هذا الحبيب 161  – السيرة النبوية العطرة – غزوة بني النضير – الجزء الأول

هذا الحبيب 161  - السيرة النبوية العطرة - غزوة بني النضير - الجزء الأول

هذا الحبيب 161  – السيرة النبوية العطرة – غزوة بني النضير – الجزء الأول
_______________
قلنا من قبل أن اليهود في المدينة كانوا ثلاثة قبائل
١_ بني قينقاع
[[ وقد اجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم وذكرنا قصتهم ]]
٢_ بني النضير
[[ وحديثنا اليوم عنهم ]]
٣_ بني قريظة
[[ سيأتي حديثنا عنهم بعد غزوة الخندق ]]
فعقد معهم صلى الله عليه وسلم عهوداً
وكما قلنا وسنظل نقول
{{ يهود وعهود ضدان لا يجتمعان أبداً أبداً أبداً }}
منذ أن خلق الله بني اسرائيل [[ اي اولاد يعقوب }}
الى ايامكم هذه ، الى أن يأتي يوم الحجر والشجر فيطهر الله الأرض من رجسهم إن شاء الله تعالى {{ فهو قريب }}

لم يصبر اليهود على العهود فكل قبيلة نقضت عهدها
____________
وقلنا أنه منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة
واليهود لا يتوقفون لحظة واحدة
عن إثارة المشاكل في المدينة
حتى انتهى الأمر بطرد يهود {{ بني قينقاع }} من المدينة في السنة {{ ٢ من الهجرة }}
وبعد طرد بني قينقاع
خاف اليهود على أنفسهم وهم
{{ بني النضير }} و {{ بني قريظة }}
فاستكانوا والتزموا الهدوء
ولكن بعد {{ أحد}} ثم بعد مأساة {{ الرجيع ، وفاجعة بئر معونة }}
عادت إليهم جرأتهم مرة أخرى
وعادوا الى سابق عهدهم من
سب الاسلام
والدخول في مصادمات مع المسلمين
واثارة الشائعات المغرضة
والتشكيك في الاسلام ، وفي نبوة النبي صلى الله عليه وسلم يقولون :_ما أصيب بمثل هذا نبي قط
كما عادوا مرة أخرى الى الاتصال بالمنافقين في المدينة، والمشركين في مكة، والعمل لصالحهم ضد المسلمين
فكانوا في المدينة مثل ما يطلق عليهم الآن [[ الطابور الخامس أو الجواسيس ]] ضد الدولة الاسلامية
___________
وقد تحدثنا عن فاجعة {{ بئر معونة }} والتي فقد فيها المسلمون سبعون من خيرة الصحابة
وقلنا أن من أحداث هذه الفاجعة
أن {{عمرو بن أمية}}
والذي شهد هذه المذبحة
قابل في طريق عودته الى المدينة رجلين من {{ بني عامر}} فقتلهما ثأرا لمقتل أصحابه
وكان هذين الرجلين معهما عهد من صلى الله عليه وسلم
ولم يكن {{ عمرو بن أمية }} يعلم ذلك
فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
قال له النبي :_ قد قتلت قتيلين لأدينهما
[[ أي سيؤدي عنهما دية القتل الخطأ ]]
____________
دية القتل الخطأ مبلغ كبير جداً تبلغ {{ ٤ كيلو وربع }} من الذهب
أو {{ ١٠٠ من الأبل }} لكل رجل
فالمقتول رجلين
وهذا يعني أن على المسلمين أن يتحملوا الضعف
{{ ٨ كيلو ونصف من الذهب }} أو {{ ٢٠٠ من الأبل }}
وهذه أموال لا تتحملها الدولة الإسلامية، التي كانت تعاني في ذلك الوقت من فقر شديد وأزمة اقتصادية طاحنة، ذكرنا أسبابها من قبل ، في بداية الهجرة
____________
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم الى يهود {{ بني النضير}} حتى يتحملوا معه جزء من أموال هذه الدية
والسبب كان بينهم عهد وموثق
حسب بنود {{ وثيقة المدينة }} التي وضعها صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة ، والتي نظمت العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في المدينة
[[ القتل الخطأ يشترك الجميع بدفع ديته لأنهم سكان مدينة واحدة ]]
______________
ذهب الى يهود {{بني النضير }} في نفر من أصحابه قيل عشرة ، وكان فيهم {{ أبو بكر وعمر وعلي }}
توجه الى كبيرهم
{{ حيي بن أخطب }}
الذي ذكرنا خبره أول الهجرة والد {{صفية بنت حيي}} إحدى امهات المؤمنين
والتي تزوجها بعد خيبر والتي تحدثت هي للنبي صلى الله عليه وسلم بخبر أبيها ، بعد أن آمنت واصبحت أم للمؤمنين
وذكرنا خبره
ولكن نعيد موطن الشاهد فقط ، و جوهره
قول صفية أم المؤمنين
تقول :_ سمعت عمي أبا ياسر ، يقول لوالدي حيي بن أخطب وكان أعلم منه بالتوارة
قال :_ يا اخي يا حيي ، أهو هو الذي اخبرتنا به التوراة ؟؟
[[ اي هل هذا محمد هو هو النبي المنتظر ]]
قال :_ ايِ وربِّ موسى وعيسى ، هو هو
قال :_ أعرفته بنعته وصفاته تماماً ؟!!
قال :_ وأشد من معرفتي بأبنتي هذه [[ واشار لصفية ]]
قال :_ فماذا في نفسك منه ؟
قال :_ عداوته ما حييت
قالت :_ فأمسك به عمي
وقال :_ يا أخي يا أبن ام ، أطعني في هذه وأعصني بعدها بما شئت ، لا تناصب الرجل العداء ما دمت علمت أنه نبي ورسول فإنك لن تقدر عليه ، فإن اصابه غيرنا فذلك ما أردت ، وإلا كنا معه على صلح
قال حيي :_ لا لا عداوته ما حييت
هذا هو حيي وموضوع حديثنا اليوم
توجه النبي صلى الله عليه وسلم إليه
ودخل النبي على حيي ، وهو في مجلسه
فرحبوا به وسلموا عليه
وقال له النبي صلى الله عليه وسلم :_ جئتك يا حيي [[ بكذا وكذا وكذا ]]
وعرض عليه أن بيننا وبينكم عهود ، وأن رجل من الانصار قتل رجلين من الحلفاء ، وعلينا دفع الدية وكانت قيمة الدية للرجلين كما قلنا {{ ٢٠٠ ناقة }}
وطلب من اليهود أن يتحملوا ما عليهم من أموال
_______________
فقال حيي :_ نعم حباً وكرامة يا أبا القاسم نفعل
ولكن أجلس ها هنا حتى تطعم أنت واصحابك وحتى نقضي حاجتك
[[ اي اجلس نضيفك تأكل لحتى ارتب اموري ]]
__________
فجلس النبي صلى الله عليه وسلم
خارج الدار [[ لأن الجو كان حاراً ]] فجلس وجعل ظهره لجدار الدار وأصحابه حوله
فذهب حيي الى رجاله
وقال :_ إنها فرصتكم ، فلن تجدوا الرجل بمثلها بعد الآن قط فليس معه الا عشرة وهو جالس مطمئن
وهذه فرصة لا تتكرر
فليصعد أحدكم على ظهر البيت الذي يجلس الى جواره محمد ، ويلقي حجر ضخم على رأسه ويقتله ، ويريحنا منه الى الابد
[[ يريد أن يغتال النبي صلى الله عليه وسلم ]]
يتبع إن شاء الله