هذا الحبيب 186  – السيرة النبوية العطرة (( قصة الصحابيين أبو بَصير وأ بو جَندل رضي الله عنهما ، وهجرتهما الى المدينة المنورة ))

هذا الحبيب 186  - السيرة النبوية العطرة (( قصة الصحابيين أبو بَصير وأ بو جَندل رضي الله عنهما ، وهجرتهما الى المدينة المنورة ))

هذا الحبيب 186  – السيرة النبوية العطرة (( قصة الصحابيين أبو بَصير وأ بو جَندل رضي الله عنهما ، وهجرتهما الى المدينة المنورة ))
___________
___________
أنتهينا من صلح {{ الحديبية }}
رجع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الى المدينة المنورة بعد صلح {{ الحديبية }}
وكان ختامها نزول سورة {{ الفتح }} فجلت الغمة عن ما بقي في نفوس الصحابة
وعلموا بنص قرآني صريح ، أن صلح الحديبية هو فتح
مضى صلى الله عليه وسلم ، تاركاً تلك الشجر التي تمت البيعة تحتها
ماذا حدث لتلك الشجرة ؟؟
في خلافة الفاروف عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بلغه أن الحاج والمعتمر ، يعرجون على {{ الحديبية }} فيجلسون تحت تلك الشجرة فيتبركون بها
فقال عمر :_ الله ، الله !!!
اخشى أن تعبد بعدي من دون الله
[[ شجرة تمت البيعة تحتها وانتهى الأمر ]]
فأمر ان تقطع وذهب إليها بنفسه وقطعها
يقول {{ سعيد بن المسيب }} من كبار التابعين
قال :_حدثني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قالوا :_ بعد ان قطعها عمر ، نُسينا طريقها [[ضاع مكانها ]] فوالله ماعاد رجل فينا يعرف اين مكانها ؟؟
[[حتى لا تكون فتنة على المسلمين ]]
وسميت شجرة {{ الرضوان }} ومنذ عهد عمر الى يومنا هذا لا احد يعرف ، هل كانت هنا ام هنا ام هناك ؟؟
ومن ادعى معرفتها اليوم فهو{{ كاذب }}
فلقد عمّاها الله عن الصحابة ، حتى لا تكون فتنة على الاجيال الذين يأتون من بعدهم
ويقولوا :_ هنا بيعة الرضوان ، وهنا جلس النبي
فيجعلونها مكان للتقدس والتعبد او التبرك
هذا هو {{ ديننا }} وهذا هو {{ شرعنا }}
___________
اما نتائج هذه المصالحة
فكان من بنودها ان يردوا من جاء من قريش مسلماً
ولم تمضي إلا بضع أيام [[ اقل من اسبوعين ]]
جاء رجل من مكة الى المدينة اسمه {{ أبو بصير }}
{{ وأبو بصير }} كان من ثقيف ، ولكنه كان يعيش في مكة
[[ يعني ليس من صميم قريش من ثقيف الطائف ولكن يقيم في مكة ]]
وقد أسلم {{ أبو بصير }}
وتعرض للتعذيب الشديد من أهل مكة، ثم استطاع الهرب منهم واتجه الى {{ المدينة }} مشياً على الأقدام
فلما وصل للمدينة المنورة
ودخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من حوله
فسلم ، وردوا عليه السلام ، ورحب به النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال :_ ما أقدمك يا أبا بصير ؟ !
قال :_ حب الله ورسوله
___________
اللهم ارزقنا محبتك ارزقنا الصدق في محبتك
{{ محبة الله الصادقة تجعل صحابها يتحمل من الأعباء ما لا يقع للناس في حساب }}
هو يعلم بنود الصلح
ويعلم {{ ابو بصير }} انه الآن واقع بين أمرين أحلاهما مر
١_ إما أن لا يقبله النبي ويقول له أرجع من حيث أتيت
٢_ او ينتظر رسل قريش فيسلمهم إليه ، وفاء منه بالمعاهدة
ومع ذلك يخرج هارباً من سجنه وقاطعاً
[[مسافة ٤٧٠ كم مشياً على قدميه ، ليس معه غير حفنة من تمر واذا وجد ماء في الطريق شرب ]]
________
فدخل هزيلاً مغبراً متعباً من السفر
ومن مكارم اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
لا يقول له ارجع من حيث أتيت
قال :_ ما أقدمك يا ابا بصير ؟؟
قال :_ حب الله ورسوله
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ ثبَّتَ الله محبة الله ورسوله في قلبك ، أجلس يا ابا بصير
فما هو إلا يومين ، وإذا برسل قريش تأتي
فقريش قد أرسلت اثنين من الرجال لإحضار {{ ابا بصير }}
الأول
اسمه {{خنيس بن جابر العامري }} من بني عامر
[[ وكان لا يعرف الطريق الى المدينة فأرسلت معه قريش رجل يدله على الطريق ]]
اسمه {{ كوثر }} وكان دليل معه يعرف الطريق
ومعهما كتاب من {{ ابو سفيان }} و{{ سهيل بن عمرو }}
يطلبان فيه من النبي صلى الله عليه وسلم
رد {{ ابا بصير }} الى قومه
وكان النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد ومعه
{{ ابو بصير }}
فأعطوا النبي الكتاب ، فدفعه الى رجل من الصحابة ليقرؤه
و{{ ابو بصير }} يسمع نص الكتاب
أما بعد :_
الى محمد بن عبد الله ، قد عرفت ما شارطناك عليه من رد من قدم عليك من أصحابنا، فابعث إلينا بصاحبنا

فألتفت النبي صلى الله عليه وسلم الى {{ ابا بصير }} وتعلوه اشراقة ونور وابتسامة ليس عابساً ولا غاضب
فقال ابو بصير فوراً :_يا رسول الله أتردني إلى المشركين يفتنونني عن ديني ؟؟ !!!
فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_
يا {{ ابا بصير }} إن قد اعطينا القوم ، واعطونا
[[يعني عهودا ]]
واشهدنا بيننا وبينهم ، وإن ديننا لا يأذن لنا بالغدر فلا بد أن نوفي بعهدنا
فأرجع مع صاحبيك الى قومك ، وسيجعل الله لك فرجاً ومخرجاً
قم يا {{ ابا بصير }} فأرجع مع القوم
فقام ابو بصير ، ولكنه على مضض ، وعلى كره بعد أن تشرف بالمدينة المنورة
ومجلسه مع الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم
يرجع الآن الى بلاء قريش وتعذيبهم ؟؟
خرج ولكن الايمان يضطرب بين جنبيه
فودع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه
وانطلق معهم في اول النهار
___________
واضطر النبي صلى الله عليه وسلم الى تسليم {{ أبو بصير }} الى هذين الرجلين من قريش ، كما فعل مع {{ أبو جندل }}
ومرة أخرى كان هذا الموقف الصعب جدا
على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وعلى صحابته الكرام رضوان الله عليهم جميعاً
___________
وفي طريق العودة
وما ان وصلوا عند {{ ذي الحليفة }} ميقات اهل المدينة
[[ الذي نحرم منه حجاجاً ومعتمرين المعروفة الان
(( ابار علي)) قريبة من المدينة ]]
فلما وصلوا الى ذلك المكان
كان قد دخل وقت الظهر ، فأستاذنهم {{ ابو بصير }} أن يصلي فقد حان وقت الظهر
قالوا :_ أجل وهو وقت راحتنا ايضاً
[[طبعا في هذه الايام التي مكث فيها {{ ابو بصير }} بالمدينة ما كان معزوم على الغداء عند رجل والعشاء عند رجل
ومنسف عند رجل ، لا بل قضى ايامه
يحفظ فيها من القرآن ما حفظ ، وتعلم من الفقه ما تعلم ، فكانت احكام كثيرة قد شرعت خلال{ ست سنوات} في المدينة لم يعلم بها اهل مكة فتعلم صلاة قصر المسافر ، وهو مسافر فقام وصلى ركعتين ]]
ثم اخرج جراب فيه تمر
ودعاهم للطعام ، فأخرجوا سفرتهم واشتركوا معه في طعامهم وجلسوا يأكلون ثلاثتهم
وبعد ان فرغوا من الطعام ، قام {{ كوثر }} الدليل
قام ليقضي حاجته ، وابتعد
وبقي خنيس وابو بصير
فأخذ خنيس يحدث ابا بصير
[[ وسبحان الله {{ كل اناء بالذي فيه ينضح }} خنيس شعر نفسهم انه قام بعمل كبير ، وهو الآن لم يصل لقريش و سيدخل مكة مفتخراً ، كيف استطاع ان يرد فاراً
هكذا نفوس الناس فلم يصبر حتى يصل لمكة فأراد ان يغيظ ابا بصير وفي اول الطريق ]]
فأخرج {{ خنيس }} سيفه ثم اخذ يُقلبه ، ثم رفعه وأخذ يهزه في وجه {{ ابو بصير }}
وهو يقول له مفتخراً :_ اي ابا بصير !!!
لأضربن بسيفي هذا يوماً الأوس والخزرج [[ اي اصحاب محمد ]] حتى يدخل الليل [[ يعني طول النهار ، وكلامه كان استفزاز ]]
فقال له أبو بصير:_ وهل سيفك هذا صارماً الى هذا الحد ؟ !!
وهل يثبت قائمهُ في يدك طوال نهار ، حتى يدخل الليل ؟؟
فقال: _ أجل ، والله إنه لجيد لقد فعلت به كذا ، وقتلت به كذا انت لا تعرفه
فقال أبو بصير: _ اتأذن لي ، أن أنظر إليه ؟؟
قال :_ أجل خذه فأنظر

[[ وهكذا إذا أراد الله امراً هيأ له الأسباب ]]

فمن غرور ذلك الفاسق ، ناوله السيف
فأخذ {{ ابو بصير }} السيف
واخذ يقلبه بين يديه ينظر إليه ، ثم مكَّن يده من قبضته
ثم اطاح به حتى أبرده [[ اي قتل خنيس العامري ، حتى ابرده ، يعني برد جسمه لان الانسان بس يموت يبرد جسمه ]]
___________
وعاد الرجل الآخر {{ كوثر }} الدليل
فوجد صاحبه مقتولا ، فأصابه الذعر [[ اصابته رعبة وكاد يفقد عقله ]]
فجعل طرف ثوبه بين اسنانه ، واخذ يجري
[[ وهذه عادة العرب ، مافي على ايامهم سيارة يشغل ويهرب حط ثوبه بين اسنانه وركض ، حتى ليس لديه مجال ان يركب دابة و يفك عقالها يكون قد لحق بصاحبه ]]
فوضع طرف ثوبه بين اسنانه ، واخذ يجري والسرار يتطاير خلفه
[[ السرار البحص الصغير بيتطاير تحت رجليه من سرعته ]]
فنظر إليه ابو بصير واخذ يضحك
هو لا يريد قتلهما يريد الفكاك فقط
وبكل هدوء أتم {{ ابا بصير }} جمع متاعه ، واخذ راحلة المقتول وركبها وتوجه للمدينة بكل هدوء
اما{{ كوثر }}
مازال يجري والسرار يتطاير من بين رجليه من ذي الحليفة حتى وصل المسجد النبوي يعني حوالي {{ ١٣ كم}}

وكان النبي صلى الله عليه وسلم
قد فرغ من صلاة العصر ، وجلس يحدث اصحابه
[[ولم يكن للمسجد باب يغلق رأوه من بعيد مقبل والسرار يتطاير خلفه ، لم يعرفوا وجهه ، ولم يعرفوا من هذا الرجل ]]
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ إن هذا الرجل قد رأى ذعراً
[[ لماذا تجه للمدينة وهو مرعوب هذا الرعب كله ؟؟ لأنه علم انه لن يجد رحمة مثل التي عند الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ]]
قال :_ إن هذا الرجل رأى ذعراً
[[ مرعوب واضح من شكله من بعيد ، لان ثوبه بين اسنانه والسرار يتطاير خلفه حتى بعض كتب السيرة قالت حتى انها انكشفت عورته ، لانهم ما كانوا يلبسوا سراويل ]]
فلما دخل عليهم عرفوه
فأنطلق مزعوراً مرعوباً ، حتى جلس خلف كتفي النبي صلى الله عليه وسلم [[ أي خلفه ]]
وهو يصيح ويقول :_ مستجيرٌ بك يا محمد !!
قال له النبي :_ ويلك ما الأمر ؟!!!
قال :_ واللات قد قتل صاحبكم ، صاحبي ، وهو قاتلي وانا مستجيرٌ بك يا محمد
فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأجلسه ، واسقاه الماء حتى زال عنه الرعب
_________
وجاء {{ أبو بصير رضي الله عنه وأرضاه }} جاء بكل هدوء يركب بعير الرجل المقتول {{ خنيس }}
فأناخ البعير بباب المسجد ، ودخل وسلم والنور يشرق من وجهه
وقال :_ السلام على رسول الله
قال:_ وعليك السلام
قال:_ يا نبي الله !
أما انت قد أوفى الله ذمتك ، و قد رددتني إليهم [[ اي الى قريش ]] ثم أنجاني الله منهم ، واعتصمت بديني ورجولتي ولا حرج عليك
وهذا سلب المقتول [[وضع سيف المقتول والترس والمتاع والناقة ]]
هذا سلب المقتول اضعه بين يديك
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_
يا ابابصير إني اذا خمسته [[ اي اعتبرته غنيمة ]] رأوني قريش لم اوفي لهم بالذي عاهدتهم عليه
ولكن شأنك بسلب صاحبك ، اذهب حيث شئت ، ولا تقم في المدينة
[[ الآن ما بقدر اجبرك ترجع لقريش لانك صرت مطلوب بدم ، وانا سلمتك وانتهت مهمتي ، والحق على قريش ما عرفوا يختاروا رجالهم ، اذهب واختر اي مكان اهرب فيه انت حر ولا تقيم في المدينة ]]
فقال أبو بصير:_ يا رسول الله، أعطني رجالاً أفتح لك مكة
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه
وقال :_ ويل أمه مسعر حرب ، لو كان معه رجال
[[ ويل أمه كلمة مدح عند العرب ، يعني ويل امه على هل الخلفة مخلفه رجل بكل بمعنى الكلمة ، مسعر حرب ، بيقدر يشعل حرب ويوقع فيهم الرعب ، بس لو كان مع رجال حوله ]]
سمع {{ ابو بصير }} العبارة
وفعلا هو ابو بصير [[ اسم على مسمى ، وهو صاحب بصيرة رضي الله عنه ، ففهم هذه العبارة وعاهد نفسه ان يكون كذلك ]]
رجال !!!
اقسم بالله العلي العظيم {{ إنهم رجال }} صدقوا ما عاهدوا الله عليه
وأنزل الله فيهم شهادة في نص قرآني يتلى الى قيام الساعة
{{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }}

فاستأذن {{ ابو بصير }} وودع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وخرج ، لا أحد يدري أين توجه ؟؟
__________
اما الدليل {{ كوثر }} فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم مع رجلين من اصحابه ، حتى لا يعتدى عليه في الطريق حتى اوصلوه الى اطراف مكة ودخل
وأخبر قريش بالذي حدث
فقام {{ سهيل بن عمرو }}
وقال :_ ماهذا الذي عاهدنا محمد عليه ، لقد نقض محمداً عهده !!!!
فقام له ابو سفيان
[[ ولأول مرة من بداية السيرة يقول ابو سفيان حقاً وصدقاً ويلهم رشداً ]]
فقال ابو سفيان :_ وما على محمد ؟ !!! [[ ما علاقة محمد ]]
اذ دفع صاحبكم الى رسلنا ، ولكن الرجل قد قتل صاحبكم ولم يكن بأذن محمد
وهذا هو {{ كوثر }} يقول لكم لم يقبله في مدينته، بل اخرجه منها
فماذا تريدون من محمداً اكثر من هذا ؟؟
فأسند {{ سهيل بن عمرو}} ظهره لباب الكعبة
وقال :_ ورب هذا البيت لا ارفع ظهري عن بابها حتى تدفع دية صاحبي
فقال له ابو سفيان :_ ومن يؤدي ديته لك ؟ !!
قال :_ انتم
قال :_ نحن لم نأمر بقتله ، ولم نختره رسولاً ، انت الذي اخترته !!
قال :_ إذن يؤديها محمد
قال ابو سفيان :_ إنه للسفه [[ يعني انت سفيه ]] وما على محمد من ديته ؟؟
وقد قتله رجل منا كان طريداً ، لم يقبله محمدا في صحبه
ثم اخذ بمجامع ثياب {{سهيل }} وانتزعه عن الكعبة ، وأبعد ظهره عن بابها
وصرخ به و قال :_ اصرف عنا هذا البلاء
[[لا تدخلنا بمشاكل ]]
فلم تدفع دية القتيل لا من قريش ولا من النبي صلى الله عليه وسلم
وارتضت قريش بما جرى ، ويكفيهم أن محمد صلى الله عليه وسلم ، قد سلمه ولم يقبله بين اصحابه في المدينة ، وففى بعهده
___________
وكان {{ ابو بصير }} قد اتجه واختار موقعا حساساً
[[ حتى يعمل فيه ، بنبؤة النبي صلى الله عليه وسلم مسعر حرب لو كان معه رجال ]]
أتجه الى منطقة اسمها {{ العيص}}
على بعد{{ ٢٢٠ كم }} من المدينة ، وهي في طريق تجارة قريش الى الشام
وظل {{ أبو بصير }} في هذا المكان وكلما مرت به قافلة من {{ قريش }} اعترضها وقتل منها، وأخذ من غنائمها ما استطاع
وسمع به المسلمون المستضعفون في {{ مكة }}
وعرفوا مكانه
فأخذوا يهربون واحدا وراء الأخر ، ويتوجهون اليه
وكان ممن لحق به {{ أبو جندل }} الذي ذكرنا قصته
حتى تجمع مع {{ أبي بصير }}
وكانت مجموعة قوامها {{ ٧٠ رجلا }}
ولما حضر {{ ابوجندل }}
قال له ابو بصير :_ يا ابا جندل ، انت أميرنا ، وإمامنا ، نصلي ورائك ونقتدي بأمرك
[[ فشكلوا عصابة ]]
واخذوا يهاجمون قوافل {{ قريش }} التي تمر بهذه المنطقة وهي طريق تجارة قريش الرئيسي الى الشام
ما تحركت لقريش تجارة
إلا نهبوها ، ولا مر فيهم راكب إلا قتلوه
وسمع العرب بذلك
فخرج ايضاً إليهم مستضعفين من المسلمين ، من قبائل العرب من حولهم ، حتى بلغ عددهم عدة اهل بدر {{ ٣١٣ }} اميرهم ابو جندل ابن {{ سهيل بن عمرو }}
_____________
وجن جنون قريش ماذا نفعل ليس لهم حل ؟؟
قوم بين الجبال والساحل وليس لهم مقر ماذا نفعل لهم ؟؟وتمكنوا من قطع تجارة قريش فأرهقوها
وهذا كله قبل أن يمضي عام على الصلح [[ يعني شهرين فقط ]]
ألم يقل لهم الصادق الأمين حبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم {{ إن الله سيجعل لكم فرجاً ومخرجاً }}
صلوا على حبيب القلوب
اجتمعت قريش و اختارت {{ ابا سفيان }} ومعه رهط من قومه
وفداً الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة
ومعهم كتاب موقع من {{ سهيل بن عمرو }} والشهود الذين كانوا معه في يوم صلح الحديبية
وجاء ابو سفيان يرجو النبي صلى الله عليه وسلم ، ويناشده الله والرحم
يقول له :_ انشدك ربك والرحم الذين بيننا ، إلا قبلت رجاءنا يا محمد
قال :_وماهو طلبكم ؟
قال :_ان تأوي إليك جماعتك {{ابو بصير }} و{{ابو جندل }}وكل من اراد ان يهاجر ، وامسح هذا البند من الصلح بيننا
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجه اصحابه
وقال لهم على سمع ابو سفيان
قال :_ارأيتم حين رضيت وأبيتم ؟؟
فقبل النبي صلى الله عليه وسلم
[[ وكان هذا من صالح المسلمين ]]
ثم أمر احد اصحابه ان يكتب كتاباً وبحضور{{ ابو سفيان }}
أمر ان يكتب
الى {{ابي بصير }} و{{ ابو جندل }} أن يقدما الى المدينة ومن معهم من المستضعفين
ورجع ابو سفيان الى مكة
وانطلق الرسول بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم
الى {{ ابي بصير }} و {{ ابي جندل }} بالساحل
___________
فما أن وصل حامل الرسالة
واذا {{ ابا بصير }} قد حضره الموت رضي الله عنه وأرضاه
فقيل له يا ابا بصير :_
هذا رسول ، رسو الله
فأخذ الكتاب وقبله ، و وضعه على عينيه ، ثم قرأ الكتاب وهو يجود بنفسه
وهو يقرأ الرسالة ويردد {{ الصلاة والسلام على رسول الله }} وفاضت روحه وهو يقرأ و وقع الكتاب على صدره
فأخذ ابو جندل الكتاب
وامر ان يجهز {{ ابو بصير}} فلما جهزوه و صلوا عليه ودفنوه في موقعه
انطلق ابو جندل و من معه الى مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
هذه نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم
اتذكرون حين قال لابي جندل
{{ يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجا}}
_________
وانتم يا أحباب رسول الله لكم منه نبؤة ، يا من تمسكتم بكتاب الله وسنة نبيه
اسمعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن من ورائكم أيام صبر ، الصبر فيهن {{ كقبض على الجمر }} للعامل فيها أجر خمسين
قالوا: _ يا رسول الله أجر خمسين منا ام منهم ؟؟
قال:_ خمسين منكم
[[ فأستغرب الصحابة ما الفضيلة التي اوصلتهم لهذا الاجر العظيم ]]
قالوا :_ لِمَ يا رسول الله ؟؟
قال :_ لأنكم تجدون للحق نصيرا ، ولا يجدون ، يكتم المؤمن إيمانه فيهم ، كما يكتم المنافق نفقه فيكم
{{إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء}}
وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يصبركم ويقول لكم قليلاً من الصبر يا احبابي ، يا من آمنتم برسالتي ولم تروني ، فالفرحة وقرة العين والغبطة والسرور قريبة جدا ، وملتقانا في الجنة في طوبى في حياة سرمدية ابدية ، غير زائلة
{{ طوبى للغرباء }}
صلوا على حبيبكم المصطفى صلى الله عليه وسلم
يتبع إن شاء الله {{ غزوة خيبر }} وستأخذ معنا وقت