هذا الحبيب 237  – السيرة النبوية العطرة (( وفد بني حنيفة و ظهور مسيلمة الكذاب في اليمامة ))

هذا الحبيب 237  - السيرة النبوية العطرة (( وفد بني حنيفة و ظهور مسيلمة الكذاب في اليمامة ))

هذا الحبيب 237  – السيرة النبوية العطرة (( وفد بني حنيفة و ظهور مسيلمة الكذاب في اليمامة ))
____________
وفد بني حنيفة وجاء هذا الوفد من {{ اليمامة }} من منطقة جهة اليمن و كان معهم صاحب الكلمة فيهم
{{ مسيلمة بن حبيب }} ولم يكن يعرف بالكذاب حتى هذا الوقت الذي حضر فيه
أما فيما بعد فهو المعروف لدينا كمسلمين في كتب السيرة والتاريخ بأسم {{ مسيلمة الكذاب }} بعد أن وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالكذاب بنبوءة صادقة
___________
{{ مسيلمة الكذاب }}
وكان نصرانياً ، من بني حنيفة باليمامة في وسط الجزيرة العربية
و اقام في القدس {{ عاصمة فلسطين }} عامين يتعلم الدين النصراني ، وكان هناك اخبار من الرهبان أنهم ينتظرون ظهور نبي تحدث عنه الإنجيل
وكان كل واحد من الرهبان يمني نفسه ويرجو أن يكون هو النبي المنتظر [[ كما يفعل اليوم الكثير من المسلمين يظن نفسه انه المهدي المنتظر الذي اقترب ظهوره من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سيظهر آخر الزمان يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ]]
_________
فلما عاد {{ مسيلمة}} الى اليمامة، وجد أن عدداً كبيراً من نصارى {{ بني حنيفة }} قد تركوا النصرانية و دخلوا في الإسلام، بما في ذلك الأمير {{ ثمامة الحنفي}} الذي كان نصرانياً واعتنق الإسلام، واشتكى اليه الرهبان من دخول أهل اليمامة في الإسلام
وكان {{ مسيلمة }} رجلا متكلماً وشاعراً فأخذ يصنع لقومه الشعر والسجع
وأخذ يقول :_ هذا مثل الذي يقوله محمد ، هذا مثل الذي ينزل عليه من السماء ، وانا قد أنزل علي
[[ و أراد أن يلبس على قومه ]]
ولكن اجمع قومه على أن يأتوا المدينة ويقابلوا النبي صلى الله عليه وسلم كسائر العرب
_________
فلما ذهب وفد {{ بني حنيفة}} الى المدينة لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم ، ذهب معهم {{مسيلمة الكذاب}} وهو يرتدي الصليب
وكان قرار قومه إذا دخلوا المدينة أن يستروه بالثياب [[ لأن مكانته عندهم كبيرة فلا يراه احد حتى يحضر اليهم النبي صلى الله عليه وسلم فهو لا يقابل أي انسان هو اكبر من ذلك ، ولكن سيقابل النبي ]]
فلما اشرفوا على المدينة ستروه بالثياب تعظيماً له
ووقف رجال من قومه أمامه ، وخلفه ، وعن جانبيه ، ينتظرون قدوم النبي صلى الله عليه وسلم
وانظروا الى {{ نبوءة }} النبي صلى الله عليه وسلم قبل قدوم وفد بني حنيفة
[[ انتبهوا لا نقول عبقرية محمد ، لا نقول نبوءة رسول الله
فهو سيدنا محمد الرسول ، وليس محمد { العبقري }انتبهوا واياكم ان ترددوا ما يقوله الجهلة
كتب ومقالات وجرائد يرددون في كتابتهم عبقرية محمد ذكاء محمد ، لا لا
نقول نبوءة رسول الله ، ومحمد رسول الله
قال تعالى {{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }}
انتبهوا لكلماتكم عند الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ]]
_________
راع الصحابة [[ومعنى راعهم أي فاجأهم ]]
بأن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر له وفد اليمامة من بني حنيفة
صنع شيئاً لم يصنعه من قبل ابداً عند استقبال اي وفد
فجاء الى نخلة فأخذ منها عرق ليس فيه إلا ورقة واحدة
وأخذه بيده ومضى
ومعه عدد قليل من اصحابه [[ قيل ثلاثة وقيل خمسة ]]
فلما أقبل عليهم صلى الله عليه وسلم
فرحب بهم وسلم ، فرفعوا الحجاب من الثياب عن رأس مسيلمة
وافسح قومه له المجلس حتى يجلس {{ مسيلمة }} ويكون هو المتكلم فيهم
فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث قبل ان يتكلموا على غير عادته
[[ المفروض أن يستمع اولاً لخطيب الوفد او كبيرهم ومن ثم يرد عليهم ]]
فلما همَّ مسيلمة ان يتكلم بدأهم النبي صلى الله عليه وسلم بالكلام
وهو يقول :_ والله [[ يقسم النبي ]] والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون [[ العرق الخشب الذي في يده ]] ما أعطيته لك
وإني لأراك الذي أوريته في نومي ، ولن تعدوا أمر الله فيك
ثم صرف النبي صلى الله عليه وسلم وجهه عنه
وذهل الصحابة وقالوا يا رسول  الله مالذي أوريته ؟؟
_________
لنا وقفة هنا
ونأخذ فكرة عن {{ مسيلمة }} وهو قادم في طريقه الى النبي صلى الله عليه وسلم ماذا كان يقول لكبار قومه ؟؟
كان يقول لقومه في الطريق
قال :_ إن أشركني محمد معه في الأمر ، وعهد إلي به من بعده آمنت به واتبعته
[[ يعني اكون شريكه الآن بالنبوة والرسالة والزعامة يعني بده اياها وراثية انا اصير نبي واصير رحمة للعالمين من بعده ]] وإلا لن أدخل في دينه ابداً
مسيلمة كان يقول هذا في الطريق لرجال من حوله ، وقومه لم يسبقوه الى المدينة ولم ينقلوا هذا الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم
ولكن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من اول ساعة قابلهم قد علم ما قاله مسيلمة
__________
فلذلك قال له النبي قبل أن يتكلم مسيلمة :_ والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما اعطيته لك
وإني لأراك الذي أوريته في نومي ولن تعدوا أمر الله فيك

فلما قال له النبي ذلك
اضطر الوفد ان يقتربوا من بعضهم كي يتشاورا ، والتفت الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم يسألوه
قالوا يا رسول  الله مالذي أوريته ؟؟
[[ونسمع الحديث من لفظ البخاري ]]
قال صلى الله عليه وسلم :_ بينما أنا نائم أوريت [[ وهذا هو اللفظ الصحيح لا يقول الانسان رأيت لأن النائم لا يرى شيئا الله عزوجل هو الذي يريه فلذلك نقول أوريت ]]
قال :_ أوريت في يدي سوارين من ذهب وأهمني شأنهما [[ لأن الذهب محرم في الدنيا على الرجال لذلك قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أهمني شأنهما ، لماذا انا ألبس هذا الذهب في يدي ؟؟ ]]
فأوحي إلي وأنا نائم ، أن انفخهما [[ اي انفخ عليهم ]] فنفختهما فطارا من يدي
فقال له الصحابة :_ فبما أولتهما يا رسول الله [[ايش تفسير الرؤيا ]]
قال بكذابان يخرجان في الأمة هذا أحدهما [[ وأشار الى مسيلمة ]]
________
وقد سمع الشقي كلام النبي صلى الله عليه وسلم والنبي يشير إليه ويقول عنه كذاب
وقد فاجأهم بهذا الحديث وبهذه النبوءة قبل أن يسمع منه أو يسمع من قومه ومع ذلك فالكفر عناد
فلما سمع قومه كلام النبي صلى الله عليه وسلم اتعظوا واسلموا وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام
[[وخاف مسيلمة ان يكون هو الوحيد الذي لم يسلم فيفرق بينه وبين قومه وتذهب الزعامة منه ]]
فأعلن [[ مسيلمة ]] اسلامه نفاقاً وبقي يكتم ما يريد في قلبه
__________
ففقهم النبي صلى الله عليه وسلم بالدين وعلمهم القرآن
ثم أذن لهم وانطلقوا راجعين الى بلادهم
فماذا قال مسيلمة لقومه في طريقه ؟؟
قال :_ يا قوم لقد وجد محمد من قريش من يقف معه ، فلذلك دخل الناس في دينه واتبعوه
وأنا لم أجد منكم من يقف معي ، فكان حالنا كما رأيتم ولو أنكم شاركتموني الرأي ، فأنا اقسم لكم بربكم ورب محمد بأنه يوحى إلي كما يوحى إليه
ولقد اشركني الله معه بالأمر وقسم الارض لنا نصفين فكان نصفها لقريش ونصفها الآخر لبني حنيفة
[[ فأستخف عقول الضعفاء من قومه فأيدوه ]]
وقالوا له :_ نحن معك
__________
فلما عاد {{ مسيلمة}} الى قومه حاول مرة أخرى وأرسل رسالة الى النبي صلى الله عليه وسلم
قال فيها
{{ من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: آلا إني أوتيت الأمر معك فلك نصف الأرض ولي نصفها ولكن قريشاً قومُ يظلمون}}

[[ يعني قريش بياكلوا حقوق الناس لهم نصف الارض ولكن يريدونها كلها ]]

فلما قُرأت الرسالة على النبي صلى الله عليه وسلم
[[ رسالة لا تثير الغضب ولا تحدث ضجة وقد اخبر النبي من قبل اصحابه بأنه كذاب ويدعي النبوة وانه لان يعدوا امر الله فيه فلن يضر المسلمين بشيء ]]
يقول الصحابة :_فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وألتفت الى حاملي الرسالة وكانا رجلان
وقال لهما :_ ما تقولان انتما ؟؟ [[ انتوا شو رأيكم بهذا الكلام]]
فقالا :_ نقول كما يقول صاحبنا
قال :_ أتشهدان أني رسول الله
فقالا: _ نشهد أن مسيلمة رسول الله

فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم :_آمنت بالله ورسله أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لأمرت بضرب عنقكما ، ولكن الرسل لا تقتل
[[هذا هو نبينا هذا الذي يُفترى عليه في عصر الذرة والتكنولوجيا في عصر الحضارة وحقوق الانسان رجل كافر يدعي النبوة ورجاله مصدقينه ، فلم يقتلهم لأن العرف بين الناس أن الرسل لا تقتل فلم يقتلهما ]]
__________
فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم برسالة قال فيها
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب [[ هنا اخذ هذا اللقب فعرف بالكذاب في قومه والتاريخ وكتب السير الى ايامنا هذه يقرن اسمه بالكذاب ]]
من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ،السلام على من أتبع الهدى، أما بعد {{ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }} رد عليه بنص آية قرآنية
_________
وارسلت له الرسالة فأنقسم قومه الى نصفين
نصفهم على ايمانهم واسلامهم
والنصف الآخر مع مسيلمة الكذاب لأنه اعطاهم ماتهوى انفسهم ، و حتى يستعطف مؤيديه
قال لهم :_ محمد يأمر اصحابه بخمس صلوات في اليوم والليلة يكفيكم صلاتين [[ تنزيلات يعني ]] صلاة اول النهار وصلاة في اخر الليل
[[ صلاة اول النهار مش الفجر لا ، بس يصحى الواحد منهم على راحته يصلي ]]
قال :_ محمد يحرم على اصحابه الخمر ، لا بأس لكم في شرب الخمر في المناسبات
محمد يفرض على اصحابه الزكاة ، قد اسقطتها عنكم
[[ لا تزكوا ]]
محمد انزل عليه القرآن
وانا انزل علي مثله
ويسجع لهم :_لقد أنعم الله على الحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، من بين صفاق وحشا، وأحل لهم الخمر والزنا، ووضع عنهم الصلاة
يقول لهم :_ هذا مثل الذي انزل على محمد
والطاحنات طحنا، والعاجنات عجنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما
وهكذا فأستخف اصحاب القلوب الضعيفة والعقول المتحجرة والذين يريدون الهوى ومتاع الدنيا
فتبعه ناس من قومه
_________
وكان ممن تبع مسيلمة الكذاب رجل اسمه {{ نهار بن عنفوة }} وقيل اسمه {{ الرحال }}
وكان قد أسلم وتعلم شيئا من القرآن
وصحب النبي صلى الله عليه وسلم مدة وقد مر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع أبي هريرة ومعهم رجل ثالث اسمه فرات بن حيان
فقال لهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: _ أحدكم ضرسه في النار مثل أحد
فلم يزال {{ ابو هريرة وفرات }} خائفين حتى ارتد {{ الرحال }} مع مسيلمة الكذاب
________
فجاء إليه الذين امنوا من قومه اهل اليمامة و كانوا يعلمون أنه كاذب ، فأردوا أن يستهزوء به
قالوا:_ يا مسيلمة ، محمد قد ظهر على يده خوارق و إن للنبي معجزات وقد سمعنا من امور خارقة من اخبار محمد صلى الله عليه وسلم
قال :_ لهم ماذا تريدون ؟؟
قالوا :_ بلغنا أن محمداً ، قد بصق في عين أحد أصحابه ، بعد أن قُلعت من مكانها في إحدى الغزوات [[ يقصدون الصحابي قتادة رضي الله عنه ]]
قال مسيلمة :_ أحضروا لي رجل أعور ، فأحضروا له رجل أعور
فبصق في عينهِ من أجلِ ان يُشفى ، فعميت عينه [[ هذا أمر خارق ، لو بصق كل الناس في عين شخص ، لا يعمى ولكنها اهانة ]]
فضحك الناس عليه
قال لهم :_ هاتوا غيرها
قالوا له :_ بلغنا أن محمداً ، جاء الى بئر ماء مالح وقليل لا يسقي الظمأن ، فبصق فيه فكثر الماء وامتلئ البئر على الفور .
فذهب مسيلمة معهم ، إلى بئر فيه ماءٌ قليل ، فبصق فيه مسيلمة فجف الماءُ على الفور لم يبقى فيه نُقطة ماء واحدة
_______
إنها السيرة {{ للتأسي لا للتسلي }}
نحن لا نروي قصص للتسلية ، بل لنفهم العبر
فلما رأى اصحاب {{ مسيلمة }} ذلك انفض عنه ثلثي من تبعه لأنهم رأوا الآيات بأعينهم
ومع ذلك ، ومع أن الله اعطاه الانذار ، اصر على كفره وأنه نبي وانه يوحى إليه
_______
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثار {{ مسيلمة}} على الخليفة {{أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه }}
ولكن قواته هزمت في معركة دامية وهي معركة اليمامة، بقيادة سيف الله المسلول {{خالد بن الوليد }}
وقتل {{ مسيلمة الكذاب }} والذي قتله هو {{وحشي بن حرب }}
________
هذا أحد الكذابين
فمن الكذاب الثاني ؟؟
ليس موضوع حديثنا ولكن نأخذ لمحة سريعة عنه واسمه {{ الأسود العنسي }}
وهذا كان يقيم في {{صنعاء }} التي تعرف بعاصمة اليمن
ادعى النبوة فقتله قومه قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في يومين
وسنأتي على ذكره
وارسلوا بخبره الى النبي فوصل الخبر صبيحة دفن الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأراح الله الأمة من الكذابين
يتبع إن شاء الله