هذا الحبيب 144 – غزوة احد ، مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم

هذا الحبيب 144 - غزوة احد ، مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم

هذا الحبيب 144 – غزوة احد ، مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
____________
استشهد {{ حمزة }} رضي الله عنه ، اسد الله ورسوله
إلا أن المسلمين كانوا مسيطرين على المعركة
ومتفوقين على جيش مكة
وقد قامت الكتيبة التي عينها الرسول صلى الله عليه وسلم
على {{ جبل الرماة }} بدورها المطلوب منها ، في صد هجوم الفرسان
حيث حاولت كتيبة فرسان قريش بقيادة {{ خالد بن الوليد }} و{{عكرمة بن ابي جهل }}
أن تتسلل الى ظهر المسلمين ، وقامت بثلاثة هجمات
ولكن في كل مرة كان فريق الرماة يرمونهم بالسهام
حتى فشلت هجماتهم الثلاث
وظلت كتيبة الفرسان من قريش بقيادة {{خالد و عكرمة }}بلا أي دور تقريبا طوال المعركة
______________
اصبحت المعركة واضحة فإن سيناريو {{ بدر }} يتكرر
والمسلمون الآن مقبلون على نصر ساحق آخر على قريش ، لا يقل روعة عن نصر بدر
وأخذت صفوف قريش تتقلص
وبدأت تتراجع وتنسحب
ولت قريش أدبارها وسقط لوائهم
يقول الزبير بن عوام رضي الله عنه :_
واني لأنظر الى هند بنت عتبة ، ونساء سادة قريش يجرين مشمرات
[[اي ترفع ثوبها لتستطيع الركض ]]
وأنظر الى خدمها
[[ والخدم هو الخلخال الذي يوضع في اسفل الساق يسمى عند العرب الخدم ]]
انظر الى خدمها ، ما بين مسكهنّ قليل ولا كثير [[ اي الأمسك بهن و ياخذوهم اسرى سبايا ]]
وبدأ المسلمون يتتبعون المشركين ، يقتلونهم ويجمعون الغنائم‏
___________

وهنا وقع الرماة في غلطة فظيعة قلبت الوضع تماماً
فقد قلنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قد أصدر أوامر مشددة ، وكرر الأمر أكثر من مرة للرماة بعدم ترك أماكنهم تحت أي ظرف
{{ سواء تحقق النصر للمسلمين أو الهزيمة }}
وقال لهم:
إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم
وإن رأيتمونا هزمنا القوم ووطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم‏
_________
فلما تحقق النصر للمسلمين
وهنا نقف نستشعر موقف الصحابة من الرماة رضوان الله عليهم أجمعين
قلنا عدد المسلمين ٧٠٠ خرجوا من المدينة ١٠٠٠ انخذل ابن سلول خذله الله بثلث الجيش
إذن الذي بقي مع النبي كم ؟؟ {{ ٧٠٠ }}
استثني منهم {{ ٥٠ }} على جبل الرماة
بقي في ساحة المعركة {{ ٦٥٠ }}
هؤلاء ٦٥٠ هزموا ٣ آلاف مقاتل من قريش
واجلوهم عن مواقعهم ، و وضعوا فيهم اسرى وقتلا وجمعوا منهم الغنائم
هذا النصر جعل الرماة يطيشون فرحاً
وقالوا نشارك اخواننا في جمع الغنائم
فقالوا :_ الغنيمة، الغنيمة ، ظهر أصحابكم ، فما تنتظرون ‏؟‏
ولكن قائدهم {{ عبد الله بن جبير }} ذكرهم بأوامر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم ترك أماكنهم
صاح بهم
وقال :_ اتقوا الله ، واتقوا وصية رسول الله
ألم يخبركم أن لا تبرحوا مكانكم حتى يكون هو من يرسل إلينا ، فهل أرسل ؟؟
قالوا :_ لا ولكن ما أراد رسول الله هذا ، أن نبقى على الجبل وقد انتهت المعركة
ولكن لم يستجب لعبد الله بن جبير الا ستة فقط ، كان هو سابعهم بينما ترك الأربعون الآخرون مواقعهم من الجبل
ونزلوا الى أرض المعركة ليشاركوا بقية الجيش في جمع الغنائم
[[وقلنا من أول المعركة أن النبي صلى الله عليه وسلم ما وضع الرماة على التل الا بعد ان فحص ارض المعركة ببصيرته فوجد خالد بن الوليد على راس {{ ٢٠٠ }} من الفرسان واقفين لا يشاركون قريش بالقتال ، فعلم النبي هدفهم فجعل الرماة مضاد لهم وهكذا كان ]]
_____________
فلما نزل الرماة ولم يبقى منهم الا سبعة
نظر {{ خالد بن الوليد }} وقد مر به ابو سفيان منهزماً
يقول لخالد :_ قد خسرنا المعركة يا خالد
قال خالد :_ لا ليس بعد
قال له ابو سفيان :_ هؤلاء قومك يولون الأدبار
قال :_ ليس بعد ، وعينه الى جبل الرماة
وكان {{ خالد بن الوليد }} لا يزال على فرسه في ارض المعركة
فلما شاهد الرماة الذين ردوا هجوم فرسانه ثلاثة مرات قد تركوا أماكنهم
انتهز الفرصة ، وأخذ قراره السريع فهاجم بكتيبته من بقي من الرماة فقتلهم جميعا مع أميرهم {{عبدالله بن جبير}} ودار بفرسانه خلف جبل الرماة
وأحاط بالمسلمين وانقض عليهم من خلفهم
____________
ثم أخذ فرسان المشركين ينادون بقية الجيش بشعارهم
يا للعزى يا لهبل
وشعر المشركون المنهزمون بالتطور الجديد
فقاموا بهجوم مضاد ضد المسملين
وهكذا أحيط بالمسلمين {{ من الأمام والخلف }}
ووقعوا بين شقي رحى
وجائت امرأة من المشركين فرفعت لواء قريش من التراب مرة أخرى
فلما رفعته تجمع جيش قريش مرة أخرى حول لوائهم
__________
وكان المسلمون في هذه اللحظات ، يجمعون الغنائم ويجرون خلف قريش
فجائهم خالد من الوراء و وضع السيف فيهم
فذهلوا
[[ لأن الذي يجمع الغنائم ويمسك الاسرى ، ويوثقهم بالحبال يكون قد اغمد سيفه ]]
فألقوا ما بأيديهم من غنائم وشرعوا بالسيوف مرة اخرى
ولكن هيهات تفرقت الصفوف
____________
هنا أصبح القتال في ساحة المعركة في مكانين
{{ المكان الأول }}
جيش المسلمين المحاصرين امام جبل أحد
من الامام ومن الخلف ، هنا ذهل المسلمون
واخذ المسلمون يضربون بعضهم بعضا ، بلا وعي يظنونهم من قريش
وقد سادت الفوضى والإرتباك والإضطراب في الجيش، حتى تاهوا وسط المشركين
في وسط هذا الأرتباك حصل هذا الموقف
كان هناك صحابي اسمه {{ اليمان }}
[[ يكون ابو الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان ]]
وصحابي آخر اسمه ثابت بن وقس
لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم كانوا في المدينة
والسبب لم يخرجا مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
لأنهما كانا شيخين كبيرين [[ بلغتنا اليوم كبار بالعمر ختايرة ]]
فكانا جالسين فقالا :_ ماذا ننتظر ، أفلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله لعل الله يرزقنا الشهادة
فأخذا أسيافهما ثم خرجا ، حتى دخلا في المعركة من جهة المشركين، فقتل المشركون {{ ثابت }}
وأحاط المسلمون باليمان يقاتلونه وهم يعتقدون أنه من المشركين فصاح حذيفة
وقال :_أي عباد الله أبي أبي ، انه أبي
[[ اي يقول للصحابة لا تقتلوه ليس من قريش انه ابي ]]
ولكنهم لم يسمعوه وقتلوه
فلما علم المسلمون ان الذي قتلوه والد {{ حذيفة بن اليمان }}
حزنوا حزن كبير
فقال لهم حذيفة: _ يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين، ثم انطلق بسيفه واستكمل القتال
وهمّ النبي صلى الله عليه وسلم بعد المعركة ،أن يدفع له الدية
فأبى أخذها حذيفة
وجعلها صدقة على من قتله من المسلمين
[[ لذا كان حذيفة من خيار الصحابة وصاحب سِر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أن لقي ربه ]]
____________
ذُهل المسلمون وطاشت عقولهم
منهم من فر من ساحة المعركة حتى وصل لبساتين المدينة فأستقبله النساء
وهن يقلن :_ خذ المغزلة وهاتِ سيفك [[خذ المغزل أي اغزل مع النساء ، واعطينا السيف نطلع بدالك ]]
كيف ترجعون ورسول الله في ساحة المعركة ؟؟
فاستحوا ورجعوا
___________
{{ المكان الثاني }}
وكان المكان الثاني الذي تركز فيه القتال
كان حول رسول الله
وكان صلى الله عليه وسلم قد بلغ من العمر {{ ٥٧ عام }}
كان مكانه في مؤخرة الجيش
وحوله مجموعة من الصحابة لحراسته ، عددهم تسعة، ووجدت القريش أن هذه هي فرصتهم لتحقيق حلمهم والهدف من غزوتهم
وهو قتل {{ النبي صلى الله عليه وسلم }}
يتبع ان شاء الله
كيف استبسل الصحابة في دفاعهم عن النبي صلى الله عليه وسلم
يتبع بأذن الله …