هذا الحبيب 52 – الزبانية و أبو جهل
نعود لحياة أبو جهل قليلا
________
أبو جهل فرعون هذه الأمة كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم في عزة في قومه
كل الضعفاء يعذبوا ، ومحمد يغدو ويرجع ، ولا أحد يتعرض له إلا بالاستهزاء
فقال في نفسه
[[ هذا لا يكفي ]]
فجاء إلى النبي يوما وهو يصلي عند الكعبة ، فلما فرغ من صلاته
قال : يا محمد لقد فارقت دين آبائنا ، وسفهت أحلامنا ، وعبت آلهتنا
فلماذا تصلي عند كعبتنا ؟!!
اسمع يا محمد أنا أنهاك أن تصلي ها هنا ، وإن رأيتك تصلي نالك مني ما لا ترضى
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم ، في وجه أبو جهل وزجره وتوعده إن أعاد مرة أخرى تهديده له لينال من النبي ما لا يرضاه أبو جهل ، فغضب أبو جهل
وقال : يا ابن أبي كبشة يا يتيم أبا طالب يا راعي الغنم لقومه [[ بهذه الألفاظ ]]
أنت تهددني وأنا أكثر قريش نادياً
[[ يعني عشيرة ورجال]]
اعتز أبو جهل بقومه وعددهم وقوتهم .. وأدار وجهه أبو جهل وانصرف ، وهو يبربر ويهدد ، ويتوعد النبي إن جئت مرة ثانية تصلي لأفعلن كذا وكذا
________
ومضى النبي وإذا بجبريل يهبط عليه في الطريق وينزل بإعجاز قرآني ، وكانت أول آيات تنزل على مصطلح العرب فيها زجر وتهديد
______
قال تعالى :
{{ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى }}
[[ كلا هنا كلمة زجر وتوبيخ ]]
_________
تتمة الآيات
{{ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ، إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ، عَبْدًا إِذَا صَلَّى ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى ، أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }}
[[ ألم يعلم أبو جهل أن الله مطلع على الحوار بينكم ]]
______
تتمة الآيات ..
{{ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }}
[[ السفع عند العرب تستعمل للخيل التي لم تروض ، إذا وضع له اللجام يهز الخيل رأسه ، يميناً وشمالاً يريد ان يقطع اللجام ، يرفض لبس اللجام ، فيقول المدرب اسفعه على الناصية ، يعني اضربه على جبهته للخيل فيضربه بكف يده ضربات متتالية على ناصيته ، فينخ ويسكت ، ثم يضعوا له اللجام ، استخدم الله هذا التعبير لأبي جهل ولا تستخدم إلا للبهائم ]]
__________
تتمة الايات :
{{ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }}
السفع عند العرب تستعمل للخيل التي لم تروض ، إذا وضع له اللجام يهز الخيل رأسه ، يميناً وشمالاً يريد ان يقطع اللجام ، يرفض لبس اللجام ، فيقول المدرب إسفعه على الناصية ، يعني إضربه على جبهته للخيل فيضربه بكف يده ضربات متتالية على ناصيته ، فينخ ويسكت ، ثم يضعوا له اللجام ، إستخدم الله هذا التعبير لأبي جهل ولا تستخدم إلا للبهائم ]]
__________
تتمة الايات
{{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }}
[[ يا محمد قل لأبو جهل يحضر عشيرته ورجاله ، أليس هو محتمي بعشيرته وعددها ]]
{{ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }}
إذا أحضر رجاله وعشيرته يا محمد ، فأنا
(( الله العلي العظيم ))
سأحضر له الزبانية
_________
من هم الزبانية ؟؟
صنف من الملائكة ليسوا من الحفظة ولا من ملائكة الرحمة
صنف اسمه
{{ الزبانية }}
هؤلاء الزبانية فطرهم الله على البطش
إذا أمرهم الله بأخذ هذا الطاغية إلى النار
وقال لهم : خذوه
هبوا مسرعين إليه كل واحد منهم مسرع لطاعة الله يتسابقون من يأخذه أولا
لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون
{{ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }}
تحدي مقابل تحدي
تفضل يا أبو جهل لنرى ماذا ستصنع لحبيبي محمد ؟!
_____
تتمة الايات
{{ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }}
كلا يقولها الله مرة ثالثة زجر لأبي جهل ، وتوبيخ كلا لا تطعه إياك يا محمد أن تعمل له حساب ، واسجد ولا تلتفت اليه
اسجد يا حبيب الله واقترب
ما دمت ساجداً يا محمد فأنا الله
وأنت قريب مني
فليتقدم أبو جهل إليك لنرى ماذا سيفعل ؟؟
_________
بعد أن هدد أبو جهل النبي صلى الله عليه وسلم ، و رجع
إلى قومه
قال لقريش : لقد نهيت محمد أن يصلي عند الكعبة ، واللات والعزة إن قدم اليوم يتحداني ويصلي ، لأخذن حجر أرضخ به رأسه ، وبعدها سلموني أو منعوني فلتفعل بنو هاشم ما تشاء
[[ بطلت تفرق معي ]]
ويأتي صلى الله عليه وسلم اليوم الثاني يصلي عند الكعبة وأبو جهل على وعده لقريش
فيتقدم النبي صلى الله عليه وسلم بجلال قدره ووقاره واستقبل البيت وأخذ يصلي
فنظر القوم إلى أبو جهل
وقالوا : ها يا أبا جهل أين وعدك ؟
[[ سؤال بسخرية ]]
فثار الشيطان في رأس أبو جهل
وقام إلى حجر كبير لا يستطيع رجل أن يحمله وتحامل على نفسه ورفعه
وأخذ يمشي خطوة خطوة لأن الحجر ثقيل حتى إذا سجد النبي اقترب أبو جهل منه ، ورفع الحجر ، وأراد أن يلقيه عليه وإذا أبو جهل
يرجع القهقرى
[[ يمشي للخلف ]]
وإذا أبو جهل يرجع وقد تشنجت يداه على الحجر ولا يستطيع أن يلقيه وانتقع وجهه [[ تغير لون وجه أصفر ]]
وأخذ يرتعد
[[ أصابته الرجفة ]]
وتيبس في مكانه ، فأسرع القوم إليه ،
أبا الحكم ، ما الأمر ؟؟
هاتي الحجر من يدك ، فأخذوا يُخلِصون الحجر من بين يديه حتى استطاعوا أخذه منه ورميه
نظروا إلى ساقيه فوجدوه قد بال ، لم يملك بوله فسال بوله على ساقيه
فأخذوه واجلسوه
قالوا:_ ويلك ما هذا ؟؟
فقال لهم وهو يرتجف : بل ويلكم أنتم ألم تروا ما رأيت ؟!!!
قالوا له : لم نرى شيء !!
فقال لهم : ويلكم أنا الذي رأيت
قالوا :_ماذا رأيت ؟!!
قال :_-عندما اقتربت من محمد رأيت عند رأس محمد فحل [[ ذكر الجمل ]]
فحل فاتح فاه لو اقتربت خطوة لابتلعني أنا والحجر
قالوا : ويلك رأيت هذا ؟!
قال : واللات والعزة رأيته ، ولو دنوت خطوة لابتلعني ذلك الفحل ، له أنياب لم أرى مثلها لفحل قط ، ثم ما إن رجعت للخلف حتى هب بيني وبينه وادي من لهب ، فيه فَراش يطير كله له زبانية [[ قريش ما دخلت عقلهم فَراش له زبانية الدبابير التي لها زبانية ]]
قال: ويلكم هذا الذي رأيت لماذا تلموني
قالوا : قد سحرك محمد
ثم رجع أبو جهل إلى بيته وهو يرتعد من الخوف
_______
ولما أتم النبي صلى الله عليه وسلم صلاته
[[وكان هناك ناس من الصحابة الذين كتموا إيمانهم من المستضعفين سمعوا حديث أبو جهل للقوم ]]
فذهبوا للنبي وأخبروه بما قال أبو جهل
فقال لهم : أجل هذا أخي جبريل وقف بصورة فحل والذي نفسي بيده لو تقدم خطوة بعد الذي رآه لالتقمه جبريل وأخذته الزبانية عيانا
[[ يعني كان أكل هل مكة شافوا الزبانية وهي تأخذ ابو جهل ]]
ثم تلا عليهم قوله تعالى :
{{ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ، إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ، أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ، عَبْدًا إِذَا صَلَّى ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى ، أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ، كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ، فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ، سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ، كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }}.
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
يتبع الحلقة الثالثة والخمسون …