلهم ]]
فبكى عمر
يقول عمر :_ فوالله ما حملتني رجلاي
وقلت {{ ليت امك لم تلدك يا عمر ، ليت امك لم تلدك يا عمر }}
فمشيت الهوينة حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت وجهه مشرقاً ليس به علامات الغضب
فنظر إلي وأبتسم
وقال لي :_ أقبل يا عمر
قال :_ فأقبلت
فقال لي :_ لقد انزل الله علي سورة هذه الساعة احب إلي من الدنيا وما فيها ، وأحب الي مما طلعت عليه الشمس
وعندما تلاها علي جبريل قال لي هنيئاً لك يا محمد
فقلت له :_ هنيئاً لك يا رسول الله
فقرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح
{{ انا فتحنا لك فتحًا مبينا }}
[[ اقرأوا سورة الفتح من القرآن ]]
الى ان وصل لقوله تعالى
{{ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }}

انت بتقول يا عمر رأيت واخبرتنا ليش ما دخلنا ؟؟
ستدخل
{{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ }} انا الله أؤيد رؤيا النبي ورؤياه حق وصدق من الله
{{فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }}
فبشر الله نبيه والمؤمنين بفتحين وليس فتح واحد
لأن لو دخلوا الآن هل يكونون آمنين على انفسهم؟؟
قد يكونون بالطواف فتغدر بهم قريش ، ويحيطون بهم ويقتلونهم
اذن لن يكونوا آمنين والله يريد ان يكونو اآمنين

{{ لَا تَخَافُونَ }}
كانوا الصحابة خايفين على المدينة في غيابهم من غزو {{ يهود خيبر }} على المدينة فأكثر المقاتلين الآن مع رسول الله
فكانوا في طريقهم للعمرة وقلوبهم على اهلهم في المدينة {{ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا }}
اي كانت يهود خيبر تريد غزو المدينة
{{ فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }} مشان ما تضيعوا وقتكم وترجعوا فوراً للمدينة ، لتقضوا على يهود خيبر الذين كانوا يكيدون للمسلمين وغزو المدينة

{{فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }}
اي سترجعون للمدينة الآن وتفتحون خيبر فكان هذا الفتح القريب ، بشرهم الله بفتح خيبر
ويأتي بعده الفتح الثاني وهو فتح مكة
قرأ النبي الايات وسمعها عمر وحمد الله
ان ليس فيها ادنى اشارة لموقفه ، وليس فيها طعن ولا لمز له
ومع ذلك كله مازال عمر يخاف ذلك اليوم
الذي علا فيه صوته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى وهو على فراش الموت يسأل
حذيفة بن اليمان [[ حافظ سر النبي الذي اخبره النبي صلى الله عليه وسلم عن اسماء المنافقين ]]
يبكي عمر قبل موته ويقول لحذيفة :_ أنشدك الله يا حذيفة هل ذكر رسول الله اسمي في المنافقين
ويضع خده على التراب وهو في النزع ، ويمرغ خده بالتراب
وهو يقول :_ ويلٌ لعمر إن لم يغفر له رب عمر
رضي الله عنه وارضاه
___________
للأسف بعض من كتب السيرة ، يقول أن {{صلح الحديبية }} كان بوحي من الله تعالى
وهذا غير صحيح ، كما وضحت لكم
لو كان وحي لطمئن الصحابة ، وما اضطربت قلوبهم
كيف كان هذا الصلح وبالاً على قريش ، ماذا حدث بعدها
هذا ما سنعرفه بالاجزاء القادمة