هذا الحبيب 242  – السيرة النبوية العطرة (( حجة الوداع ، مقاطعة النبي صلى الله عليه وسلم لزينب بنت جحش رضي الله عنها )) الجزء الرابع

هذا الحبيب 242  - السيرة النبوية العطرة (( حجة الوداع ، مقاطعة النبي صلى الله عليه وسلم لزينب بنت جحش رضي الله عنها )) الجزء الرابع

هذا الحبيب 242  – السيرة النبوية العطرة (( حجة الوداع ، مقاطعة النبي صلى الله عليه وسلم لزينب بنت جحش رضي الله عنها )) الجزء الرابع
__________
__________
نكمل ذلك الموكب الجليل الجميل ، وقد خرج صلى الله عليه وسلم من مدينته محرماً بين أصحابه بين رجال ونساء يزيدون عن {{ ١٠٠ }} ألف
عن يمينه ، وشماله ، ومن خلفه، وبين يديه ، وهم مد البصر
مضى الركب المبارك ،وكان في الطريق الى الحج
(( دروس ))
________
بعد أن مضى صلى الله عليه وسلم في الطريق
قيل له :_ يا رسول لقد برك جمل صفية
من هي صفية ؟؟
هي زوج النبي صلى الله عليه وسلم {{ صفية بنت حيي }} أم المؤمنين تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم يوم {{ خيبر }}

[[ سبق وان تناولنا سيرتها في اجزاء السيرة رضي الله عنها وكان أبوها حبر من احبار اليهود { حيي بن اخطب } اشد اعداء النبي صلى الله عليه وسلم وذكرت لكم قصته اكثر من مرة ]]
قالوا :_ برك جمل صفية [[ يعني لم يعد يقوى على المشي اصابه المرض ]]
فعالجوه لها ، فلم يقم ، ولم يعالج حتى هلك الجمل [[ مات ]]
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه فكان اكثرهن أبل {{ زينب }} [[ معها اكثر من جمل ]]
________
والسيدة زينب رضي الله عنها وارضاها ام المؤمنين هي {{ زينب بنت جحش}} و هي اقرب نسب منه صلى الله عليه وسلم تكون ابنت عمته
التي زوجه الله أياها في القران الكريم ، من فوق سبع سماوات دون ولي أمر
قال تعالى {{ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا }}

وكانت زينب تفخر على امهات المؤمنين جميعاً
تقول :_ ما منكم امرأة إلا زوجها أبوها او اخوها ، إلا انا زوجني الله من فوق سبع سماوات
هذه هي زينب رضي الله عنها
__________
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزينب : _يا زينب أرى أنك اكثر أخواتكِ ظهراً [[ أي امهات المؤمنين ]]
أفقري أختك جملاً حتى نعود [[ يعني اعيريها جمل تركبه بس نرجع نعطيك بدل منه ]]
فقالت زينب وقد غلبتها نفسها رضي الله عنها وارضاها
وغفر الله لها [[ فهي بشر والبشر غير معصومين إلا الانبياء ]]
تعجلت رضي الله عنها بالرد
وغاب عنها جلال الموقف
١_ أنهم محرمون
٢_الذي يخاطبها رسول الله
فهي في تلك اللحظة غلبتها نفسها
فنظرت الى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف
أنه محمد {{ الزوج }}
فقالت :_ أنا أعطي يهوديتك هذه ؟؟ [[فنسبتها لليهود ]]
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا
وصاح بزينب وقال :_ مه !!! بئس ما قلتِ يا زينب !!!
يقول الصحابة :_ و صمت صلى الله عليه وسلم طويلاً لم يتكلم
ودار الدم في وجهه ، وكان يُعرف إذا غضب تربد وجهه كأنه فقء به حب الرمان ، فعلموا أنه غضب غضباً شديداً
قالوا :_ تربد وجهه وزاد على ذلك أن أحمر بياضُ عينيه حتى اصبح كأنه الدم ، وترك السيدة زينب
لا يتحدث إليها
ولا يكلمها طوال حجة الوداع
و حتى عاد الى المدينة، الى ان مرض، وثقل عليه المرض وبدأ العد التنازلي وعلم انه مقبوض
ذهب لحجرتها
وكانت {{ زينب }} عندما علمت انه قد هجرها طوت فراش النبي ونامت على الارض
فقام وجاء وهو متعب صلى الله عليه وسلم وقد اثقله المرض وكان يتكئ على {{علي وعلى العباس }}
فقامت زينب لما رأته فرحة لم تسعها الارض من فرحتها
قامت تستقبله فجاء بنفسه ، للفراش صلى الله عليه وسلم وفرشه ونام تلك الليلة عندها [[ رغم مرضه وتعبه صلى الله عليه وسلم نام تلك الليلة عند زينب ، واصلحها ]]
ولولا انه لم يفعل ذلك ما كان كلمها احد بعد موت النبي لان النبي هجرها
________
من أجل من ؟؟
من اجل {{ صفية بنت حيي }} لا من أجل جمال صفية ، وصغر سنها بل لان {{ صفية }} مؤمنة صادقة آمنت بالنبي صلى الله عليه وسلم
والاسلام يجب ما قبله ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أول من حارب العصبية القبلية
وقال :_ دعوها إنها منتنة ليس منا من دعى الى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية
[[ وليس معنى العصبية فوران الدم والتعصيب والنرفزة لا
العصبية أن تقول :_ نحن كذا وانتم كذا
أنا كويتي وانت مصري
أنا فلسطيني وانت أردني
أنا لبناني وانت سوري
نحن اهل الشمال وانتم اهل الجنوب ]]

النبي صلى الله عليه وسلم يتبرأ ممن يدعوا إليها
رسول الله يقول لك {{ انت لست منا }}
هل فكرت بقوله صلى الله عليه وسلم {{ ليس منا }}
أياك ان تدخل من هذا الباب فتخسر في الدنيا والآخرة

{{{{ دعوها إنها منتنة }}}}
ألا لعنة الله على من حمل لواءها ، كلكم لآدم وآدم من تراب
إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم
هذه هي{{ عقيدتنا }}
فرسول الله صلى الله عليه وسلم المشرع عن ربه المتمثل بحقيقة هذا الدين ، هو قرآن يدب على الارض يسير بين اصحابه
يهجر ، ويقاطع زوجته ، بنت عمته
وهي {{زينب بنت جحش رضي الله عنها }} من السابقين للإسلام ومن المهاجرات
لأنها قالت لزوجة النبي الأخرى {{صفية بنت حيي}}
تعايرها باليهودية
وقد مح الاسلام ذلك ، والاسلام يجب ما قبله
_________
نحن لا نكره احد لجنسيته ، إنما نكره الحقد ، والمكر في صدور اعدائنا لنا ، وان كان ذي قربى فإن كان مثلهم لا يجمعنا بهم جامع

نحن لسنا كما تدعون أننا عنصريين ودمويين ونبيح دماء الناس الابرياء لأنهم ليسوا على ديننا ، وتنسبون الى هذا الدين كلمة {{ أرهاب }}
وهو بالاصل أسمه {{ اجرام }} وليس ارهاب
والذين أختاروا له هذا الاسم عالمياً او محلياً اخطاءوا
فالذين يقولون محلياً :_ ارهاب {{ هو خطأ }} لم ينتبهوا له
أما عالميا فهو مقصود لتشويه كلمة {{ أرهاب }} الموجودة في القرآن الكريم
قال تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم ومعلماً لنا

{{ وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ (تُرْهِبُونَ ) بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }}

فلسبب وجود كلمة {{ ترهبون }} في القرآن الكريم كلام الله عز وجل
اجتهد أعداء الأمة وتعمدوا أن يجعلوا هذا الاسم عنوان لكل شذوذ في السلوك أو سياسة هابطة او مؤامرات دموية
والصقوا هذا الاسم بالاسلام
فقالوا {{ الارهاب الاسلامي }}
وهو بالحقيقة عمل {{ إجرامي }} وليس ارهابي

فالاية لا تعني أن ترهب إنسان بأن تقتله وتسفك الدم ، لا
بل تعني ان تكون قوي ايمانيا قوي بالدفاع عن وطنك قوي بالدفاع عن المظلومين ، قوي بجيش بلدك وسلاحه وعتاده
فهذا الاستعداد يجعل العدو يخافك فتكون قد ارهبته ، فمعنى أن ترهبه لا تعني ان تقتله
أما اذا {{ قتلته }} فلم يعد هناك مجال لإرهابه لأنه مات والميت لا يخاف
مايقع من إجرام وتفجيرات وقتل الابرياء اسمه {{ إجرام }}
فالتخطيط من الاعداء وللأسف يتم التنفيذ من الذين يقولون نحن مسلمون
هذا الأجرام لا علاقة له بالإسلام ابداً ابداً ابداً
وكل من قرأ السيرة لمس ذلك بأخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم واصحابه وسماحة هذا الدين
________
والذين يقومون بهذا الإجرام أحد أثنين
١_ إما انسان مريض منحط أشتروه بالمال واصبح عميلاً ضد وطنه يخدم الاعداء بلباس {{ إسلامي }}
٢_ او انسان جاهل عقله متحجر لا يعرف دينه ولا نبيه صلى الله عليه وسلم ، غُرر به واخذ تعاليمه ممن يدعون أنهم يجاهدون في سبيل الله ، واخذ منهم تعاليم الدين الخاطئة التي تنسف له مفهوم الدين الحنيف ، ويظن انه على دين والحور العين في انتظاره
غير هاذين الصنفين لا يوجد إما عميل ، او جاهل غسلت دماغه وأصبح يرى المعروف منكرا ، والمنكر معروفا
والإسلام دين الله عزوجل من الاثنان براء
_________
نحن نعرف قيمة الأمن في الاسلام ونحرص عليه ، لأنه أمننا نحن وأمن المواطن
امن الكاتب ، أمن القارئ ، أمن نسائنا ، وبناتنا ، و اولادنا أمن الاطفال أمن كل شخص يعيش في بلدك ومهما كانت ديانته فهو أمننا جميعا
نحن المسلمون نعرف حرمة سفك الدماء وقتل الابرياء ، فنحن لسنا كما تصفونا بالإرهاب والمعروف عندنا {{ بالإجرام }}
فالنفرق بين كلمة {{ إرهاب }} النص القرآني {{ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }}
فلا نشوه كلام الله وننسب هذا {{ الإجرام }} الذي يكون على ايدي السفلة والمنحلين والذين الاسلام منهم براء
ولو لبسوا قميص أكبر عالم بالدين
ننسبه الى كلام الله عزوجل لنشوه معاني القرآن
الاسلام ليس {{ أجرامي }} إن لم تدافع انت عن دينك يا مسلم وتبين للجميع سماحة هذا الدين ، فمن الذي سيدافع عنه ؟؟
نحن لا نكره الناس لجنسيتهم لا
ولو كان امريكي ، او بريطاني ، او فرنسي او يهودي او اسود أو ابيض أو صيني
وإذا دخل في دين الله اصبحوا {{ اخوتنا في الله }}
نحن نكره ونحارب من يحتل ارضنا ويدنس {{ مقدساتنا }} لا لجنسيته
والله يشهد أننا نتمنى الهداية للجميع وان يدخلوا في هذا الدين لينجوا من عذاب الآخرة ، ويفوزوا برضوان من الله
كما كان يتمنى ذلك نبينا صلى عليه ربنا ، فهو صلى الله عليه وسلم كان يحب الهداية لجميع الناس فهو رحمة للعالمين
فأنزل الله عليه {{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }}
ونحن نقتدي بنبينا صلى الله عليه وسلم نحب ما كان يحب ومهمتنا من بعده ان ندعوا الناس الى الله ولا ننفرهم
فكلنا من آدم ، وابليس هو عدونا
نحن لا ننظر الى جنسية احد
فالنبي صلى الله عليه وسلم زرع لنا هذه المعاني في قصة زينب و {{ صفية }} وهو درس مهم لكل مسلم
يتبع إن شاء الله