هذا الحبيب 210  – السيرة النبوية العطرة {{ يوم فتح مكة شرفها الله تعالى }}

هذا الحبيب 210  - السيرة النبوية العطرة {{ يوم فتح مكة شرفها الله تعالى }}

هذا الحبيب 210  – السيرة النبوية العطرة {{ يوم فتح مكة شرفها الله تعالى }}
__________
وقبل ان يدخل مكة صلى الله عليه وسلم ، قرر دخول مكة بأربعة جيوش أو أربعة كتائب تدخل مكة من اربعة جهات في نفس الوقت
وكانت العرب لاتعرف دخولاً لمكة إلامن المسفلة [[اي الطريق السهلة الرملية ، فلا احد يكلف نفسه ان يصعد جبلاً ثم ينحدر بنفسه نزولا بالوادي ]]
وذلك حتى يستفيد من التفوق العددي الكبير لجيش المسلمين
وكانت هذه الخطة على بساطتها ضربة قاضية لجيش قريش حيث عجزت عن التجمع ، وضاعت منها أي فرصة للمقاومة
فجعل على رأس أول كتيبة
{{ خالد بن الوليد}} يدخل من أسفل مكة
والثاني
{{ الزبير بن العوام}} يدخل من أعلى مكة من الحجون مع النبي صلى الله عليه وسلم من جهة
والثالث
{{أبو عبيد بن الجراح}} يدخل من جهة أخرى من أعلى مكة والرابع
{{ سعد بن عبادة}} زعيم الخزرج يدخل من غرب مكة
وعدد الجند ١٠ الاف
[[ يعني كل ٢٥٠٠ يدخلون من جهة ]]
وكان قد أمر أصحابه صلى الله عليه وسلم :_ أن لا تقاتلوا احداً إلا إذا قاتلكم
[[يعني الذي يقاتلنا نقاتله دفعا عن النفس ، فهو كان يحب صلى الله عليه وسلم ان يدخل مكة من غير سفك للدماء فهي حرم الله و تعظيما لحرمتها ]]
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ، على رأس ثلاثة كتائب ثلاثة من أهل مكة [[ اي من المهاجرين ]]
وذلك تأليفاً لأهل مكة ، حتى لا يشعرون أنه غزو خارجي وإنما قادة الجيش من أهل مكة أنفسهم
وجعل على كتيبة واحدة ، واحد من الأنصار حتى ينفي عن الجيش صفة العنصرية
_________
هنا لنا وقفة
قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، أختار أن يدخل مكة من الاعلى مع الزبير وهي منطقة تسمى {{ الحجون }} فيها جبل الحجون
و كان جبل شاهق وعليه صخور ملساء من المستحيل أن تصعد عليه الخيل
اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذا المكان ، ليدخل منه مكة
ونرجع للخلف في السيرة لبداية الدعوة
وموقف حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة في مكة
عندما كانت قريش تستهزء بدعوته صلى الله عليه وسلم
و كان للكعبة باب يغلق ، تدخل قريش فتطوف في داخلها
ثم يغلق الباب
[[ وهذا بعد تجديد بناء الكعبة وقد ذكرناها كيف كان لها بابان ثم جعل لها باب في اجزاء تجديد بناء الكعبة ]]
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم على عادة قومه ، وأراد ان يدخل الكعبة
فكان مفتاح الكعبة مع {{ عثمان بن ابي طلحة }}
اتذكرون هذا الاسم عثمان الذي رافق ام سلمة بالهجرة
واسلم مع{{ خالد بن الوليد وعمرو بن العاص }}
فكان المفتاح مع {{عثمان بن ابي طلحة }} وهو من بني شيبة الذين معهم مفتاح الكعبة الى ايامنا هذه
فكان واقف على باب الكعبة
فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يدخل الكعبة ، وضع {{ عثمان بن ابي طلحة }} يديه على الباب وصده عن الدخول
فقال النبي له :_ ما بك يا عثمان ؟؟
قال :_ انت رجل فارقت دين قومك , فعلام تدخل كعبتهم
فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم :_ يا عثمان كيف ترى إذا كان هذا المفتاح يوماً في يدي أضعه انا حيث اشاء
فقال عثمان بأستهزاء واستخفاف
قال :_ إذن ذلك يوم طلعت فيه الخيل من {{ الحجون }} وذُلة يومها قريش
[[ يعني امر مستحيل يعني اذا أرادت أي قبيلة أن تغزو مكة فلا يمكن ان تدخل من الحجون ، فإذا طلعت الخيل من الحجون الأمر الغير معقول المستحيل ، ولم يبقى ولا رجل في قريش وقتها بيكون مفتاح الكعبة بيدك يا محمد ]]
وموقف اخر
كان قد وقع بين عم النبي {{ العباس }} و {{ ابو سفيان }} لم يعلم به النبي صلى الله عليه وسلم
في العهد المكي والنبي صلى الله عليه وسلم في مكة يدعوا قومه لله ، بعد انتهاء الحصار في شعب ابي طالب
قال يوما العباس لابي سفيان
قال :_ يا ابا سفيان ألا تعلم أن محمداً صادقاً
قال :_ نعم لم نجرب عليه كذباً قط
قال :_ ألا ترى أن اصحابه يزيدون ولا ينقصون
قال :_ نعم
قال :_ ألا ترى انه دين حق ، فما عليك لو اتبعناه
فقال ابو سفيان :_ انا اتبع محمداً ؟؟!!! يتيم ابا طالب ، راعي الغنم في قريش ، نعم يا ابا الفضل اتبعه إذا رأيت نواصي الخيل تطلع علينا من {{ الحجون }}
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يدخل بالخيل من الحجون ليحقق لهم المستحيل
________
وسمع بعض الصحابة {{سعد بن عبادة}} وهو يقول:_
اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة
فلما وصلت للنبي صلى الله عليه وسلم هذه المقولة من سعد
قال الصحابة :_ يا رسول الله ، والله لا نأمن سعدا ان تكون منه في قريش صولة
[[ومعنى صولة اي يفعل ما يشاء دون رادع كما نقول فلان له صولات وجولات ]]
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، بعزل {{سعد }}عن قيادة هذه الكتيبة من الجيش
وجعل مكانه ابنه {{قيس بن سعد بن عبادة}} فلم يتأثر سعد ولا الانصار [[ لان هو وابنه واحد ]]
_________
ودخلت هذه الكتائب من الجهات الاربعة بلا اي مقاومة
إلا باستثناء كتيبة {{ خالد بن الوليد}} حيث تجمع بعض رجال قريش بقيادة {{عكرمة بن ابي جهل وصفوان }} عند جبل اسمه {{الخندمة }}
وقالوا :_ نقاتل حتى نقتل أو نصدهم
وكان فيهم رجل اسمه {{جماش بن قيس }}
كان طوال الليل يعد سلاحاً له في داره
فقالت له زوجته وكانت مسلمة بالسر
قالت :_ لمن تعد هذا السلاح ؟؟
قال: _ بلغني أن محمداً يريد أن يفتح مكة ويغزوها
قالت له :_ أوبعد ما صنع بخيبر [[ تذكره بحصون خيبر التي لا تقهر كيف دك النبي صلى الله عليه وسلم حصونها دكا ]]
قالت :_ أوبعد ما صنع بخيبر ما صنع ، يقوم له احد بعد ذلك ، دع عنك هذا ، فلا يقوم لمحمد أحدٌ بعد اليوم
[[يعني ما حدا بيقدر يوقف بوجهه بعد ما هزم اليهود التي لا تقهرحصونها بخيابر ]]
قال لها :_ فلئن كان لأخدمنك خادما من بعض من أستأسره
[[ يعني اذا انتصرت عليه ، بدي اجبلك من كبار اصحابه خدم عندك ، سمعتوا الغرور ؟؟ ]]
فقالت له:_ والله لكأني بك وقد رجعت تطلب مخبأ أخبئك فيه لو رأيت خيل محمد
[[ يعني سترجع تختبأ عندي ، فانت لم ترى جيش محمد ]]
فلما خرج مع صفوان وعكرمة الى {{ الخندمة }}
وهو أحد الجبال الوعرة
وتصدوا للقوات المتقدمة بالسهام، فأصدر {{خالد بن الوليد}} أوامره بالإنقضاض عليهم
وما هي الا لحظات حتى تشتت هذه القوى وفرت
وهرب {{جماش }} هذا واخذ يجري الى منزله
فدخل مرعباً لبيته
وقال لزوجته :_ اغلقي باب البيت ، أما سمعتي ابو سفيان يقول من دخل داره واغلق بابه فهو آمن
[[ من خوفه لم يغلق الباب خلفه ]]
اغلقي الباب
فقالت له وهي تضحك : _فأين الخادم؟
[[اي ألم تعدني ان تحضر لي خدم من اصحابه اين هم ؟!! ]]
فقال لها: دعي عنك [[ علم انها تستهزء به ]]
فقال شعرا
وأنتِ لو أبصرتنا بالخندمة
[[يعني لوكنت معنا وشفتي شو صار بالخندمة ]]
إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة
[[ يعني هؤلاء رجال قريش وابطالها هربوا ، ماذا اكون انا امامهم اذا هم هربوا وين اروح انا ؟؟]]
واستقبلتنا بالسيوف المسلمة ** يقطعن كل ساعد وجمجمة
ضربا فلا تسمع إلا غمغمة ** لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة
[[ ماسمعنا غير صوت السلاح والقتل لا تلوميني لاني خايف]]
فضحكت منه وسخرت واغلقت الباب عليه كي يكون في أمان
_________
وكان النبي صلى الله عليه وسلم , كما قلنا كان قد نهى عن القتال إلا من قاتلهم
فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم
قال :_ قم يا علي وانطلق الى خالد , وقل له يرفع يده عن دماء الناس ، واحصوا عدد القتلى بهذه المعركة الصغيرة
فكان عدد من قتل من قريش {{ ٧٠ رجلا }}
_________
ونقف هنا ايضا ، ونرجع الى يوم احد
اتذكرون حين وقف على جثة عمه حمزة ؟؟
وقد مُثل به ، وجُدع انفه واذنه ، ولاكت هند كبده ، مشهد لم تعرفه العرب من قبل فالعرب لم تكن تعرف {{ المثلة }}
والنبي صلى الله عليه وسلم ، بشر يوحى إليه ، فغلبت عليه بشريته من الحزن على عمه يومها
فصاح بأعلى صوته ، و اهتز لصوته جبل احد
وقال :_ عماااااه
ما وقفت موقفاً أغيض علي من هذا ، والذي بعثني بالحق لئن أظهرني الله على قومك يوماً لأقتلن سبعين منهم
[[هنا اقسم النبي صلى الله عليه وسلم انت يا حمزة مش بواحد عندي انت بسبعين من قريش ]]
واخذ الصحابة من حول النبي ، يحلفون لنفعلن ولنمثلن بهم
واذا بجبريل يهبط في نفس الموقف
[[ مافي مجاملة عند الله يا اخواني جبريل يهبط والنبي في قمة الحزن]]
ويوحي إليه الله عزوجل
{{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ }}
الذي يصبر ويغفر ويسامح فإن ذلك من عزم الامور
فرفع النبي صلى الله عليه وسلم راسه وتلا الايات على اصحابه ، في نفس الموقف ومازالت دموعه تترقرق على لحيته والحزن يغمره
فقال :_ لقد اخترنا ما أختار الله لنا من عزم الامور ، نصبر ونغفر
ولكن في ذلك الوقت كان قد سبق {{ قسمه }} فأراد الله بمشيئته أن يبر {{ قسم النبي }} صلى الله عليه وسلم
واليوم أظهره الله على قريش
فلم تقع مع النبي وقريش معركة بعد احد ، وفي الخندق لم يكن هنالك معركة وقتال ، فقد هزم الله الاحزاب يوم الخندق وحده بجند من جنوده وهي {{الريح }}
فهذا اول يوم يظهر فيه النبي صلى الله عليه وسلم على قريش والقسم كان{{ ان يقتل سبعين من رجالهم }}
فسخر الله {{خالدا }}وسبحان الله قتل {{٧٠ }} من رجالهم وهذه مشيئة الله ليبر به{{ قسم }}حبيبه صلى الله عليه وسلم
والنبي لم يأمر بذلك ولكنها مشيئة الله
ولما سأل خالد كم قتلتم منهم ؟؟
قال :_ هم سبعون يا رسول  الله
فقال :_ الله اكبر لقد أردنا أمراً ، و أراد الله آخر
__________
وقبل أن يدخل مكة اغتسل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
[[ وهذه سنة ثابتة ان يغتسل الرجل قبل دخول مكة ]]
ونزع عنه السلاح ،ولبس لباسه ، وأعتم بعمامته السوداء التي لبسها ليلة الاسراء والمعراج وقد ارخى طرفيها على كتفيه
ثم قال لعمه العباس :_ اصرخ بالانصار ولا يأتيني إلا انصاري
فنادى العباس :_ يا معشر الانصار الى رسول الله
فأسرع الانصار إليه و وقفوا حوله
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا معشر الانصارى ارايتم قريش [[ يعني انتم عارفين رجال قريش ]]
قالوا :_ نعم
قال :_ فإن برزت لكم فحصدوهم حصداً ، حتى توافوني على الصفا
[[هل رأيتم هو نهى عن القتال ، وحقن دمائهم ، واعطاهم الامان ، اما إن هم ارادوا ان يسفكوا الدماء بعد ذلك فاحصدوهم حصدا اذا فكروا الغدر ]]
لماذا امر الانصار فقط ؟؟
لانهم ليسوا من مكة وليس لهم ارحام بها ، فتأخذهم شفقة الرحم
فقالوا :_ سمعاً وطاعةً يا رسول الله
فحمل الانصار فقط سلاحهم ومشوا بين يديه صلى الله عليه وسلم
_________
ثم ركب ناقته القصواء ، وتقدم نحو مكة
فسطع النور المحمدي على اهل مكة من الحجون ، هو على ناقته والانصار حوله مدججين بالسلاح
وياله من مشهد وياله من يوم ، صلوات ربي وسلامه عليك يا حبيب الله صلوات ربي وسلامه عليك يا خيرخلق الله
{{ محمد رسول الله}} على ناقته القصواء ، بعمامته السوداء إشارة للسيادة والسؤدود
فلما رأى قريش من الاعلى ، وقفت تنظر اإليه
والناس تستشرف لرؤيته
[[والاستشراف هو ان ينظر الرجل من بعيد ويضع كف يده فوق عينيه كي يحجب اشعة الشمس ، ليتمكن من النظر حتى لا تضرب اشعة الشمس عينيه ]]
فلما رأى قريش من الاعلى والناس تستشرف لرؤيته
طأطأ راسه صلى الله عليه وسلم حتى أن شعر لحيته يكاد يمس ظهر راحلته
[[ ولم يدخلها ممتطياً صهوة جواده كما يفعل القادة الفاتحين،
ولم يدخلها على هيئة المنتصرين ويعملوله تمثال ويحطوه بساحة الحرم ، وبكل مدينة تمثال وهو كل اللي عمله خاض حروب وخسرها وضاع الاقصى ]]
كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مطأطا راسه ، ساكباً دموعه ،يتلو كلام ربه يمشي الهوينة
تواضعاً لله تعالى
وهو يتلو قوله تعالى
{{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا }}
فلما وصل للكعبة
واستقبل الحجر الأسود بعصاه [[حتى يعلم أمته ترك المزاحمة على الحجر ]]
وطاف بالبيت ، وأخذ قوسه وأخذ يدفع به الأصنام حول الكعبة
وهو يقول {{جَاءَ الْحقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إنّ الْبَاطِلَ كانَ زَهُوقاً}}

وكان حول الكعبة {{ ٣٦٠ صنم }}
بعدد ايام السنة [[ يعني العرب من غير إسلام كل يوم لهم رب وياريت متفقين على رب واحد ، هكذا العرب من غير دين ]]
وسنأتي على ذكر هذه الاصنام بالتفصيل في جزاء خاص
__________
ثم طاف بالبيت سبعة
ثم جلس النبي صلى الله عليه وسلم في ناحية من المسجد وأرسل بلالا الى {{عثمان بن طحة}} وهو الذي يحمل مفتاح الكعبة
قال :_ له أحضر لرسول الله مفتاح الكعبة
[[والمفتاح ليس معه لانه اسلم ،وهاجر للمدينة فالمفتاح مع اخوته ]]
فلما جاء عثمان الى بيت أمه لم يجد اخوته
فسأل امه عن المفتاح
فقالت :_ هو معي
قال :_ أعطينيه فقد طلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت:_ لا والآت لا أعطيك أياه
قال :_ يا أماه إن لم تعطينيه ، أرسل غيري ليأخذه
فأخذت المفتاح ومفتاح الكعبة له حجم كبير و وضعته في عجزتها [[ والعجز في الجسم هو المكان الذي يكون اعلى البنطلون فيه قشاط البنطلون ]]
رفعت دكت سروالها واخفت المفتاح هناك
وقالت :_ ليبعث محمد من شاء ، وهل رجل يضع يده ها هنا ؟؟
واستشف صلى الله عليه وسلم بنور النبوة أن عثمان لن يستطيع ان يأتي بالمفتاح
فقال :_ قم يا عمر فأتني بمفتاح الكعبة
فأنطلق عمر
ولماذا عمر ؟؟
لانه الرجل الذي تعرفه قريش وتعرف شدته و يهابه رجال ونساء مكة
فكان جهوري الصوت ، كان اذا صاح بأعلى صوته أرتجت الطرقات بصوته ، كان يفر الشيطان من المكان الذي يكون فيه عمر
فدنى من البيت ونادى بصوته :_ يا عثمان أين المفتاح ؟؟رسول الله بأنتظارك
يقول عثمان :_ فأهتز الدار كأن به رعد
فأخرجت أمي المفتاح
وقالت لي :_ خُذ ، خُذ لا تدع عمر يدخل
فأخذ المفتاح {{ عثمان }} وانطلق به الى رسول الله وهوعند الكعبة
_________
فعندما دنى منه ليعطيه المفتاح
تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم قبل عشر سنين ، فأخذته الرهبة فسقط المفتاح من يده
فظلل النبي صلى الله عليه وسلم بثوبه على المفتاح ، ثم انحنى إليه واخذه
ثم قال لعثمان :_ يا عثمان اتذكر يوم قلت لك كيف بك إذا رأيت المفتاح في يدي ، أضعه انا حيث اشاء
قال :_ نعم يا رسول  الله
قال :_ أرايت اليوم نواصي الخيل تطلع من الحجون
قال عثمان :_ أشهد أنك رسول الله ، اشهد انك رسول الله
{{صلوا على الحبيب ، صلوا عليه قلبكم يطيب }}
_________
فصعد النبي صلى الله عليه وسلم على درج الكعبة
[[وكان لها درج من حجارة واسمنت وازيلت حتى لا تعيق الطواف ، واستبدل بدرج متحرك اليوم ]]
ففتح النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة، وأمر بمحو الصور داخل الكعبة، ثم غسلها بماء زمزم ، وصلى داخل الكعبة قيل ركعتين وقيل ثماني ركع
________
ثم خرج من الكعبة، وقريش واقفة تنتظر مصيرها
فأسند يديه على جانبي الباب
وخطب صلى الله عليه وسلم الناس وقال:
– لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده
– يا معشر قريش، إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظّمها بالآباء، الناس من آدم وآدم خُلق من ترابـ، ثمّ تلا
{{ يَا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ }}
ثم قال :_يا معشر قريش ويا أهل مكّة ما ترون أنّي فاعل بكم ؟ ؟؟
_________
يالها من عبارة
تذكرت قريش بها سجل {{ ٢١ سنة }}
هذا محمد
يتيم ابا طالب الذي كان لقبه فيكم {{ الصادق الامين }}
من قبل سن البلوغ كان يحمل هذا اللقب
ولما أصبح رجلاً ، احبه الجميع ، وأحتكم الجميع لديه يوم تجديد بناء الكعبة و وضع الحجر الاسود
هذا محمد
التي كانت كفار قريش بعد أن نزل الوحي عليه وكذبوه ، كانت لا تضع أماناتها إلا عنده
هذا محمد
الذي كذبتموه واصطنعتم له الألقاب ، ساحر ، ومجنون ، وكذاب ، وأشر
هذا محمد
الذي حاصرتموه في شعب ابو طالب ٣ سنين ومات الكثير حوله من الجوع ، وكان يسمع بكاء الصغار
هذا محمد
الذي عقدتم مؤتمركم الأول تحت {{ رعاية ابليس}} في دار الندوة واجمعتم على قتله
هذا محمد
الذي اشعتم عنه بين العرب أنه ساحر عظيم
هذا محمد
الذي بعد موت عمه ابو طالب اشتد الايذاء عليه
هذا محمد
الذي خرج حزيناً وحيداً ، مفارق أحب أرض إليه ، وقد قالها يوم الهجرة ودموعه تنهمر على لحيته
{{والله إنك لأحب بقاع الارض إلي ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت }}
هذا محمد
الذي تبعتموه الى غار ثور تلتمسون قتله
هذا محمد
الذي أعلنتم {{ ١٠٠ ناقة}} مكافئة لمن يأتي به حياً او ميتاً
هذا محمد
الذي قاتلتموه يوم {{بدر }} و {{احد }} ويوم {{ الخندق }}
هذا الذي منعتموه بالأمس القريب ان يعتمر لبيت الله وهو محرم
هذا هو محمد رسول صلى الله عليه وسلم
يقول لكم الآن ، يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟
فدارت في عقول قريش كل هذه الاحداث
رجل ظُلم و أوذي والآن هو في موقف القوة
حوله {{ ١٠ الاف }} مدجج بالسلاح بأشارة منه لأطاحوا برؤوس قريش كلها
_______
يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ وسكت
فأخفضوا رؤوسهم
وقالوا من غير أن يرفعوا رؤوسهم ، مقولة الذليل المسترحم
قالوا: – أخٌ كريم وابن أخ كريم رحيم
[[يا حبيبي يا رسول  الله لما لم تقولوا له هذا الكلام قبل اليوم؟؟ صحيح هو على الحق ولكن الحق يحتاج الى قوة
وقد اثبت الله هذا في القران الكريم ومن شاء فليرد على الله
قال تعالى {{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }}
والقوة لا تعني السلاح فقط قوة الايمان والعقيدة اولاً ، قوة اقتصادية ثانياً ، قوة الاجتماع وتوحيد الكلمة ثالثاً
ثم عطف على ذلك ومن رباط الخيل اي السلاح
لماذا يا رب
{{ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ }}
الآن لغة القوة ، قالوا :_ اخ كريم وابن أخ كريم رحيم ، فكل حق يا أمتنا يحتاج الى قوة ]]
قالت قريش بلسان واحد :_أخ كريم وابن أخ كريم رحيم

فماذا تنتظرون يا قريش من اخ كريم رحيم صاحب الخلق العظيم ؟؟
فرد عليهم بأبتسامة
[[ ليس فيها نفاق ومجاملة التي نعرفها لا ]]
بأبتسامة الرضا والطمئنينة حتى يطمئنوا بأن الحال يصدق المقال فسبقت ابتسامته مقاله
فقال لهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
صلوا على حبيبكم ، صلوا عليه وسلموا تسليما
قال و هو مبتسم :_ فاني أقول لكم كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء
[[ يعني لن اقتلكم ولن استرقكم ]]
فخرجوا فكأنهم نشروا من القبور
وكان أهل مكة أفضل ما يطمحون اليه هو أن يسترقهم المسلمون
يتبع ٱن شاء الله