هذا الحبيب 207 – السيرة النبوية العطرة (( فتح مكة ، قريش تنقض صلح الحديبية ))
____________
اولاً … علينا أن نركز في هذا الجزء جيداً
لأن الكثير يجهل كيف تم نقض صلح {{ الحديبية }}
قلنا أنه تم عقد صلح {{ الحديبية }} بين المسلمين وبين قريش في {{ذي القعدة }} من السنة السادسة من الهجرة
وكان من بنود صلح الحديبية هذا البند وهو :_
{{ من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه }}
____________
لنقف عند هذا البند وهو ما نسميه {{ التحالف }}
كانت التحالفات في الجزيرة العربية معروفة ، والسببب
لأن العرب في الجاهلية ، كانوا يقتتلون دائماً مع بعضهم البعض كل قبيلة مع الأخرى
[[ مش مثل العرب اليوم بيحبوا بعضهم البعض ومتفقين ويد وحدة ، لا لا نحن غير ، هم كانوا في جاهلية وعداوة مستمرة ، نحن مسلمين قلوبنا على بعضنا البعض ]]
فكانت القبائل القوية تعتدي على القبائل الضعيفة
فماذا كانت تفعل القبائل الضعيفة لتحمي نفسها ؟؟
كانت تتحالف مع قبيلة قوية ما نسميه اليوم بلغة العصر الآن {{ أتفاقية دفاع مشترك}} بين دولتين
بمعنى اذا حدث اعتداء على أحد الدولتين يكون اعتداء على الدولة الأخرى، ويجب على هذه الدولة بموجب هذا الحلف أن تنصر الدولة التي وقع عليها الاعتداء
فكل قبيلة ملزمة بهذا التحالف أن تدافع على القبيلة الأخرى المتحالفة معها ، إذا وقع أي اعتداء
__________
فلما تم عقد صلح الحديبية وكان هذا البند ينص كما قلنا
{{ من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه }}
فدخلت قبيلة {{خزاعة }} في حلف النبي صلى الله عليه وسلم
لأن العلاقة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين {{ خزاعة }} كانت قوية
لأن هناك علاقات قوية حميمية قديمة بين {{خزاعة}} وبين {{ بني هاشم }} التي منها النبي صلى الله عليه وسلم
حتى عبد المطلب {{ شيبة الحمد }} جد النبي صلى الله عليه وسلم كان قد تحالف مع خزاعة قديما ، وكان هنالك كتاب بينهم بهذا التحالف
____________
وهذا نص الكتاب وانظروا كما كانت العلاقة بين بني هاشم وخزاعة
باسمك اللهم، هذا ما تحالف عليه {{عبد المطلب بن هاشم }} ورجالات عمرو بن ربيعة من {{ خزاعة}}
تحالفوا على التناصر والمواساة ما بلّ بحر صوفة، حلفا جامعا غير مفرق
الأشياخ على الأشياخ، والأصاغر على الأصاغر، والشاهد على الغائب
وتعاهدوا وتعاقدوا أوكد عهد [[ أي عهد مؤكد شديد ]]
وأوثق عقد ، لا ينقض ولا ينكث [[ تخيلوا ، لا يلغى ابدا ]]
ما أشرقت شمس على ثبير، وحنّ بفلاة بعير، وما أقام الأخشبان، وعمر بمكة إنسان ، حلف أبد لطول أمد [[يعني حلف لحتى تقوم الساعة ]]
يزيده طلوع الشمس شدّا وظلام الليل مدا
وأن {{عبد المطلب }} وولده ومن معهم ورجال خزاعة متكافئون متظاهرون متعاونون
فعلى عبد المطلب النصرة لهم بمن تابعه على كل طالب، وعلى خزاعة النصرة لعبد المطلب وولده ومن معهم على جميع العرب في شرق أو غرب أو حزن أو سهل
وجعلوا الله على ذلك كفيلا، وكفى بالله جميلا
___________
هل لاحظتم هذا العقد جعلوا من هذا العقد كأنهم أخوة في الدم ؟؟
لذلك قلت لكم ، أن هناك علاقات قوية حميمية قديمة بين {{خزاعة}} وبين {{ بني هاشم }} التي منها النبي صلى الله عليه وسلم
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، يستخدمهم كعيون له بالرغم من أنهم كانوا حتى ذلك الوقت على شركهم
ولكن {{خزاعة }} لم تدخل في حلف مع رسول الله صلى عليه وسلم من البداية ،خوفا من قريش
فلما كان صلح الحديبية، دخلت {{خزاعة }} على الفور في حلف مع النبي صلى الله عليه وسلم
____________
فلما دخلت {{ خزاعة}} في حلف مع المسلمين
قامت قبيلة اسمها {{ بنو بكر }} ودخلت في حلف قريش
لماذا ؟؟
لأن {{خزاعة }} و {{ بنو بكر }} بينهم حروب وعداوت قديمة ، وثارات كثيرة
لما رأى {{ بنو بكر }} أن عدوتهم الأولى {{ خزاعة }} دخلت في حلف النبي صلى الله عليه وسلم
قالت بنو بكر :_ لن نكون مع خزاعة في حلف واحد ، فأرادت {{بنو بكر}} أن يكونوا في الحلف المعاكس
[[ مع أن بنو بكر علاقتهم مع قريش ليست قوية ، لدرجة
أن قريش حين خرجت لحرب المسلمين في بدر كانت تخاف من غزو بني بكر لمكة ، فالآن دخلوا في حلف قريش مثل ما نقول جكر في خزاعة رغم أنهم لا يميلون لقريش ]]
___________
وفي أثناء هدنة صلح {{ الحديبية }} وفي السنة الثامنة من الهجرة
شاب من بني بكر ، وقف يردد الشعر ويهجو النبي صلى الله عليه وسلم
سمعه شاب من خزاعة ، لم يتحمل ان يهجو محمد وهو حليفهم يعني انت تهجو محمد {{ صلى الله عليه وسلم وسلم }} معناها تهجونا
فما كان من هذا الشاب الخزاعي إلا أن قام وضربه وشج رأسه
هنا
ثار الدم في رؤوس القبيلتين
فماذا فعلت قريش ؟؟
أخذت قريش تحرض حليفتها {{ بني بكر }} على قتال {{ خزاعة}}
وأعانت {{ قريش}} بنو بكر بالسلاح والدواب، بل واشترك في القتال من قريش بعض فرسانهم منهم
١_عكرمة بن ابي جهل
٢_ وصفوان بن أمية
٣_وسهيل بن عمرو [[ تذكرون سهيل ؟؟ هو الذي كتب بنود معاهدة الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم]]
اعانت قريش بنو بكر
وقالت لهم قريش :_ باغتوهم في الليل
وتم الأتفاق
__________
وجاوؤهم ليلاً بغتة وهم آمنون على ماء لهم يقال له {{ الوتير }} وقتلوا منهم بعض رجالهم
فلما رأت {{خزاعة}} أنهم سيهزمون وقتل منهم بعض رجالهم
فماذا فعلوا خزاعة ؟؟
هربوا و دخلوا الى الحرم
[[ وكانت العرب لا تقتل لا في الحرم ولا في الأشهر الحرم، وكان الرجل يرى قاتل أبيه داخل الحرم فلا يستطيع أن يقترب منه حتى يخرج من الحرم ]]
فلما دخل رجال خزاعة الحرم
قالوا لقائد بني بكر واسمه {{ نوفل بن معاوية }} وقد أسلم فيما بعد
قالوا له :_ يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم، الله الله في إلهك
الله الله في إلهك ! فإننانحتمي به في البيت
فقال نوفل :_ لا إله هذه الليلة
وصاح برجاله :_ يا بني بكر أصيبوا ثأركم ، فلعمري إنكم لتسرقون وتسرفون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه ؟
[[ يعني انتوا متى فرقت معكم دائما بتسرقوا بالحرم وقفت على قتلهم بالحرم خذوا ثأركم ]]
فقتلوا منهم بالحرم {{ ٢٠ }} رجلا من خزاعة
______________
ماذا يعني هذا ؟؟
يعني أنه نقضا واضحا وصريحا {{ لصلح الحديبية }} من قريش لأنها أعانت {{بنو بكر }} بالسلاح، بل واشتركت ايضا في قتال {{ خزاعة}} حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم
ولو كانت قريش لم تشترك معهم
لكان أكتفى صلى الله عليه وسلم بعقاب {{ بنو بكر }} فقط كما أرسل الكثير من السرايا العقابية للقبائل التي اعتدت على بعض الصحابة
_____________
هذا ما وقع في مكة
ننطلق الآن بكم مباشرة ، الى المدينة المنورة حيث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هناك
عند ام المؤمنين {{ميمونة بنت الحارث }} رضي الله عنها
التي تزوجها النبي في {{ عمرة القضاء }} اخر من تزوج صلى الله عليه وسلم
وكانت ليلتها ، فكان صلى الله عليه وسلم في حجرتها وقد قام من الليل يصلي [[ لان قيام الليل فرض عليه ]]
تقول ميمونة رضي الله عنها :_ سكبت له وضوءاً
فلما شرع في وضوئه و مضمض واستنشق و أراد أن يغسل وجهه نفض يديه من الماء
وقال نُصِرتَ، نُصِرتَ، نُصِرتَ
فقالت :_ بأبي وامي يا رسول الله ، من تكلم ؟!!!
قال :_ لقد حدث حدثا في خزاعة الليلة
وسمعتهم يستنصرونني ، فوالذي نفس بيده لأنصرنهم
ثم أتم وضوئه وقام يصلي
ولم تخبر ميمونة أحدا بهذا الحديث فهي خاصية من خصائص الحبيب صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة
ولم يكلم النبي أحد ومضت ثلاثة أيام
[[ والمسافة من مكة للمدينة ٦ أيام ]]
__________
فلما وقع هذا الاعتداء ، انطلق فورا من {{ خزاعة أحد }} شعرائهم وهو {{عمرو بن سالم الخزاعي}} انطلق الى المدينة المنورة يستنصر النبي صلى الله عليه وسلم
فلما وصل ، و وقف على باب المسجد ، وهيئته هيئة المذعور
[[ فقد قطع المسافة من مكة للمدينة في ثلاثة أيام اي في نصف الوقت ]]
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، في مسجده بين أصحابه فوقف {{ عمرو بن سالم }} كان مغبرا اشعثاً
فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم
قال شعرا
[[فكانت الرسالة عبارة عن شعر ، وهذا من بلاغة العرب]]
فقال
يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا
[[هكذا والله عقيدة كل مؤمن كاملة ، هو يدعو الله يقول يارب ، ولكنه يدخل من باب رسول الله ، لأن ركن من اركان التوحيد {محمد رسول الله } فالوصول إلى الله عن طريق محمد ، ومن شاء ان يدخل من طريق آخر غير محمد فليفعل ، هو حر ، لنرى أين سيصل ؟؟ ]]
يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا … حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا
[[يشير إلى الصلح الذي ذكرناه مع جده عبدالمطلب وابوهم ]]
أنّ قريشاً أخلفوك الموعدا ** ونقضوا ميثاقك المؤكّدا
هم بيِّتونا بالوتير هجـــدا [[اي نايمين ]] وقتلونا ركــــعــا ً وسجدا
[[ اي فينا المسلم والغير مسلم اللي بيصلي قتلوه والنايم قتلوه ]]
فانصر رسول الله نصرا أبدا * وادع عباد الله يأتوا مددا
[[ أي لا نريدها سرية نريدها غزوة اي انت على رأسها ، يا رسول الله ولا يقول رسول الله إلا مؤمن إذن هو مؤمن ]]
فلما انتهى من شعره
قال له النبي صلى الله عليه وسلم في قوة وحزم
:_ نُصِرتَ يا عمرو بن سالم ، والله لأنصرنكم ، ولأمنعنكم مما أمنع منه نفسي وأهلي
___________
وكان قرر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن ينتقم لخزاعة من {{بني بكر }} ومن {{ قريش }} لإعتدائهم عليهم، ونقضهم صلح الحديبية
فقال :_ يا عمرو ارجع الى مكة ، ولا تخبر أحدا أنك جئتنا إلا قومك وليتفرقوا ، وأسكنوا حتى يأتيكم أمري
ودخل صلى الله عليه وسلم بيته ولم يحدد كيف يكون هذا الإنتقام وكيف يكون هذا العقاب
هذه كانت المقدمة وأرجو من الله أن يكون هذا الجزء واضح ومفهوم
يتبع إن شاء الله ، وفتح مكة شرفها الله تعالى ستأخذ معنا وقت وفيها الكثير الكثير من الدروس والعبر
يتبع ان شاء الله