هذا الحبيب 203  – السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى مؤتة ))

هذا الحبيب 203  - السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى مؤتة ))

هذا الحبيب 203  – السيرة النبوية العطرة (( الخروج الى مؤتة ))
_________
بعد {{عمرة القضاء }} كان هناك عدة سرايا
بعضها كان فيها قتال ، وبعضها لم يكن قتال
وفي شهر {{جمادى الآخرة }} من السنة الثامنة من الهجرة كانت معركة {{مؤتة}}
وهي أول مواجهة للمسلمين مع الإمبراطورية الرومانية، وهي اكبر دولة في العالم في ذلك الوقت
وكان سبب هذه المعركة أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أحد الصحابة وهو {{الحارث بن عمير }}
برسالة الى أمير بصرى ، يدعوه فيها إلى الإسلام ، وقد ذكرناها مع الرسائل
و اعترض طريقه {{شرحبيل بن عمرو}}
وهو ملك الغساسنة
ومملكة الغساسنة هي مملكة تدين بالنصرانية ، كانت داخل وموالية للإمبراطورية الرومانية
وقد سقطت بعد ذلك وانتهت في معركة اليرموك، في الفتح الإسلامي للشام ، وقبض {{شرحبيل }} على حامل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم {{ الحارث بن عمير}}
وقال له: _ أين تريد ؟
قال:_ الشام
قال: _لعلك أحد رسل محمد ؟
قال: _ نعم أنا رسول رسول الله
فأمر به فأوثق وقتل صلباً
[[وكان العرف في العالم كله في ذلك الوقت وحتى الآن أن الرسل لا تقتل، واذا حدث وقتل رسول دولة، فان ذلك يمثل اهانة كبيرة واعلان حرب على تلك الدولة ]]
ليس هذا فحسب بل بدأت الدولة الرومانية، ومعها القبائل العربية الموالية لها في شمال الجزيرة وهي قبائل تدين بالنصرانية، في تعقب وقتل كل من يسلم
حتى قتل والي {{معان}} بالأردن ، لأنه أعلن إسلامه
وكان قد أسلم دون أن يرسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم
_________
وكان رد النبي صلى الله عليه وسلم على هذه التصرفات
هي ضرورة ارسال جيش الى هذه المنطقة
والحروب في الإسلام تكون بهدف الدفاع عن النفس ضد أي اعتداء
ولتأمين حركة الدعوة الإسلامية، ومنح الناس حقهم في الاعتقاد، وحقهم في اختيار الدين الذي يريدونه
ومما جعل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، يسرع بارسال هذا الجيش
هو أنه كان واضحاً أن المواجهة مع الإمبراطورية الرومانية العملاقة، ومع القبائل القوية الموالية لها في شمال الجزيرة أمر حتمي ولا بد منه
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون هذه المواجهة في حياته هو
وألا يتركها لمن يأتي بعده ، حتى يكسر حاجز الخوف من مواجهة الإمبراطورية الرومانية في الغرب أو الفارسية في الشرق، أو أي دولة مهما بلغت قوتها
_________
قام صلى الله عليه وسلم ، باعداد جيش قوي قوامه
{{ ٣ آلاف }} مقاتل
وهو أكبر جيش اسلامي حتى ذلك الوقت ، وجعل على رأس الجيش {{ زيد بن حارثة}} رضي الله عنه
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، قد أعد {{ زيد بن حارثة }} اعداداً خاصاً
حيث قاد {{ ٧ سرايا }} قبل هذه السرية
وهو أكثر قائد أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في سرايا
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها
{{ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، زيد بن حارثة في جيش قط الا أمره عليهم، ولو بقي حياً بعد الرسول لأستخلفه }}
وكان زيد رجلا قصيرا، أسمرا، أفطس الأنف، وكان عمره في ذلك الوقت {{ ٤٣ عام }} رضي الله عنه
__________
كذلك لم يجعل النبي صلى الله عليه وسلم على هذه السرية أميرا واحدا
وإنما عيَّن {{ ٣ }} من الأمراء
إن قتل أحدهم تولى الآخر من بعده
وعقد لهم لواء ابيض مكتوب عليه لا اله إلا الله محمد رسول الله ، وأعطاه لزيد
وأوصاهم أن يأتوا مكان مقتل الصحابي {{ الحارث بن عمير}}
رضي الله عنه
ويدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا عليهم بالله تبارك وتعالى وقاتلوهم
ثم قال صلى الله عليه وسلم :_ إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس ، وإن أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة على الناس ، فإن أصيب ابن رواحة فليرتضِ المسلمون برجل منهم فليجعلوه عليهم
[[ يعني إذا قتل القادة الثلاثة يختارون رجل من الجيش يكون القائد فيهم ]]
طبعا كان من ضمن الجيش {{ خالد بن الوليد }} ولكنه كان حديث عهد بالإسلام كما ذكرنا في الجزء السابق
وهذه هي المرة الأولى والأخيرة التي يولي فيها النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٣ }} من الأمراء على سرية واحدة
وهذا يعني أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يتوقع حرباً ضروساً في هذه المعركة
لذلك قال :_ إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس ، وإن أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة على الناس
فإن أصيب ابن رواحة فليرتضِ المسلمون برجل منهم
___________
وانظروا الى هذا الموقف
لنعرف كم كان حقد و علم وخبث {{ يهود }} الموصفون بالمغضوب عليهم بالقرآن الكريم
كان يقف بجانب {{ عبدالله بن رواحة }} حبر من احبار يهود
كان صديقا له قبل الاسلام
عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن أصيب زيد فجعفر وإن أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة فإن أصيب ابن رواحة يرتض المسلمون رجل
فهمس هذا {{ الحبر اليهودي }} في أذن عبدالله بن رواحة وقال :_يا ابن رواحة إن كنت موصي في أهلك شيئا فأوصي فوالذي خلقك لن ترى وجه محمداً بعد اليوم
ما كان لنبي أن يقول إذا أصيب فلان ، فيرجع الى اهله حياً
ولو عد مائة أصيبوا جميعاً
[[ إذن يا سفيه يا مغضوب ، أنت عارف أن محمد نبي وتعرف
انه ما ينطق الهوى مالذي حملك على الكفر ؟؟ ]]
هم يعلمون أنه نبي مؤيد من السماء
ولكن كما قال الله تعالى
{{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }}
وقال تعالى
{{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }}
_________
إذن بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة زيد ثم جعفر ثم عبدالله
ولم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه في هذه المعركة
والرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يخرج في جميع الغزوات
والسبب
١_ حتى لا يشق على أمته
[[ لأنه لو خرج في كل غزوة لخرج كل المسلمين معه، وهذا أمر لا يتحمله كل الناس ]]
٢_ لكي يتعود المسلمون على الاعتماد على أنفسهم، ويستطيع تربية وأعداد صف من القادة ينهضون بالرسالة بعده صلى الله عليه وسلم
_________
وخرج صلى الله عليه وسلم بنفسه لتوديع الجيش
وكان يوم {{ الخميس }}
وودعهم الناس وقالوا لهم:_ صحبكم الله، ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين
فلما قيل لعبد الله بن رواحة ذلك رد على من يدعون له ان يرجع إليهم بشعر
فقال :_
لكنني أسأل الرحمن مغفرة ، وضربة ذات فزع تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مجهزة ، بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي ، أرشده الله من غاز وقد رشدا

لكنني أسأل الرحمن مغفرة ، وضربة ذات فزع تقذف الزبدا
[[ يعني ضربة كبيرة لا تلتئم ، تكون واسعة يتدفق الدم منها تدفق ]]
أو طعنة بيدي حران مجهزة [[ حران هو الانسان المشتاق للقتل والدماء ]]
بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا [[ ضربة تطلع كبدي واحشائي برا ]]
حتى يقال إذا مروا على جدثي ، أرشده الله من غاز وقد رشدا
[[ جدثي اي قبري قال تعالى { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } الأجداث ،مفردها جدث وهو القبر ]]
ودع عبدالله بن رواحة الصحابة بهذه الابيات
[[ اي انه يتمنى الشهادة في سبيل الله ]]
_________
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم الجيش وقال:_
{{ انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله
ولا تقتلوا شيخاً فانياً ، ولا طفلاً صغيراً ، ولا امرأة ، ولا تمثلوا ، ولا تغلوا ، وضموا غنائمكم ، وأصلحوا وأحسنوا ، إن الله يحب المحسنين }}
وانطلق الجيش على بركة الله الى {{ مؤتة }}
__________
وكان الطريق من {{ المدينة }} الى {{ مؤتة }}
يبلغ {{ ١٢٠٠ كم }} في صحراء قاحلة
وهي اكبر مسافة سارها جيش مسلم حتى ذلك الوقت
وكان ذلك أيضا في شهر آب [[ وهو شهر ٨ ، الذي نقول عنه آب اللهاب يحرق المسمار في الباب ]] جو شديد الحرارة
انطلق الجيش كما قلنا يوم {{ الخميس }}
قبل سقوط القرص حتى يبيت الجيش خارج المدينة ثم ينطلقوا يوم الجمعة
ووقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة بين الناس على منبره يخطب الجمعة
واذا {{ عبدالله بن رواحة }} بين الصفوف
فلما فرغ من صلاته
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ ما أبطأك عن صحبك يا بن رواحة لما لم ترح معهم ؟؟
لان السفر بعد الظهر اسمه { روحة }
والسفر صباحا يسمى { غدوة }
لذلك قال صلى الله عليه وسلم {{ لَغَدْوَةٌ في سبِيلِ اللَّهِ، أوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا وَمَا فِيها }}
قال له لما لم ترح مع اصحابك ؟؟
فقال ابن رواحة :_ احببت ان اجمع معك يا رسول  الله فلعلها تكون اخر جمعة
[[ اي اصلي الجمعة معك ممكن ما ارجع حابب اسمع اخر موعظة لك ]]
يقول الصحابة فرفع النبي صلى الله عليه وسلم ،صوته بلهجة المعاتب المغضب
وهو يقول :_ والذي نفسي بيده لو أنفقت مافي الارض جميعاً ما أدركت غدوتهم
[[ هنا قال غدوتهم هم صحيح انطلقوا بعدظهر الخميس في الرواحة ، ولانه جيش وهو شخص واحد يستطيع ان يلحق بهم فهم يوم الجمعة انطلقوا قبل الظهر فكانت غدوة ، وعبدالله بن رواحة مازال بالمدينة ولكن يستطيع اللحاق بهم ]]
قال :_ والذي نفسي بيده لو أنفقت مافي الارض جميعا ما أدركت غدوتهم
انطلق عبدالله بن رواحة مسرعاً ،وقد اشعلت هذه الكلمات النور في قلبه
اذا غدوتهم فقط تعدل ما على الارض ، إذن ما قيمة الجهاد في سبيل الله
وانطلق الجيش الى مؤتة
وكان الطريق يبلغ كما قلنا {{ ١٢٠٠ كم }} في صحراء قاحلة
_________
ووصل الجيش بعد أسبوعين الى منطقة {{ معان}} في جنوب الأردن
وكان الهدف كما ذكرنا هو قتال {{شرحبيل بن عمرو }} ملك غسان الذي قتل حامل الرسالة
{{ الحارث بن عمير }} رسولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
ولكن في هذا المكان نقلت الاستخبارات الإسلامية الى
{{زيد بن حارثة}} مفاجأة غير متوقعة
وهي أن الدولة {{ الرومانية }} قد قررت الإشتراك في المعركة بنفسها ، بل وألقت بثقلها في المعركة، وأرسلت جيشا قوامه
{{ ١٠٠ ألف }} مقاتل
طبعا أذناب الروم من العرب دائماً جاهزين للولاء
فتجمع العرب مع {{ هرقل }}
وأعدوا جيشا آخر قوامه {{ ١٠٠ ألف }}
فأصبح عدد العدو {{ ٢٠٠ ألف }} منهم {{ ٥٠ ألف }} فارس
مقابل كم من المسلمين ؟؟
{{ ٣ آلاف }} مسلم
هكذا أجمعت كل كتب السيرة
والبعض قال كان عدد الروم اكثر من {{ ٢٠٠ ألف }}
[[خلينا نعتبرهم من عندي اقل ونقول ١٥٠ الف مقابل ٣ الاف يعني كل صحابي لازم يقاتل كم ؟؟ ٥٠ رجل ]]
والعجيب أن يعد الروم والعرب الموالين لهم كل هذا الجيش لقتال جيش قوامه فقط {{ ٣ آلاف }} مقاتل
على ماذا يدل هذا ؟؟
يدل على مدى الرعب الذي كان فيه هؤلاء الروم وأتباعهم وخوفهم من المسلمين
والهيبة العظيمة التي استطاع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تحقيقها للدولة الإسلامية
__________
عندما علم المسلمون بعدد الروم
جمع {{ زيد بن حارثة }} الصحابة، ليعرض عليهم مستجدات الموقف
واستشارهم كما فعل صلى الله عليه وسلم في بدر وفي أحد وفي الخندق ، وكانت هناك ثلاثة آراء مختلفة
_________
الرأي الأول
كان يرى أن يرسل المسلمون رسالة الى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ويخبرونه بالوضع ويطلبون رأيه
فإما أن يأمرهم بالقتال أو الإنسحاب أو يرسل اليهم مدد
وقد تم رفض هذا الرأي لأن المسافة
بين معان والمدينة كبيرة
_________
الرأي الثاني
كان يرى أن ينسحب الجيش ويعود الى المدينة، لأن الجيش جاء لمحاربة مملكة {{غسان }} وعقاب {{شرحبيل بن عمرو}} الذي قتل {{الحارث بن عمير}}
ولذلك أتى بجيش قوامه ٣ آلاف مقاتل ، ولم يأت لقتال تحالف بين الإمبراطورية الرومانية العملاقة وكل القبائل العربية المتحالفة معها
ودخول معركة كهذه معناه اهلاك الجيش الذي هو كل عماد الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، ولا يأمن اذا حدث هذا أن يجتاح أعداء الدولة الإسلامية من قريش وغطفان وغيرهم المدينة
وقال أصحاب ذلك الرأي لزيد بن حارثة: _ قد وطئت البلاد، وأخفت أهلها ، فانصرف ، فإنه لا يعدل العافية شيء
[[ يعني يكفي الروم خوفهم منا وخروجهم بهذا العدد يعتبر نصر لنا فلنرجع ]]
__________
فوقف عبد الله بن رواحة وقال: _ يا قوم
والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون {{ الشهادة }} وما نقاتل الناس بعدد ولا بقوة ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين ، إما ظهورٌ وإما شهادة
وكانت الأغلبية في الجيش مع هذا الرأي الأخير، وهو الدخول في الحرب، وكان هذا القرار كان هو أجرأ قرار عسكري على مر التاريخ كله
___________
وصل المسلمون الى قرية تسمى {{ شارف }} بعدما اقاموا يومين في {{ معان }} وكانت هذه القرية شارف قد اشتهرت بصناعة السيوف كان يقال سيوف مشرفية
[[ اي صنعت في شارف ]]
ولكن وجد المسلمون أن هذا المكان غير مناسب للقتال بالنسبة لهم فانحازوا الى قرية يطلق عليها {{ مؤتة }} مدينة معروفة في جنوب الاردن ، وأقاموا معسكرهم هناك
وكان سبب اختيار هذه القرية هو استغلال مزارع القرية وبيوتها لتكون حماية طبيعية للجيش
فلا يتمكن الرومان من تطويق الجيش، وتكون المواجهة بنفس أعدادهم، وهي نفس خطة الرسول في بدر وفي أحد
__________
ووصلت جيوش العدو، أمواج بشرية هائلة تنساب الى أرض المعركة ، والمسلمون واقفون ثابتون كالجبال
تخيلوا {{ ٢٠٠ الف }} عددهم وكثرتهم
وكان ممن حضر المعركة {{ أبو هريرة }}
يقول أبو هريرة:_ شهدت مؤتة ، فلما رأينا المشركين ، ما لا قبل لنا به من العدد ، والسلاح ، والكراع ، والديباج ، والحرير ، والذهب ، فبرق بصري
فقال لي ثابت بن أقرم [[ وهو صحابي كان ممن شهد بدر ]]
فقال لي :_ يا أبا هريرة ، مالك ، كأنك ترى جموعاً كثيرة ؟؟
قلت :_نعم
قال :_ لم تشهدنا ببدر إنا لم نُنصر بالكثرة
[[ اسمعتم نحن أمة لا ننتصر بالكثرة ، ولا بالعدة ، ننتصر بالعقيدة الصادقة ، واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، وهي قوة العقيدة ، قلب قد تمكن فيه الايمان هذه هي قوة الامة ، لذلك قال ابن رواحة
وما نقاتل الناس بعدد ولا بقوة ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، كن مع الله ترى الله معك ]]

وجاءت ساعة الصفر ، وأعطى {{زيد بن حارثة}} اشارة البدء الى أصحابه، وبدء القتال ، ما الذي حدث بعد ذلك ؟

يتبع ان شاء الله