هذا الحبيب 213  – السيرة النبوية العطرة (( الذين أهدر دمائهم ، يوم فتح مكة )) الجزء الثاني

هذا الحبيب 213  - السيرة النبوية العطرة (( الذين أهدر دمائهم ، يوم فتح مكة )) الجزء الثاني

هذا الحبيب 213  – السيرة النبوية العطرة (( الذين أهدر دمائهم ، يوم فتح مكة )) الجزء الثاني
_________
_________
{{ سارة }}
تحدثنا عن سارة
وقلنا أن {{ سارة }} مغنية في مكة ، وكانت تغني في مكة بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قدمت المدينة تشكو الحاجة
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :_ما كان في غنائك ما يغنيك؟
فقالت:_ ان قريشا تركوا الغناء منذ قتل منهم من قتل ببدر فعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم ، الإسلام فرفضت، فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم وقبل منها أن تظل بالمدينة على كفرها
ولكنها خانت كل ذلك وحملت كتاب {{حاطب بن أبي بلتعة}} رضي الله عنه ، الى قريش تخبرهم بمسير الرسول صلى الله عليه وسلم اليهم
فلما كان فتح مكة اختفت ثم جائت
الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، واستئمنته وأسلمت وعاشت حتى خلافة ابو بكر الصديق
__________
{{صفوان بن أمية }}
كان من أشد قريش عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم وايذاءا للمسلمين
وهو ابن {{أمية بن خلف }} أحد صناديد قريش، وقد قتل في {{ بدر}}
وهو ايضا الذي شارك بنقض {{صلح الحديبية }} وشارك بني بكر بقتل خزاعة
وايضا قاتل {{خالد بن الوليد }} عند دخوله مكة من جهة المسفلة عند {{ الخندمة }}
فلما كان فتح مكة هرب {{صفوان}}
وكان له ابن عم اسمه {{ عمير بن وهب }}
[[ ذكرت لكم قصته بعد بدر وكيف اتفق صفوان وعمير على قتل النبي صلى الله عليه وسلم في جزء {{١٥٣ }} وكيف اسلم
وهذا الرابط لمن أراد مراجعته
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2327614864217914&id=100009082707813
فلما اسلم عمير اصبحت بينه وبين صفوان عداوة ]]
_______
فجاء ابن عمه {{ عمير بن وهب}} للنبي صلى الله عليه وسلم
وقال: _ بأبي وأمي انت يا رسول الله ، إن صفوان سيد قومه، وقد هرب فأمنه، فانك أمَّنت الأحمر والأسود
فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:_ أدرك ابن عمك فهو آمن
فقال :_ يا رسول الله اعطني آية حتى يثق بي صفوان
فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عمامته التي دخل بها مكة، وكل الناس رأوها ولونها سوداء
قال :_ خذ هذه عمامة رسول الله أمان لصفوان
فأنطلق {{ عمير}} يسابق الريح حتى أدرك {{ صفوان }} قبل ان يركب البحر
فقال له: يا ابن عم على رسلك لا تهلك نفسك
فنظر إليه صفوان وقال :_ اغرب عني وهل نسيت انك شيطان قريش ، واصبحت شيطان المسلمين لعلك جئت تأسرني الى محمد
[[ وكان عمير يسمى في الجاهلية شيطان قريش لدهائه ]]
قال عمير :_ لا والذي خلق السموات والارض ، وبعث محمد نبيا ، يا صفوان لقد جئتك من عند أفضل الناس وأبرّ الناس وأحلم الناس وخير الناس وهو ابن عمك عزه عزك وشرفه شرفك وملكه ملكك
فقال صفوان: _ إني أخافه على نفسي
قال: _ هو أحلم من ذلك وأكرم جئتك من عنده بأمان لك قبل ان تدخل مكة
ثم أراه عمامة النبي صلى الله عليه وسلم
وقال له :_ هذه عمامة رسول الله وقد رأتها قريش كلها هي أمان لك ، فدنى صفوان بحذر
وقال :_ اعطنيها واخذ العمامة ، ثم ركب ناقته
وقال لعمير :_ انطلق امامي فجعله يمشي أمامه وهو خلفه
حتى اذا وصل ارض الحرم ظل راكباً على راحلته ، و وقف صفوان ونادى بأعلى صوته يا محمد يزعم صاحبك هذا انك قد أمنتني
قال له :_ صدق وانت آمن
قال :_ يا محمد لا تكرهني على دينك أمهلني بالخيار شهرين
فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:_ أنت بالخيار أربعة أشهر
واسلم قبل مضي شهرين في حنين وسنأتي على ذكرها وكيف اسلم إن شاء الله
________
{{ زهير بن أمية والحارث بن هشام }}
كانا شديدا في كفرهما
فاختبئا في بيت {{ أم هانىء بنت ابي طالب }} وهي بنت عم
النبي صلى الله عليه وسلم ، والتي تربت معه في بيت واحد
تقول ام هانئ رضي الله عنها :_ لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بأعلى مكة فر إلي رجلان من أحمائي
[[ أي من أقارب زوجها هبيرة بن أبي وهب ]]
مستجيران بي فأجرتهما
فدخل عليّ أخي علي بن أبي طالب فقال:_ والله لأقتلنهما
قالت :_ فحلت بينه وبينهما
فخرج فأغلقت عليهما بيتي ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة
فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب
فسلمت عليه فقال:_ من هذه؟
فقلت:_ أم هانىء بنت أبي طالب
فأخرج رأسه صلى الله عليه وسلم من خلف الرداء
وقال:_ مرحبا بأم هانىء، ، ما جاء بك؟ فأخبرته الحديث فقال: _ أجرنا من أجرتِ، وأمنا من أمنتِ فلا نقتلهما
ولم تكن {{ أم هانئ }} قد أسلمت
فأسلمت في ذلك اليوم يوم {{ فتح مكة }}
وزارها النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها
وقال لها :_ هل عندك من طعام نأكله؟
قالت: _ بأبي وامي انت ، ليس عندي إلا كسر يابسة [[ اي خبز ]] وأنا أستحي أن أقدمها إليك
فقال: _ هلمي بهن، فكسرهن في ماء ، وجاءت بملح
فقال:_ هل من أدم [[ يعني الخبزة نضعها بالزيت او المرقة يسمى هذا الوضع ادم ، كيف الكعك نضعه بالشاي ]]
فقال :_ هل من أدم ؟؟
فقالت: ما عندي يا رسول الله إلا شيء من خل
فقال:_ هلميه
فأحضرته ، فصبه على الكسر وأكل منه، ثم حمد الله
ثم قال:_ نعم الأدم الخل ، يا أم هانىء لا يقفر بيت فيه خل
يقول جابر رضي الله عنه في الحديث المرفوع
{{ إن الله يوكل بآكل الخل ملكين يستغفران له حتى يفرغ }} وجاء {{ نعم الأدم الخل، اللهم بارك في الخل، فإنه كان إدام الأنبياء قبلي، ولم يقفر بيت فيه خل }}
وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال:
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ذات يوم إلى بعض حجر نسائه فدخل
ثم أذن لي فدخلت
فقال: _هل من غداء؟
فقالوا :_ نعم، فأتى بثلاثة أقرصة [[ اي خبز ]]
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرصا فوضعه بين يديه
وأخذ قرصا فوضعه بين يديّ
ثم أخذ الثالث فكسره، فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي [[ بمعنى تقاسم معه الخبز ]]
ثم قال: _هل من أدم؟
فقالوا:_ لا إلا شيء من خل
قال:_ هاتوه، فنعم الأدم الخل
يقول جابر :_ فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من رسول الله
والذي سمع حديث جابر من التابعين قال :_ ما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر
إذن لمن يخاف من الوباء المنتشر عليكم بالخل وقد ثبت في العلم الحديث أن الخل
{{ غني بالمواد الغذائية وله خصائص مضادة للفيروسات ويساعد الجسم على التخلص من السموم ويقوي مناعتك ويحمي جسمك من العدوى }}
اجعلوه في صحن صغير على مائدة طعامكم حتى لو اكل كل شخص ثلاث لقمات منه مع كل وجبة طعام ، وتذكروا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عند اكله
__________
{{ وحشي بن حرب }}
وهو الذي قتل حمزة رضي الله عنه يوم أُحد
وكانت الصحابة أحرص شيء على قتله، فلما فتحت مكة هرب إلى الطائف
وقد علم أن دمه قد أهدر ، ثم بلغه أن من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً لا يسفك دمه
فجاء وحشي إليه في {{ حنين }} وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين ، جاء وحشي متنكرا [[ اي متلثما ]]
حتى وقف وراء النبي صلى الله عليه وسلم والناس كثير
وهو متلثم
وقال :_ إني اشهد ان لا اله الا الله ، وانك يا محمد رسول الله
فألتفت النبي إليه وقال :_ من ؟؟
فكشف اللثام عن وجهه
وقال :_ وحشي ابسط يدك يا رسول الله ابايعك
فقال :_ أوحشي ؟ !!!
قال :_ نعم
قال :_ قاتل حمزة ؟!!!
اجلس اجلس بين يدي وحدثني كيف قتلت حمزة ؟؟
قال وحشي :_ أقبل اسلامي أولاً يا رسول الله ، واغفرلي يا رسول  الله
قال :_ اما اسلامك فقد قبلناه ، ولكن اجلس حدثني كيف قتلت حمزة وهو اسد الله واسد رسوله
[[ يعني لا يعقل رجل يلاقي حمزة ويقتله وجه لوجه مستحيل كيف قتلته ]]
فجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يحدثه كيف قتل حمزة ، غدرا لا مبارزة
فلما أخذ وحشي يتكلم
يقول الصحابة :_ بكى النبي صلى الله عليه وسلم وعلا نحيبه [[ اي جهش بالبكاء ]]حتى ابكى كل من حوله
فلما فرغ وحشي قال له :_ أما إسلامك فقد قبلناه ولكن غيب وجهك عني الساعة [[ يعني اثار مشاعر النبي بذكره هذه
الحادثة ]]
قال :_ غيب وجهك عني الساعة
قال :_ لا والذي بعثك بالحق لا أقوم حتى تستغفر لي
فأستغفر له النبي صلى الله عليه وسلم ومسح صدره
وقال:_ قم يا وحشي قد قبلنا اسلامك وغفر الله لك
ارأيتم مكارم الاخلاق ؟؟
هذا الذي نصبه الله أسوة لنا صلوات ربي وسلامه عليه
قال تعالى
{{ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }}
هل رأيتم اعظم من هذه المواقف ؟؟
في ساعة ينقلب الغضب الى رضا ، والعداوة الى محبة ويمسح صدره ويستغفر له
قام وحشي وقد اسلم
ولما قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولحق بالرفيق الاعلى خرج {{ وحشي }} وقاتل في حروب الردة في خلافة أبو بكر، فكان هو الذي قتل {{ مسيلمة الكذاب}} بحربته التي قتل بها {{حمزة }}
فكان يقول: أرجو ان تكون هذه بتلك
[[ أي قتله لمسيلمة يكفر به قتله لحمزة ]]