هذا الحبيب 252 – السيرة النبوية العطرة (( تحلله صلى الله عليه وسلم من الإحرام ))
___________
___________
وبعد أن نحر صلى الله عليه وسلم
دعى الحلاق وجلس بين يديه صلى الله عليه وسلم ، وكان اسمه {{ معمر بن عبدالله }} رضي الله عنه
وكان من عامة الناس ليس له ذكر في اعلام الصحابة ، ومسلم من يوم فتح مكة يعد من {{ الطلقاء }}
من الذين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة :_ اذهبوا فانتم الطلقاء
وكان حلاقٌ ماهر ، فأخذ الموسي وجلس صلى الله عليه وسلم بين يديه وكان شعره يضرب منكبيه
[[ أي شعره قد وصل الى كتفيه ]]
__________
نقف عند مسألة شعر النبي صلى الله عليه وسلم
ستجد في كتب السيرة ، عدة روايات وأحاديث تصف شعره
١_ كان يسيل على ظهره بين منكبيه
٢_ كان يبلغ شحمة أذنه
٣_ كان يضرب منكبيه
وخذ الجدالات والأختلافات في مجالس الناس عن طول شعره صلى الله عليه وسلم
كان لكتفه والأخر يرد لا كان لشحمة أذنه ، السنة الشعر للأذن لا السنة للكتف
أما الحقيقة
كانت تلك الروايات المتعددة لأحداث متعددة
____________
عندما خرج صلى الله عليه وسلم للعمرة اول مرة وصد عنها يوم {{ الحديبية }} ذكرناها
كان قد غاب عن مكة حج وعمرة {{ ٦ }}
سنوات
[[ وقلنا ان قبل نزول الوحي كان يحج ويعتمر صلى الله عليه وسلم مع قريش ]]
وطال شعره حتى سال على ظهره ، فلم يحلقه صلى الله عليه وسلم ولم يقصره
{{ وما حلق شعره صلى الله عليه وسلم إلا في نسك }} اي حجا او عمرة
فلما صد عن الكعبة في الحديبية نحر هديه و حلق صلى الله عليه وسلم شعره وتحلل من احرامه
________
ثم خرج صلى الله عليه وسلم في العام الثاني لعمرة القضاء حسب بنود صلح الحديبية
[[ ان يأتي في العام القادم للعمرة ]]
فلما عاد للعمرة في العام القادم
وكان قد مضى على شعره عام واحد ، بلغ شعره شحمة اذنيه ويوم رجوعه من حنين ايضا اعتمر وحلق شعره
_________
والآن بعد عامين من فتح مكة كانت حجة الوداع ، فكان شعره صلى الله عليه وسلم يضرب منكبيه
فلا تحتاج هذه المسألة لخلاف
كل صحابي كان يروي وصف شعر النبي صلى الله عليه وسلم لاحداث متعددة
________
فجلس صلى الله عليه وسلم و تقدم {{ معمر }} الحلاق
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ابي طلحة الأنصاري ان يجلس بين يديه
ثم فرق صلى الله عليه وسلم شعره نصفين
فألقى نصفه على يمينه ، و نصفه الآخر على شماله
ثم قال النبي :_ يا معمر لقد امكنك رسول الله من شحمة أذنه وعنقه بين يديك والموسي في يدك
[[ إنها ثقة وأمانة ، معمر مسلم جديد من يوم فتح مكة من الذين قال لهم النبي اذهبوا فأنتم الطلقاء ، فمن يدري أيغدر بالنبي أم لا يغدر ، ولكنها فراسة النبي ، ولم يأمر أحد من المهاجرين والانصار أن يحلق له شعره مع أن فيهم من يحلق ]]
:_ يا معمر لقد أمكنك رسول الله من شحمة أذنه وعنقه بين يديك ، والموسي في يدك
فذرفت عينا معمر
وقال :_ المنة لله ورسوله ، الحمد لله الذي جعلني موضع ثقة رسول الله
فأخذ بالموسي بالشق الأيمن
وتقدم {{ سهيل بن عمرو }} فما جعل شعرة تسقط على الأرض إلا اخذها وقبَّلها ووضعها على عينه
وهو يقول :_ شعر رسول الله فداه ابي وامي
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا ابا طلحة أقسم شعري بين أصحابنا
{{{ حديث صحيح أخرجه البخاري }}
__________
إذن التبرك بآثار النبي سنة لا غبار عليها
{{ يرضى من رضي ويسخط من سخط }}
هذه عقيدتنا نلقى بها وجه الله ، ونحن مطمئنين
[[ ولا اقول التمسح بالجدران والحجارة وما يفعله الجهلة ]]
فالناس الذين يقولون :_ محبة النبي الزائدة هي مغالة ، ونخاف عليك أن تدخل بالشرك الخفي
[[ يعني تصير تشركه بالله ]]
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :_ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده والناس اجمعين
{{ رواه البخاري }}
وفي رواية :_ ونفسه التي بين جنبيه
من أصدق قولهم أم قول النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
قول النبي صلى الله عليه وسلم اصدق
النبي يقول :_ لا يكمل ايمانك حتى اكون احب إليك من نفسك التي بين جنبيك
أين المغالة إذن؟؟
وهل تعلم ان حبك للنبي اكثر من ابنك ونفسك هذه المحبة فوق المغالة واكثر فنحن مطلوب منا محبته اكثر من المغالة
ثم نحن في زماننا هل نجد من يحب النبي صلى الله عليه وسلم كما يجب ؟؟
[[ لحتى يجي واحد من هذه الفرق يقول لهم خففوا منها شوي ]]
المفروض في هذا الزمان واشتغال الناس بدنياهم وجهلهم بنبيهم نحثهم على محبة الله ورسوله
لذلك عكفنا على كتابة{{ السيرة النبوية العطرة }} ايام وايام وقاربنا على العام
اذا ما عرف الناس رسول الله كيف يحبوه ؟؟
فبدل أن نقول لهم :_ خففوا منها
يجب ان نحثهم عليها لزيادتها
اقول لأخواني الذي هذا منهجهم
أروني منذ أن بعث النبي صلى الله عليه وسلم من يوم نزل عليه {{ اقرأ }} من ذلك اليوم الى يومنا هذا
أروني ان ثبت في التاريخ أن مسلماً واحد عبد محمداً من دون الله ؟؟
ابداً ، ابداً ، ابداً لم يثبت ولا في أي مذهب ولا أي جهة ولا اي جماعة
هناك بعض الناس من عبد {{ علي رضي الله عنه }} وذلك من مغالة الرافضة وهم فئة قليلة
ولكن لم يثبت أن انسان عبد النبي صلى الله عليه وسلم ابدا
وذلك لعصمة الله له
ولو قرأنا القران بتدبر لعلمنا ذلك
قال تعالى {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }}
فلو احد عبده من دون الله لكان عذاباً ولم يكن رحمة
ولكن من يفهم هذا الكلام ؟؟
الله يقول له ويشهد {{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }}
فلو فتنوا به وعبدوه ، لم يعد رحمة ، بل اصبح بلاء وعذاب
فعندما يقولون:_ المغالة بحب النبي يدخلك بالشرك الخفي فهم ناقضوا القرآن وهم لا يعلمون
__________
قال النبي صلى الله عليه وسلم :_ يا ابا طلحة أقسم شعري بين أصحابنا
فأخذ أبو طلحة يقسم شعر النبي لمن حضر من الصحابة
[[ أي ممن حوله ]]
فكان نصيب الصحابي الشعرة و الشعرتين
وتقدم خالد بن الوليد رضي الله عنه
وقال :_ بأبي وامي انت يا رسول الله أعطني بيدك من شعرك
فأعطاه ثلاث شعرات من ناصيته
[[اي من مقدمة شعره ]]
فأخذها خالد و وضعها في قلنسوته [[ اي الخوذة التي يلبسها المحارب على رأسه ]]
________
ويقول خالد [[ وهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده ]]
يقول خالد :_ كنت لا أرى النصر و الظفر على الاعداء إلا ببركتها على راسي [[ اي شعرات النبي صلى الله عليه وسلم ]]
ويوم القادسية
كان خالد هو القائد العام في المعركة ، فلما دارت المعركة واحتدم القتال واشتد
وكان تركيز الأعداء على خالد [[ لأن القائد رمز في المعركة إذا ثبت فهو يعطي المعنوية لجنده واذا اصيب كان عكس ذلك ]]
فركزوا ضربهم ورمايتهم على خالد ، وفي هذه المعمة سقطت قلنسوة خالد من على راسه الى الارض
يقول اصحابه :_ فقفز خالد عن صهوة جواده الى الارض واخذ يبحث بين أرجل الخيل حتى وجدها واخذها و وضعها على راسه
ثم ركب جواده وقاتل حتى تم النصر
فلما انتهت المعركة تقدم إليه كبار الصحابة وأخذوا يعنفوه ويلوموه
يا خالد :_ انت رمز الجند
انت صاحب اللواء
كيف تلفي بنفسك بين ارجل الخيل بحثاً عن قلنسوة ؟؟
لقد هممنا ان نلقي لك بضعة عشرة قلنسوة ، ولا ان تلقي نفسك على الارض
قالوا :_ فبكى خالد حتى بلَ لحيته
وقال :_ ألا تدرون ماذا في هذه القلنسوة ؟؟
قالوا :_ وماذا فيها ؟؟
قال :_ إن فيها ثلاث شعرات من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطانيها بيده يوم حجة الوداع ، فوالله الذي بعثه بالحق لا أرى النصر يحفني من كل جانب إلا ببركتها
{{ هذه عقيدة الصحابة فمن شاء فليعتقد سواها }}
يتبع إن شاء الله