هذا الحبيب 47  الاستهزاء بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم

هذا الحبيب 47  الاستهزاء بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم

هذا الحبيب 47  الاستهزاء بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم

الآن نحن دخلنا في أعوام البعثة ، في عامنا الرابع
ثلاثة أعوام كانت الدعوة السرية
هذا العام الرابع كان مليئاً بالأحداث
ففيه تعرض الحبيب صلى الله عليه وسلم للأستهزاء ، وتعرض فيه ، ضعفاء المسلمون للتعذيب البشع حتى قتل البعض من شدة التعذيب
وإن شاء الله سأعرض لكم في الأجزاء القادمة ، كيف تحمل النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل الدعوة إلى الله ، وصحابته الكرام رضوان الله عليهم ، وربما تكون الأجزاء طويلة بعض الشيء ، لكي أتناول الحدث بكل تفاصيله لنعيش معهم هذا الشعور وكيف تحملوا من ةجل رفع كلمة
{
{ لا اله إلا الله محمد رسول الله }}

________

الرسول صلى الله عليه وسلم الآن في قريش ، أخذ يتعرض
لحملات تشويه لا تنتهي، حتى قالوا عنه أنه مجنون وأنه ساحر وأنه كاهن وأنه شاعر
خارج مكة في القرى العربية كل القبائل ، أصبح يصل لهم أخبار أن في مكة خرج فيها
{
{ ساحر عظيم }}

_______

قريش تضيق على الرسول صلى الله عليه وسلم ،
ولا تعطي الفرصة لأحد حتى يستمع إلى القرآن
ولا تعطي فرصة للرسول حتى يتحدث إلى أحد
وقد رأينا كيف أن [[ أبو لهب ]]
كان يسير خلف الرسول صلى الله عليه وسلم
فكلما أراد أن يتحدث إلى أحد من مكة أو من خارج مكة يقول هذا مجنون
هذا ابن أخي وأنا أعلم به، فيتركه الناس، ويقولون هذا عمه وهو أعلم به
__________

حتى كان عمر بن الخطاب مثلًا
[[
وكان لا يزال على الكفر ]]

كان يمشي خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان عمر تخافه الناس ، فكان يمشي خلف النبي وينهاهم عن التحدث الى رسول الله صلى عليه وسلم
فلا يجرؤ أحد أن يتحدث أو يستمع إلى حديث الرسول
وكان إذا قرأ القرآن ، يصفرون ، ويصفقون ، ويصرخون لكي لا يسمعه الناس
________

ورغم كل هذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يبذل كل جهده ، ولا يتوقف لحظة واحدة
كان يدعو قريش
ويدعو من يأتي إلى مكة من خارج قريش وخاصة في موسم الحج
وكان القرآن العظيم تتنزل آياته ، فيصلي عند الكعبة ويقرأ القرآن حتى تسمع قريش القرآن
_______

واهتم القرآن المكي
[[
أي الآيات التي نزلت في مكة قبل الهجرة ]]
بذكر قصص الأنبياء والأمم السابقة
كما كان من خصائصه تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته إلى الصبر وتحمل أذى المشركين
وكان يرد على مشركي قريش
نصيحتي لكم اجلسوا في غرفة واسمعوا
{
{ سورة هود }}
اغمض عيناك واستشعر نفسك تجلس مع الصحابة في دار الأرقم مع رسول الله وكأنك تسمعها منه ، وكيف كان الله يتودد عليهم بذكر من سبق ويصبرهم ويثبتهم
جرب وتذوق حلاوة الإيمان
_______

بعض الأمثلة :
يأتي رجل اسمه
[[
أُبي بن خلف ]]
يحمل بكف يده عظم رميم
[[
يعني متفتت ]]
قال : يا محمد ، أترى ربك يحي هذا بعدما قد رم ؟

فينزل الله على نبيه
{
{ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ }}

يا من تستغرب من هذا العظم الرميم انظر لنفسك من اي شي خلقت ، من نطفة وها أنت أصبحت رجل تخاصم الله ، تضرب لنا مثلاً تحمل بكفك العظام وتسأل من يحيها ، وتنسى أنت من أي شيء خلقت ، الذي أنشأها أول مرة ولم تكن موجودة بالأصل هو الذي يحييها …. إنه الله جل في علاه
________

قالوا : كيف يكون محمد نبي ومستجاب الدعوة وهو فقير ، ويأكل الطعام مثلنا ، لو أرسل الله نبي من السماء لكان ملك وليس بشر ، فكيف محمد مثلنا يمشي بالسوق وهو يريد
أن يكون ملكًا علينا، والملوك لا تمشي في الأسواق
فيقول تعالى :
{{
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلا مَّسْحُورًا انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا }}

_________

يقولون : محمد فقير ويريد أن يكون ملكًا علينا، والملوك لا تمشي في الأسواق
فيرد عليهم الله تعالى بقوله :
{
{ تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا }}
ويقولون : يا محمد ، والله لا نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله
ومعه أربعة من الملائكة يشهدون أنه من عند الله وأنك رسول من عنده
فيرد عليهم الله تعالى قوله :
{
{ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ }}

قرطاس : [[ يعنى ورقة محسوسة، ويمسكونها بأيديهم، فالله تعالى يقول أنه حتى لو حقق لهم هذا المطلب، لقالوا أن الرسول قد سحر أعينهم، كما حدث في مواقف أخرى كثيرة ]]
_________

وهكذا كان حال نبينا صلى الله عليه وسلم مع قريش
كان كل ما أقبل صلى الله عليه سلم أو ذهب ومر من جنبهم يسمعوه كلام استهزاء
يقولون : هذا ابن أبي كبشة يكلم من السماء

[[ أبو كبشة حكينا بداية السيرة إنه زوج حليمة السعدية مرضعة الرسول فاستهزاء بالنبي بدل ما أن يقولون محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب .. ينسبوه إلى قومه الذين أرضعوه ]]

هذا ابن أبي كبشة يكلم من السماء !!!
هذا راعي الغنم في قريش يكلم من السماء
[[
لأنه عمل في رعاية الأغنام صلى الله عليه وسلم ]]
_________

والرسول صلى الله عليه وسلم يسمع كلامهم ويسكت .. ويرجع إلى بيته بعد نهار متعب في الدعوة إلى الله .. وهو حزين من أفعال قومه .. يأتي إلى بيته فيجد خديجة رضي الله عنها .. فتتكلم معه وتصبره فلا تتركه حتى ترى الابتسامة على وجهه رضي الله عنها وأرضاها
_______

إلى أن اشتد الوحي وبدأت الآيات تنزل على رسول الله وتأمر النبي أن يدعوا قومه ويبين لهم سخافة هذه الأصنام التي صنعوها بأيدهم وسفاهة أبآئهم وإنهم كانوا قليلين عقل
_________

فأنزل الله قولهة:
{
{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }}

يعنى هذه الأصنام التى تعبدونها
[[
ستكون في جهنم، تحمى بها نار جهنم، ويعذب بها أهل النار]]

فغضبت لذلك قريش
وقالوا: أيشتم آلهتنا ؟ محمد يشتم آلهتنا محمد يشتم آبائنا
فجاء كبير الشعراء بقريش اسمه
[[
عبد الله ابن الزبعري ]]
أكبر شاعر في قريش
كان يقول الأشعار يهجو فيها النبي
ولما أسلم قال الكثير من الاشعار يعتذر فيها للنبي صلى الله عليه وسلم
جاء وقريش مجتمعة
وقف وقال : يا محمد هذا الشيء الذي تقوله
{
{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ }}

لآلهتنا خاصة أم لكل من عُبِدَ من دون الله ؟
فقال له النبي : بل لكل من عُبِدَ من دون الله
فقال له: ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون، وأن عيسى عبد صالح، وأن عزيرًا عبد صالح ؟
فقال: بلى
قال له : كل هؤلاء قد عبدوهم الناس ، هل هم حصب جهنم ؟؟
[[
هل الملائكة وعيسى وعزيز سيكونون حصب جهنم لأن الناس عبدتهم ]]

فصاح أذهل مكة فرحاً منهم من صار يصفق والآخر يرقص وثالث يصفر
قال : أجب يا محمد
فينزل الله جبريل على رسول الله

{{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ}}

[[إِن الذين سبقت لهم منا الحسنى ، يعني الملائكة وعيسى وعزير ، أولئك عنها مبعدون ]]
________

وأنزل الله آيات متفرقة
قال تعالى :
{
{ وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون}}

وفي آية أخرى :
{
{وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون }}

أول آية لا يعقلون .. الثانية لا يعلمون

_________

هنا قريش لما سمعوا القرآن ينال منهم ومن أصنامهم وآبائهم أخذتهم حمية الجاهلية .. كيف يسفه هذا النبي أحلامهم وأحلام آبائهم وينسب الآباء إلى قلة العلم والعقل .. فاشتد غضبهم وجمعوا شيوخ قريش وذهبوا إلى أبي طالب

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يتبع الحلقة الثامنة والأربعون   …