عليك

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 51

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي تشكو إليَّ النَّاسَ فلا تجِدُ عندي عزاءً على غير عادتي ! تكتشفُ أني أشكو مما منه تشكو ! ولكن لا بأس أن يُسامر المجروح مجروحاً مثله فلا يفهمُ طعم جرحكَ إلا ما ذاقه ولا يعلمُ وجع الطَّعنةِ إلا من جرَّبها! ثم يقولون لكَ : لقد تغيَّرتَ يا صاحبي والحقيقةُ أنكَ ما تغيَّرتَ وإنما فهمتَ ، فتخلَّيتَ عن سذاجتكَ القديمة ، وطيبةَ قلبكَ تلكَ التي منحتها لمن

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 50

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي تقولُ لي: إنني أدعو الله، ولكني أتساءل بيني وبين نفسي فأقول: كيف سيُغيّر اللهُ كل هذا؟! فأقولُ لك: ليس لكَ من الأمر إلا الدعاء أما الكيف هذه فليست من شأنك أبداً ولا تدخل ضمن صلاحياتك مطلقاً الكيف هذه من الأسباب، والأسباب كلها بيد الله ثم إني أُعيذكَ أن تستكبر أمراً على الله! نعم يحدثُ أن يستصعب الإنسان ظرفه ويحدث أن يهمسَ لنفسه قائلاً: الأمر يحتاج إلى

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 49

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي قال يونسُ الصَّدفي: ما رأيتُ أعقل من الشافعي ناظرته يوماً في مسألةٍ فاختلفنا فلقيني بعدها، فأخذَ بيدي، ثم قال: يا يونس ألا يستقيمُ أن نكون إخواناً ولو اختلفنا في مسألة؟! يا صاحبي إن لم أكُنْ معكَ فهذا لا يعني أني ضدك ثمة معارك ليس عليَّ أن أخوضها لأنكَ خضتَّها وثمة خصوماتٍ أنا غنيٌّ عنها وإن اشتركتَ أنتَ بها سامحني أنا لا أعيش على مبدأ: معاهم معاهم،

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 48

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي بعثَ النَّبيُّ ﷺ معاذ بن جبلٍ إلى اليمن، وخرج معه يوصيه ويودعه… معاذٌ راكب على دابته، والنبي ﷺ يمشي ويوصيه! ثم لما فرغ من الوصية قال له: يا معاذ إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، لعلكَ أن تمرَّ بمسجدي وقبري! فبكى معاذ! وها أنا الآن أبكي يا صاحبي يا للمشهد ما أقساه، تخيله وقد نُزعت الروح الشريفة من الجسد الطاهر وها هو الآن مسجىً في

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 47

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي إنَّ الأشياء التي تعثرُ عليها مُصادفةً قد تكونُ أجمل بكثيرٍ مما خرجتَ تبحثُ عنه! جاءت السَّيارة، فأرسلوا واردهم إلى البئر لم يكن يريدُ غير الماء ولكنه عثر على نبيٍّ، يوسف عليه السلام كان هناك! الرجلُ الذي قطعت النسوة أيديهن من فرطِ وسامته قد عُثر عليه مصادفةً، ودون تخطيط وإنك لا تدري ما اللهُ قاسمٌ لكَ! يا صاحبي أنتَ مسؤولٌ عن السَّعي أما النتائج فبيد الله وحده!

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 46

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي قالوا: عندما تحزنُ تذهبُ إلى أكثر شخصٍ يُحبُّكَ وعندما تفرحُ تذهبُ إلى أكثر شخصٍ تُحبه ويا لحظكَ لو كان هو نفسه في الحالتين! يا صاحبي ليس حزناً ذاك الذي تجدُ من يحمله معكَ الحزنُ هو أن تبكي فلا تجدُ من يمسحُ دمعكَ وأن تنكسِرَ فلا تجدُ من يُرممكَ وأن تجزعَ فلا تجدُ من يُطمئنكَ وأن تكسرَ الأيامُ قلبكَ فلا تجدُ من يقولُ لكَ: أنا عُكَّازُكَ فاتكِىء!

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 45

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي ‏سُئِلَ الإمامُ أحمد بن حنبل ‏كيف السبيلُ الى السَّلامةِ من النَّاسِ؟ ‏فأجاب: تعطيهم ولا تأخذ منهم ‏ويؤذونك ولا تُؤذِهم ‏وتقضِي مصالحهم ولا تكلفهم بقضاءِ مصالحك ‏فقيل له : إنها صعبة يا إمام؟ ‏قال: وليتك تسلم! أسوأ ما في الأمرِ يا صاحبي أننا لم نعد نبحثُ عند الناس عن الغنيمة وإنما عن السلامة! أن يُسدوا إليكَ أبسط حقوقك، وهي أن يدعوك وشأنكَ! ولكنك تكتشفُ أن هذا الأمر

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 44

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي كان لأحد التجار الأثرياء ابنة وحيدة مرضَتْ مرضاً شديداً، ودخلت في غيبوبة فأحضر لها الأطباء من جميع أرجاء البلاد ولكن دون جدوى إلى أن جاء طبيب غريب ذات يوم إلى المدينة فحدَّثه الناس عن ابنة التاجر الثري فأصرَّ على رؤيتها وبعد إلحاح شديد وافق التاجر لأنه كان قد يئس من شفاء ابنته بعد معاينة سريعة قال الطبيب للتاجر: مرض ابنتك نفسي قال التاجر : ماذا تعني؟

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 43

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي تشكو إليَّ النَّاسَ فلا تجِدُ عندي عزاءً على غير عادتي! تكتشفُ أني أشكو مما منه تشكو! ولكن لا بأس أن يُسامر المجروح مجروحاً مثله فلا يفهمُ طعم جرحكَ إلا ما ذاقه ولا يعلمُ وجع الطَّعنةِ إلا من جرَّبها! ثم يقولون لكَ: لقد تغيَّرتَ يا صاحبي والحقيقةُ أنكَ ما تغيَّرتَ وإنما فهمتَ فتخلَّيتَ عن سذاجتكَ القديمة وطيبةَ قلبكَ تلكَ التي منحتها لمن لا يستحقها! ستصبحُ في عيونهم

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي 42

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي كنتُ أقرأُ البارحة في كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي، واستوقفني قوله: كان أحد الأغنياء كثير العبادة، فطالَ عليه الأمدُ فعصى ربَّه فما زالتْ نعمته، ولا تغيَّرتْ حاله فقال: يا رب، تبدَّلتْ طاعتي وما تغيَّرتْ نعمتُكَ فهتفَ به هاتفٌ في المنام : يا هذا لأيامِ الوصال عندنا حُرمة، حفظناها نحن وضيَّعتها أنتَ! يا له من ربٍّ يا صاحبي، يا له من ربٍّ يحفظُ العهدَ إذا العبدُ غدرَ