هذا الحبيب 49 تعذيب آل ياسر
بدأت قريش بتنفيذ ما اتفقوا عليه في دار الندوة
كل قبيلة تعذب من كان تحت يدها ، ممن أسلم ودخل في دين محمد
آل ياسر كانوا ممن سبق ودخلوا الإسلام
{{ الأب }} … ياسر رضي الله عنه
{{ الأم }} … سمية رضي الله عنها
{{ الابن }} .. عمار رضي الله عنه
هذه أول أسرة أسلمت بالكامل ، وأول عائلة جهرت بالإسلام
وكانوا هم سابع من جهر بالإسلام في الدنيا
وهم في الرتبة الثلاتين من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في دخولهم الإسلام
________
{{ سمية رضي الله عنها }}
أول من قتل في سبيل الله هي و زوجها ياسر
كان عمرهم قد تجاوز الستين
وكانت رضي الله عنها
{{ أول إمرأة تسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنها و ارضاها }}
_______
ابنهم عمار بن ياسر كان يذهب لدار الأرقم ويتعلم من الرسول أخلاق هذا الدين
فكان نصيب آل ياسر من التعذيب على يد فرعون هذه الأمة الملقب على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ((بأبي جهل))
الكثير من المسلمين يعتقدون أن
أبو جهل عم النبي ، لا
أبو لهب عم النبي
أبو جهل من بني أمية ، والنبي من بني هاشم
أبوجهل كان يُعرف في قريش بأبي الحكم ، لأنهم كانوا يعتبرونه صاحب الرأي السديد
ولما تبين جهله سماه النبي صلى الله عليه وسلم
(( أبا جهل))
أما اسمه الحقيقي
{{ عمرو بن هشام }}
فكان نصيب آل ياسر
[[ أول بيت من شهداء المسلمين ]]
على يد هذا الطاغية
أذاقهم أبو جهل صنوف وألوان من العذاب للوالد وزوجته والابن
_________
وكان أبو جهل ، إذا سمع برجل قد أسلم يجن جنونه
فإذا كان هذا الرجل له شرف ومنعة أنبه وخزاه
[[ يعني هذا الرجل له مكانة في قريش يلومه أبو جهل ويسمعه الكلام الذي يخزيه ، أنت إنسان ناقص تركت دين أبيك الذي هو خير منك لا قيمة لك بيننا ]]
وإذا كان تاجر يتوعده بمقاطعة مكة لبضاعته
وإن كان هذا الرجل ضعيف لا عشيرة له ، كان يضربه ويتسلط عليه بأنكى العذاب
[[ كيف المغترب ، لما يأتي لبلد هرباً من الفقر والحرب ، كيف يكون تعامل الشعوب الذين ينتسبون لخير أمة ، كيف يتعاملون معه ؟؟ لا أقول الضرب ، ولكن أقصد الاستحقار الذي في الصدور مش ابن بلد ، إلى الله المشتكى ]]
سنقف بين يدي الله ولا يظلم ربك أحدا
________
آل ياسر من الفئة الضعيفة ، الذي لا حول لهم من الخلق ولا ناصر
فتسلط عليهم الفجرة بأنكى العذاب، لم يرحموا شيبة الشيخ وضعف المرأة
كان يلبسهم الدروع من الحديد ، ثم يأمر عبيده أن يضعوهم تحت أشعة الشمس الملتهبة ، فتجف حلوقهم وتتيبس عروقهم ، وتتشقق جلودهم ، فتسيل منهم الدماء
ثم يرجع في اليوم الثاني ليعيد معهم الكرة مرة أخرى
__________
و يقال
{{ لم يشهد التاريخ امراة عذبت كما عذبت سمية من أبي جهل كان يضربها ضربا شديدا و يؤذيها أشد الأذى ، امرأة عجوز ضعيفة }}
_________
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يأتي إليهم أبدا
لأن النبي لم يكن يسعى إلى الذين يعذبون
والسبب حتى لا يواجه بنفسه بأس قريش وبطشها لأن الوضع لا أحد يتخيله ، ولا يتحمل أبداً أي مواجهة ، لو رأى المشركون الرسول سيزيدون في تعذيب الضعفاء سيزيد حقدهم
وكان صلى الله عليه وسلم يدعو الله لهم بالثبات فلما جاء اليوم الذي أخبره الله به .. بأن آل ياسر سيكونوا شهداء في هذا اليوم ، وقد اشتد العذاب عليهم
سعى صلى الله عليه وسلم على قدميه حتى جاء ساحة التعذيب
ووقف أمام ياسر وزوجته وهم يعذبان
فقال :
{{صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة }}
صبراً آل ياسر
[[ يعني اصبروا بس وقت بسيط جداً ]]
لإن المسألة انتهت .. فإن موعدكم الجنة
[[ ذهب الكثير لم يبقى إلا القليل ]]
لم يأتيهم صلى الله عليه وسلم قبل اليوم الذي سيموتون فيه ولا الذي قبله
جاءهم في اليوم الذي سيستشهدون فيه قبل ساعات ، جاءهم في وقت الظهر ، وسمع خبر وفاة ياسر وزوجته رضي الله عنهما العصر
جاء فقط صلى الله عليه وسلم يبشرهم بالجنة وأعطاهم موعد للقاء معه مرة ثانية
أين يارسول الله ؟
في الجنة
_________
في ذلك اليوم ، جاء إليهم أبو جهل وهو لا يعلم أن النبي قد جاءهم وقد يئس ومل من تعذيبهم يريد أن ينتهي
إما أن يرضوه بكلمة فيطلق سراحهما
[[ لأن أبو جهل كان يُعذب أكثر منهم وهو يُشرف على تعذيبهم ]]
أو أن يقتلهم
جاء ومعه آلهة يحمله في يده
[[ صنم صغير ]]
قال : يا ياسر قل بعزة اللات
[[ يعني آلهته التي يحملها بيده صنم مصغر عن اللات ]]
قل بعزة اللات أطلق سراحك
[[ بس هالكلمة ما بدي منك شي ]] >
وكان ياسر مربوط على جذع نخلة فدار وجهه
وقال : لا إله إلا الله
يأتيته من الجهة الأخرى لا تريد أن تقول بعزة اللات ، إذاً قل هُبل
[[بس أنطق كلمة هُبل ]]
يدير وجهه إلى الجهة الأخرى
ويقول : لا إله إلا الله
لا تريد أن تقول هذا قل يا ياسر كلمة واحدة تنال بها من شرف محمد
[[يعني سبه وخلص]]
يدير وجهه
ويقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله فلما يئس أبو جهل من ياسر ، لإن ياسر لم ينطق بأي كلمة ترضيه أو ينال من شخص {{محمد صلى الله عليه وسلم }}
وضع الصنم من يده
وأخذ حبل من ليف ووضعه على عنق ياسر وأخذ يجدله
[[ يعني يلف الحبل شوي شوي ، و يخنقه بالنفس ]]
ويقول : يا ياسر نل من محمد [[ سبه ]] نل من محمد وأطلق سراحك وإلا أخرجت روحك
والرجل ما زال يقول
{{ لا إله إلا الله محمد رسول الله }}
حتى شد الحبل على عنقه فخرجت روح ياسر مع قوله محمد رسول الله }}
هل قضى على الإيمان أبو جهل ؟
لم يستطع أن يحرك شعره من إيمان ياسر رضي الله عنه وأرضاه فإن موعدك أين يا ياسر مع الرسول
{{ في الجنة }}
___________
اشتد غضب أبو جهل أكثر وأكثر لم يستطع أن يثني عبد مملوك عنده عن دين جديد ولو دفع ثمنه روحه
ترك أبو جهل ياسر بعدما قتله وجاء إلى زوجته
جاء أبو جهل الى سمية
أمرها أن تكفر بدين محمد فلم تستجب لأبو جهل
طلب منها أن تنال من النبي كما فعل مع زوجها لم تستجب {{ امرأة عجوز ضعيفة مع كل هالعذاب وهي صابرة محتسبة عند الله ]]
فوضع أبو جهل صنمه الصغير في فم أم عمار وأخذ يدلك فمها بالصنم الصغير من شدة غيظه
قولي هبل سبي محمد أطلق سراحك
فجمعت ريقها حتى امتلاء فمها وأعطتها بصقة كأنها قذيفة في وجه أبو جهل
وصرخت عليه بأعلى صوتها
يا عدو الله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
فغضب أبو جهل واشتعل من الغضب وأمر عبيده
أن يربطوا إحدى رجليها ببعير والأخر ببعير اخر
[[ عملية فسخ ]]
فربطوها ثم أخذ حربته وطعنها في مكان عفتها
وهي تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .. فاضت روحها وموعدها لأم ياسر مع الرسول في الجنة .
رضي الله عنهم وأرضاهم جميعا.
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة الخمسون …